TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الفتلاوي والسليمان وجهان لعملة واحدة

الفتلاوي والسليمان وجهان لعملة واحدة

نشر في: 28 سبتمبر, 2016: 06:29 م

ali.H@almadapaper.net

من داخل العالم الكوميدي للسياسة العراقية خرج نموذجان ، حنان الفتلاوي صاحبة المصطلح الشهير " الانبطاح "  ،  وعلي حاتم السليمان الذي رفع قبل أيام شعار " طز في العراق " ، كلاهما من أبناء تنظيم دولة القانون  بشكل أو بآخر، وهو تنظيم  يتعاطى مع السياسة بالشعارات البرّاقة التي ابتدأت  في كذبة دولة المواطنة والمؤسسات ، وانتهت  بمأساة ، ضاع فيها ثلث العراق  وتشرّد الملايين ولُفلفت " المليارات " ودخلنا موسوعة غينيس في عدد الضحايا وعصابات كاتم الصوت والخطف في وضح النهار ، وكلّ ذلك لم يجد فيه أصحاب دولة القانون عيباً أو جريمة بحقّ هذا الشعب الذي لاتزال السيدة الفتلاوي تطلب منه أن لاينبطح إلا لزعيم أوحد ، وفي الوقت الذي لايسأل أحد السيدة النائبة عن الاموال الطائلة التي تصرفها على حركة " إرادة " وما مصادر تمويلها ، يخرج علينا الأمير " السعيد " الذي انبثق من قلب دولة القانون ، ليشتم العراقيين جميعا دون أن يرفّ له جفن ، ربما يقول البعض إنّ السليمان ليس رجل دولة حتى تتحدث عنه ، لكنه ياسادة ظاهرة ، عاش سنواته الاولى وهو يُمجِّد المالكي ويهتف باسمه في الميادين العامة ، وانتهى بأن يصرخ في الفضائيات " قادمون يا بغداد" .
جاءت دولة القانون بالامير الشاطر اعتقاداً  من فلاسفتها " الأجلّاء " أن السليمان يمكن ان يكون بديلا لعشائر قدّمت الدماء والضحايا في حربها مع عصابات الزرقاوي ، وحين اكتشفوا أن الرجل مجرد ظاهرة صوتية  ، تركوه في وسط الطريق يندب حظه.
فتّش عزيزي القارئ في موقع اليوتيوب عن أهازيج السليمان في مديح المالكي  ، وعن الصفقة التي جاءت به  كمرشح لدولة القانون  في انتخابات  2010  ، وكيف كانت تمتدحه السيدة حنان الفتلاوي وكأنه الزعيم الذي جاء لينقذ البلاد  ، وستجد أيها المواطن الطيِّب  كيف أننا شعب تعرّض لأكبر خدعة في التاريخ   ، سُمّيت بالكتل العابرة للطائفية  ، فيما الواقع يؤكد ان السليمان والفتلاوي ممثلان حقيقيان للنزعة الطائفية ، التي تكره ما عداها ، ولاتؤمن بالتعايش ولاتحترم حقّ الآخر بالوجود .
والمؤسف ياسادة أنّ البعض مصرّ على إشاعة برامج الجهل السياسي وتوسيع عالم الخرافة وزراعة الانتهازية، في ظلّ إرادة الكلام الفارغ الذي وصل إلى مستوى لن ينافسنا أحد به. هاكم نموذجاً مثيراً ، الصورالتي نشرت في مواقع التواصل الاجتماعي " للمجاهد "  موفق الربيعي  ، وهو يلعب لعبة " الختيلان " مع تمثال صدام ،  يظهره حين يستقبل وفدا شيعياً ، ويخفيه حين يتودد لوفد سني .
أنا حزين يامستر " مو بيكر " . صرتُ كلّما أُشاهدك أخجل، ولم أعد أحتمل رؤيتك تتحدث عن النزاهة والوطنية   ، فماذا أفعل؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. خليلو...

    1 - ليس لي شيئ يستحق القول من جانبي ولكنني أود إرتداء جبة لغوي ونفساني في وقت واحد : هناك رغبات مكبوتة عند بعضهم يفرغها باستحداث اساليب مخادعة لا يعرف انها مخادعة أو لا يعيها فيخترع لها ألفاظا تفرغ تلك الرغبات. 2 - الباء والطاء والحاء: بطح يعني الإس

  2. ام رشا

    ولماذا الحزن والخجل يا استاذ انه واحد من الشلة البائسه التي لم يعد جهلها وكذبها وتخبطها وتلونها خافيا على احد وانا شخصيا اشعر باللعيان عندما يطلق تصريحاته ولكني اضحك عندما استمع للمالكي وهو يتحدث عن الوطن بكل وداعه وكانه ابن آوى لابس فروة الاسد وايضا اخر

  3. د عادل على

    مصدر هده المحنه العراقيه هو هو تسلط حزب فاشستى على العراق لمدة اربعين سنه من التهجيل الاجببارى و زرع الخوف وسيطره ايديولوجيه نازيه وفاشيه الدى حول الشعب العراقى قطيع غنم غنم خائف يسير ورا ء قائد اكثر خوفا من رعيته -وفشل القيادات الحزبية الملي

  4. كمال يلدو

    ما أروعك استاذ علي حسين . شكراً لك ولقلمك ...

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram