يخوض اليوم الأثنين منتخبنا للناشئين لقاءً مصيرياً مع نظيره الأوزبكي في الدور ربع النهائي لنهائيات كأس آسيا المقامة على الأراضي الهندية من أجل خطف إحدى بطاقات التأهل الى نهائيات كأس العالم القادمة مع ضمان الوصول الى نصف النهائي للمنافسة على اللقب القاري.
المباراة ستشهد تنافساً شرساً كما هو متوقع عطفاً على تاريخ البلدين الكروي وحضورهم القوي في جميع بطولات الفئات العمرية إضافة الى امتلاكهم مواهب اثبتت قدرتها على تقديم أداء فني ومهاري يمكن أن يُغيّر من معطايات أية مباراة وحسمها في أية لحظة.
المنتخب الأوزبكي القادم من فوز عريض على المنتخب الكوري الشمالي بثلاثية والمنتشي بتصدّر مجموعته بالعلامة الكاملة سيدخل المباراة متسلحاً بروح معنوية عالية وطموح بمواصلة النجاح عبر اقصاء الليوث ومواصلة الزحف نحو منصّة التتويج الآسيوي الأمر الذي يحتّم على الكابتن جثير وزملائه العمل على مفاجأة المنافس عبر الضغط المستمر وإرباكهم في ملعبهم وتشتيت أفكارهم ، ومن ثم تفريغ كل الشحنات المعنوية التي ستمثل مركز القوة للأوزبكيين وتحويلها نحو لاعبينا بعد أن يكتسبوا الثقة ويمتلكوا مفاتيح التحكّم بالمباراة.
إن الملاك الفني مُطالبٌ بالخروج من أجواء التوتر والإيمان بقدرات لاعبيه وتوظيفهم بالشكل الصحيح ومحاولة تصحيح بعض الأخطاء التي ظهرت خلال مباريات الدور الأول والتي سبّبت في تباين النتائج والأداء.
لعلَّ مسألة توزيع الجهد البدني وسوء التمركز والتغطية وإهدار الفرص السهلة وخاصة في الشوط الأول لكل مباراة والتراجع غير المُبرر أبرز ما تم تدوينه من ملاحظات وسببت في ضياع الفوز خلال مباراتي ماليزيا وعُمـــان.
وقد تكون المراهنة على الاندفاع بجهد عالٍ من دون تكتيك مبرمج مخاطرة غير مضمونة بعد أن أثبتت التجارب السابقة عدم قدرة منتخبنا على الاحتفاظ بالتقدم وافتقادهم لفلسفة ضياع الوقت وإحتواء اندفاع المنافس وخسارة مخزون اللياقة قبل نهاية المباراة.
على لاعبينا الأبطال الخروج سريعاً من نطاق تفكير المراحل السنية الصغيرة التي دائماً ما تفتقد الى الخبرة والإرتقاء بأدائهم نحو عقلانية التعامل مع المنافس بدهاء فني يضمن لهم امتلاك الثقة والرغبة في تسجيل واقعة كروية جميلة تطرّز تاريخهم وتحملهم من جديد نحو الأراضي الهندية للظهور في مونديال العالم القادم ، فرصة لابد أن يدركها ليوث الرافدين ويتمسّكوا بها عبر إيصال رسائل الإصرار التي تزرع الرهبة في قلوب لاعبي الفريق الأوزبكي منذ اللحظات الأولى لانطلاق صفارة الحكم.
إن الجمهور الكروي ، وكل قلوب العراقيين ستكون حاضرة في موقعة اليوم وإن ابتعدت المسافات بانتظار فرحة جديدة بعد أن توالت الأزمات وشحّت الانتصارات وتراجع رصيد الكرة العراقية في الآونة الأخيرة لكن الأمل دائماً يبقى مرهوناً باجيال شابة تمتلك كل عناصر النجاح والتفوّق يمكن أن تقلب الموازين وتؤكد مقولة "أن الكرة العراقية كانت وستبقى ولاّدة مواهبين".
باختصار.. إن تواجد رئيس اتحاد الكرة مع ناشئينا وحضوره المباراة الحاسمة قد تكون خطوة مهمة إذا ما استثمرت بالشكل الصحيح وتعززت بلقاء معهم من أجل المساهمة في تعزيز الجانب المعنوي وتحفيزهم نحو تحقيق الانتصار عبر تقديم أداء متوازن والتقليل من الأخطاء والحرص على الثبات في الميدان من دون إعطاء المنافس فرصة التفكير بسهولة انتزاع الفوز من بين أنياب الليوث.
موقعة الدّهاء الفنِّي
[post-views]
نشر في: 25 سبتمبر, 2016: 09:01 م