البلد الذي يشهد إغتيال مثقفيه، يُقاد حتماً نحو الهاوية، وهذا ما ناقشه العدد الجديد من مجلة الثقافة الجديدة / أيلول 2016 والذي يتناول موضوعة مغزى اغتيال المثقف العراقي، بعد مرور ثماني سنوات على اغتيال كامل شياع، ويبدو أن ما أُريد من هذا الموضوع هو است

البلد الذي يشهد إغتيال مثقفيه، يُقاد حتماً نحو الهاوية، وهذا ما ناقشه العدد الجديد من مجلة الثقافة الجديدة / أيلول 2016 والذي يتناول موضوعة مغزى اغتيال المثقف العراقي، بعد مرور ثماني سنوات على اغتيال كامل شياع، ويبدو أن ما أُريد من هذا الموضوع هو استذكار المناضل الوطني شياع، ويذكر في كملة العدد أن" الرصاصات التي أطلقها المجرمون لم تستهدف شخص كامل شياع، فقد كتب في أحد نصوصه التي تركها قبل رحيله ( عودة من المنفى ) " أعلم انني قد أكون هدفاً لقتلة لا اعرفهم ولا اظنهم يبغون ثأراً شخصياً مني. رغم ذلك كله أجد نفسي مطمئناً عادة لأنني حين وطأت هذا البلد الحزين سلمت نفسي لحكم القدر بقناعة ورضا. وما فعلت ذلك كما يفعل اي انتحاري يسعى إلى حتفه في هذا العالم وثوابه الموعود في العالم الآخر فالقضية بالنسبة لي تعني الحياة وليس الموت." وهذا يعني أن تلك الرصاصات كانت تستهدف الرهان الذي مثله شياع."
ناقشت " الثقافة الجديدة " في عددها هذا موضوعات سياسية كثيرة من بينها موضوعة الدستور بين المجتمع المتمدن والمجتمع المتخلف، للدكتور محمد الهماوندي، ذاكراً " أن الوثيقة الدستورية ليست ترفاً فكرياً، ولا لعبة سياسية، ولا هبة حزبية، ولا هدية من ينصبون انفسهم أوصياء على الدولة والمجتمع، ولا شعر الشعراء، بل هي كتاب الدولة والشعب، فيه امتيازات والتزامات السلطة العامة وحقوق وواجبات الفرد.
لافتاً إلى أن الدستور في المجتمعات المتخلفة وضع عن نشوء ومفهوم الدستور وقيمته في هذه المجتمعات، إذ تنظر إليه كإنجاز شخصي، أو حزبي أو حكومي، وحالة رمزية غير تطبيقية، وهو ليس كتاباً للتطبيق وللحياة بل هو "زينة الحياة "، فهو ملك للحاكم يضعه على رف مكتبته، ولا علاقة للشعب به.
ويصل الكاتب إلى أن الفرق التاريخي لحالتي الدستور في دول متقدمة ومتأخرة تختصر في المجتمع الاول المتقدم، فهنالك نخبة من السياسيين والمفكرين كانوا عظماء حين فكروا ونفذوا الفكرة، أما في المجتمع الثاني المتخلف فهذه النخبة لم يكن أعضاؤها عظماء وحتى لم يتبنوا الفكرة، بل جاءتهم الفكرة من السماء والارض، بيد أنهم لم يحاولوا أن يفهموها أو ينفذوها ومن الصعب أن ينفذوها لأن القطار قد فاتهم ومن الصعب أن يعود.شملت المجلة بعض الترجمات ومن بينها  رسائل في ارشيف الحزب الشيوعي العراقي في الكومنترن، والتي شملت ما يتعلق بالمجلة الشهرية التي تصدر في الشام، حيث يذكر د. عبد الله حبة أنه جمع لها الاشتراكات وقام بملاحظة بيعها وترويجها .
كما شمل العدد حواراً مع الفيلسوف والمفكر الالماني توماس متشر، إضافة إلى ما احتواه قسم الادب والفنون في مقال مديات الشحن الثوري اللامتناهي في الاغنية الشعبية، للكاتب حسين الجاف، يذكر الجاف أن مديات الشحن الثوري لا منتهية في الاغنية الشعبية النابعة والمعبرة عن صدق معاناة وقساوة الواقع الاجتماعي الذي يتطلب وعياً ثورياً وإرادة قوية وأهدافاً ملهمة لأن إرادة التغيير الثوري عموماً أقوى من أعداء الحياة كما يقولون.
لهذا فللاغنية الشعبية دور هام في إذكاء همم الجماهير وشحذ ارادتهم باتجاه التغيير والتطوير والوصول إلى غاياتها المثلى في الحرية والكرامة والحياة الافضل.