القوى السياسية العراقية استعدت لخوض الانتخابات المحلية بشكل مبكر ، من خلال حرص بعض زعمائها على تنظيم تجمعات عشائرية لغرض حث الناخبين على تجديد بياناتهم ليدلوا باصواتهم لصالح قوائم معروفة ، يقال انها استخدمت في سنوات سابقة المال العام ، لتغطية نفقات حملاتها الدعائية، بمعنى آخر شراء اصوات الناخبين بمبالغ مالية ، مع وعود بالتعيين في وظائف حكومية ، او بتوزيع سندات قطع الاراضي السكنية.
الازمة المالية ستلقي بظلالها على القوائم الانتخابية ، لفشل لجانها الاقتصادية في الحصول على موارد تساعدها على التحرك بين الاوساط الشعبية لنصب فخاخ في طرق المغفلين تجبرهم على الاقتراع لصالح المرشح الفلاني. خلال الانتخابات السابقة ، وبحسب مراقبين محليين ودوليين، لعب المال السياسي دورا مهما في تغيير نتائج الانتخابات. في ضوء تفاقم الازمة المالية لاخيار متاحاً امام القوى السياسية الا البحث عن وسائل اخرى للحصول على اصوات الناخبين ، ولاسيما انها تعاملت معهم بقاعدة "اقبض وصوت" ولكم الاجر والثواب في اختيار المرشح المناسب المدافع العنيد عن مصالح شعبه في السراء والضراء. العراقي لايحتاج الى عرض نماذج من فئة هذا المرشح من سلالة شعيط ومعيط ، التجربة بوصفها اكبر برهان جعلت الناخبين يعبرون عن اسفهم وندمهم على التصويت لصالح ابناء القائمة المغلقة.
منذ مطلع خمسينات القرن الماضي عرف العراقيون بطاقات اليانصيب ، كانت تطرحها جهات شبه رسمية لبناء المستشفيات ،صاحب الحظ السعيد يحصل على مبلغ الجائزة الاولى البالغة سبعة الاف دينار ، كانت في ذلك الوقت توفر نفقات شراء بيت وسيارة وقضاء شهر العسل في بيروت ، بطاقات اليانصيب اختفت مع فرض العقوبات الاقتصادية على العراق مطلع عقد التسعينات ، تحول اليانصيب الى مراهنات على مباريات دوري الكرة باشراف ورعاية اللجنة الاولمبية.
اليانصيب كلمة مركبة من (يا) اداة النداء و(نصيب) تعني الحظ ، اما الاستخدام التداولي للمفردة فيحمل الدعوة الى المراهنة على الحظ ، لعله يبتسم للتعساء فينقلهم من السفح الى القمة، حين يفوز احدهم بالجائزة الاولى فيطلق النار على الفقرمع اقامة وليمة كبيرة للاصدقاء والمعارف احتفاء بالانضمام الى فئة الاثرياء . التحول المفاجئ في حياة الفرد صاحب البطاقة الرابحة وظفه كتاب القصة القصيرة في اعمالهم ، في تناول ثيمة تأثير المال في حصول تغيير بسلوك الاشخاص، وفي احدى القصص ، اشترك البطل مع صديقه في شراء نصف بطاقة يانصيب لصقها على باب المرحاض، باعلان النتائج في الصحف اليومية ، فازت بطاقته بمبلغ 50 دينارا ، فاضطر لصعوبة الحفاظ على سلامة البطاقة الى خلع الباب والتوجه بسيارة اجرة الى مقر اللجنة لتسلم الجائزة ، ما تبقى من المبلغ تقاسمه مع الشريك ، لكنه كلف احد النجارين بوضع باب جديد،بعد اضافة دينارين من دخله المحدود لتغطية الكلفة.
امام القوى السياسية المستعدة مبكرا لخوض الانتخابات امكانية الحصول على قرار لاعادة تداول بطاقات اليانصيب بعناوين دعم القانون ومساعدة النازحين واعمار المدن المدمرة ، لتجاوز تداعيات الأزمة المالية ، وتمويل الحملات الدعائية للقوائم الانتخابية : جرب اليانصيب السياسي ففيه الشفاء والنجاة والقضاء على الإرهابيين .
يانصيب سياسي
[post-views]
نشر في: 27 سبتمبر, 2016: 09:01 م