TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > إعلام حسب الطلب !

إعلام حسب الطلب !

نشر في: 26 سبتمبر, 2016: 09:01 م

تعلّمنا منذُ بداية الطريق أن الصحافة مهنة حقيقية ورسالة، وليست تجارة وشعارات تتغيّر وتتبدّل بتغيير الأشخاص والولاءات، هي عقل مفكّر مدبّر له هدف وغاية، وهي صوت يخاطب عقول الرأي العام المسؤول، نقل للاخبار والأحداث ونقد من دون تحيّز شخصي يحترم الحقائق ويرتبط بقانون أخلاقي ولا مكان تتجسّد فيه هذه المفاهيم دون آخر والرياضة بالتأكيد منها.
ما دفعني للكتابة بهذا الاتجاه كثرة المتدخلين ممن يريد تسيير الأمور على هواه ومصلحته الشخصية التي قد تتعارض مع حقائق ينطق بها الزملاء ولا تكون وفق مقاساته المطلوبة، لذلك لاحظنا ونلاحظ يومياً تحميل الصحفي الذي ينقل الحقيقة بنتائجها ومفردات عملها في ميدان الاتحادات الرياضية والأندية والمنتخبات يكون عُرضة للاتهام بعدم الإنصاف لأنه لا يكيل المديح لرئيس الاتحاد والنادي والمؤسسة ولا يقبل تغطية اخفاقاتهم وبطولاتهم الوهمية ولا ينزلق الى درجة خداع الرأي العام كما يريدون وتعليق الخيبة والفشل على شمّاعة لا علاقة لها بالأمر من قريب أو بعيد، وأول ما يمكن أن يمسّه جرّاء نقل الحقائق وانتقاده الموضوعي المهني هو اتهامه باللاوطنية وتمنّي خسارة المنتخبات والتشمّت بهذا وذاك وربما تتجاوز الاتهامات حدود المعقول فتُحمَّل الصحيفة والوكالة والقناة مسؤولية الإخفاق لأنها أثّرت نفسياً على الفريق وتسببت في هزيمته المنكرة أو إنها محسوبة على جهة مناوِئة للمؤسسة الرياضية وعلى الصحفي أن يكون مدّاحاً بجميع الظروف والأحوال وأن يغضَّ النظر عن التزوير والمحاباة والمحسوبيات لأنها متاحة في زمن المتاح والماشي والأكثر إيلاماً أن يُعاضِد هؤلاء زُملاء المهنة بمؤسساتهم الإعلامية أو صفحات التواصل الاجتماعي فيصل بهم التطاول باتهام زميل لهم بمعاداة لاعب ومدرب ونادٍ مع سيل من النصائح الأخلاقية بحب الوطن وترابه والترفع عن أي نقد، فمجرّد مشاركة رئيس الوفد والمؤسسة ووفده الفاشل في البطولة الفلانية هو غاية ما نريد وكإننا خُلقنا للمشاركة من أجل المشاركة فقط أو أن الإعلامي المحسوب على مؤسسة بعينها من حقه وضع النقاط الحُمر التي لا تُتيح المساس بها من أي زميل آخر بهذه الطريقة والتصوّرات سيكون التماشي مع الرغبات والضغط الهائل الذي يتعرّض له الإعلام التأسيس لثقافة إعلام وصحافة حسب الطلب وهو إخفاق يفوق الاخفاقات الرياضية برمّتها وترك المفسدين والطارئين وأشباه المدربين والإداريين يصولون ويجولون في الساحات الرياضية ويمثلونا أسوأ تمثيل وإلا فإن الصحفي والإعلامي سيكون تحت طائلة التأثير فتصوّروا !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: اقفاص الأسد في يومها الأخير

العمود الثامن: تذكروا أنكم بشرٌ

العمود الثامن: دولة مدنية

" البعث" بدِمشق وبَغْداد.. غساسنة ومناذرة

العمود الثامن: كلمات إماراتية واطلالة عراقية

العمود الثامن: محاكم تفتيش نقابة المحاميين

 علي حسين ارتبط تاريخ نقابة المحاميين العراقيين ارتباطاً قوياً بأسماء كبار رجال القانون ، فكان اول من جلس على رئاسة كرسي النقابة ناجي السويدي الذي جاء من رئاسة الوزراء الى نقابة المحاميين ،...
علي حسين

باليت المدى: حين تتحول البنايات الى موسيقى

 ستار كاووش لم أتوقع بأني سأحب أعمال الفنان والمعماري النمساوي هاندرتفاسر (1928 - 2000) وأتعلق بأنجازاته الفريدة الى هذه الدرجة. فرغمَ أني كنتُ قد شاهدتُ له أعمالاً متفرقة هنا وهناك، لكن حين حصلتُ...
ستار كاووش

رسالة إلى دكتاتور: هذا ما حصل

د. أثير ناظم الجاسور هذه بعض كلمات إلى كل حاكم بغض النظر عن وجوده في اي مكان من هذا العالم العربي أراد ان يستخدم القوة فأفرط باستخدامها فظلم شعبه ونال من كرامتهم وحط من...
د. أثير ناظم الجاسور

التأثير السياسي التركي في سوريا بعد سقوط الأسد: الأهداف والاستراتيجيات

محمد علي الحيدري مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، برزت تركيا كأحد اللاعبين الرئيسيين المؤثرين في تشكيل مستقبل البلاد. خاصة وأن أنقرة طالما دعمت المعارضة السورية، وسعت إلى تحقيق مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.في...
محمد علي الحيدري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram