TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > جدوى المهرجانات.. مرة أخرى

جدوى المهرجانات.. مرة أخرى

نشر في: 28 سبتمبر, 2016: 09:01 م

منذ البدايات الأولى لصناعة السينما، برزت فكرة المهرجانات والمسابقات السينمائية التي كان لها دور مهم في رسوخ هذا الفن وتعاظم شعبيته وإشاعة وعي وذوق سينمائيين، أسهما بلا شك في تكريس هذا الفن.
وعلى امتداد اكثر من قرن من عمر السينما ازداد عدد المهرجانات والمسابقات السينمائية مثلما تعددت مضامينها واغراضها، وإن انفرد عدد منها بالذيوع والشهرة، بسبب عراقتها والأهمية التي اكتسبتها بفعل استقطابها أهم النتاجات السينمائية العالمية، مثل مهرجان كان، والبندقية وبرلين.
خلال العقدين الاخيرين من عمر هذا الفن برز الكثير من المهرجانات السينمائية التي تمثل نتاجات لبلدان لم يدخلها هذا الفن إلا في وقت متأخر، واستطاع بعضها أن ينتزع اعترافاً عالمياً من حيث التصنيف مثل مهرجان القاهرة.
ومما لا شك فيه أن هذه المهرجانات تلعب دوراً واضحاً في اشاعة وعي وذائقة سينمائيين كفيلين بالاسهام في ترسيخ صناعة سينمائية في هذه البلدان. وهو الأمر الذي أتت ثماره .. فالمتتبع لدورات المهرجانات السينمائية في الخليج مثل ، دبي ، وابو ظبي ، والخليج وآخرها مهرجان تربيكا في الدوحة، يؤشر بشكل جلي المشاركة المتميزة لسينما الخليج وخاصة الشباب منهم في اعمال هذا المهرجان والتي تتصاعد من دورة إلى اخرى، هذا فضلاً عن التنظيم الجيد والحضور النوعي المتميز لسينمائيي العالم. على الرغم من ان صناعة السينما في هذه البلدان .. وبعد مايقارب العشرة اعوام من انطلاق هذه المهرجانات بدأت الحركة تدب في ميلاد صناعة سينمائية استطاعات ان تفرض نفسها على المهرجانات.
ولكن اين نحن من ثقافة المهرجانات؟! مهرجانات عديدة تقدم سنويا عن السينما، عددها لايتناسب مع حجم المنتج السينمائي العراقي، لاتراعي الحد الادنى من الضوابط التي تحكم المهرجانات العالمية .. ويتم التعامل معها من قبل صناع هذه المهرجانات باستخفاف ولا أبالية.. فالعملية بالنسبة لهم ليست اكثر من تمويل مادي يغطي التكاليف التي يتطلبها هذا المهرجان او ذاك، وما ان تقام دورته الاولى حتى يتم نسيانه او قل حين ينضب معين التمويل هذا ويكون مصير الدورات اللاحقة النسيان.
للأسف فإن أغلب صنّاع هذه المهرجانات السينمائية لايعون اهمية المهرجان وجدواه مثلما لايضعون الخطط العلمية والعملية لديمومتها ، فاستحداث المهرجانات هو ولادة فكرة جديدة من شأنها إغناء الحراك السينمائي.. خاصة وان السينما العراقية تعاني ومازالت من عدم الاهتمام والتهميش من قبل المؤسسة الثقافية.
فالمهرجانات التي أصبحت تقام في كل محافظة في العراق، لم تضف الى المشهد السينمائي ما يمكن ان يفعله وينهض به.. بسبب ضعف المشاركة وأهمية الأسماء التي تحضر او تساهم في فعالياتها. ولعل السبب في ذلك أننا لم نتوفر على تقاليد حقيقية لإقامة هذه المهرجانات ، كما لانمتلك الخبرة اللازمة لإقامتها .
فأمام هذا الفشل الذي يصاحب هذه المهرجانات السينمائية نقترح إعادة النظر بإقامتها ، وتقديم ورقة عمل يضعها المتخصصون وتوحيد الجهود من أجل إقامة مهرجان سينمائي واحد على الأقل على ان يكون مستوفياً  للشروط المتعارف عليها للمهرجانات السينمائية، ولابأس من عدة مهرجانات متخصصة .. وسيكون كل ذلك مشروطاً بزيادة الانتاج السينمائي العراقي - وهذا ما يحتاج وقفة اخرى-.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

"دبلوماسية المناخ" ومسؤوليات العراق الدولية

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram