يقدم الدكتور سليم جوهر خلاصة فهم الخطاب بمختلف فروعه وهو يحاول ان يعطي هذا الخطاب روحه العلمية من جهة والفلسفية من جهة اخرى من خلال الدراسة العقلانية التي تتوسم فيها لغة الخطاب ذاتها مختصرا هذا في مفهوم الخطاب من وجهة نظر الخلاص والتضحية بالنفس.الجوه
يقدم الدكتور سليم جوهر خلاصة فهم الخطاب بمختلف فروعه وهو يحاول ان يعطي هذا الخطاب روحه العلمية من جهة والفلسفية من جهة اخرى من خلال الدراسة العقلانية التي تتوسم فيها لغة الخطاب ذاتها مختصرا هذا في مفهوم الخطاب من وجهة نظر الخلاص والتضحية بالنفس.
الجوهر قدم المحاضرة في الملتقى الفلسفي وحملت عنوان (أثر مفهوم الخلاص الفردي على تراجع الخير العام) والتي قدمها الدكتور عدنان المسعودي، قائلا "ان لغة التعقيد والغموض السائدة في الخطاب الفلسفي ورغبة بعض المفكرين في الرطانة الفلسفية مردها إلى تقليد يوناني قديم يؤثرعن هيروقليطس الذي كان يزدري الجماهير ويحتقرها لذلك صب خطابه بلغة شائكة وغامضة وقد تبنى هذا الأسلوب التجريبي والمتعالي أفلاطون وارسطو فيما بعد..ويضيف ان أول من رفض هذا الأسلوب هم السفسطائيون الذين عادوا بالخطاب الفلسفي إلى الوضوح وحاولوا من خلاله نشر الفلسفة بين الجماهير"، موضحا ان الدكتور سليم يحاول ان يروض بعض المفاهيم المتداولة بعد أحداث 2014 ونكسة الدواعش ترويضا فلسفيا لتناوله مفاهيم الخلاص والتضحية بالنفس وفتاوى الجهاد والعدل الاجتماعي ليمزج كل ذلك بخطاب فلسفي اراد له ان يكون تنظيرا يلم بأطراف المحاضرة .
وتحدث الدكتور سليم في البدء بقوله انه ينبغي أن يتصدر كل دراسة حول عقلانية الاختلاف، هذا المبدأ البسيط وانما المنسي غالبا وهو {يمكن للحياة أن تتعقلن بالتوافق مع وجهات نظر نهائية شديدة التنوع، وضمن اتجاهات شديدة الاختلاف}.
ما نمر به في الوقت الحاضر من ازمة، ورغم تعدد الرؤى في كيفية توصيفها أو تحديدها بل وحتى تعريف هذه الأزمة، نطلق عليها مرة أزمة حضارية واخرى ثقافية ومرة وطنية واخرى دينية او علمانية، بل وحتى ازمة وجود. ازمة اخلاق ازمة اخلاص.....الخ. رغم كل ذلك ما يتميز به وجودنا في مواجهة هذه الأزمة أو الأزمات بشكل عام هو التفتت، لا التكتل. التفرق لا التوحد. واستمراء العمل الفردي لا الجماعي. اي ان هنالك عدم وضوح لدور الافراد وقدرتهم على الانخراط كمجموعة عاملة ضمن رؤى مشتركة، تميزت ستراتيجيات عملنا بعدم القدرة على التنظيم الفعال في مجموعات عمل متكاملة او متجانسة. بل غالبا نعمل منفردين وكل على طريقته وشاكلته ويطرح السؤال الجوهري: لماذا؟ ويمضي بقوله ان المحاضرة تنقسم الى قسمين الاول هو الخلاص الفردي والجمعي: ويقول ان هنالك ضمانة العمل للحصول على النتيجة المباشرة والمؤجلة في ضمانة استحقاق الثواب. اما في الخلاص الجمعي فلا توجد تلك الضمانة وانما العمل من خلال الصح والخطأ (الحق والباطل) للوصول الى استحقاق الثواب والعقاب. بمعنى في العمل الجماعي هنالك وسيط يتلاشى (مفهوم الصح والخطأ) بعد ان يؤدي وظيفته اليقينية.مضيفا ان الشعور الديني بالخلاص الجمعي يجب ان يتحدد باليقين الداخلي القائل بأن شيئا لا يمكن ان يتحقق عن طريق العمل الفردي، وأن الشيء الوحيد الفعال هو القوة الموضوعية.. مبينا ان الشعور الداخلي بالخلاص يتحقق من خلال اليقين الداخلي:بانه يمكن ان يتحقق عن طريق العمل الفردي، علاقة بين المزار والمزور، بين الخالق والمخلوق، فالتحقق الخارجي لا يحتاج الى قوة موضوعية خارجية.وكذلك بأن شيئا لا يمكن ان يتحقق عن طريق العمل الفردي، وأن الشيء الوحيد الفعال هو القوة الموضوعية..وعن القسم الثاني هو الخير العام باعتباره أكبر بكثير من الخير الشخصي والمساهمة بالخير العام لا تعطي فوائد فورية بل فوائد بعيدة المدى لا آنية وغيرية لا شخصية فما من مجتمع يزدهر بدون بعض صيغ الخير العام، وهو يزودنا بأسس منطقية سواء عاجلا ام آجلا لتضحيات يقدمها أفراد في كل مجتمع، من أجلنا ومن اجل اولادنا. ويفيد بقوله ان الخير الفردي يبعدنا عن أن نهتم بواجباتنا المجتمعية. فالفردية تعني ان نجد انفسنا أن نخلص انفسنا، ننمي شخصياتنا نلتفت الى رغباتنا. ندعي أن الاهتمام بالنفس فضيلة الفضائل وتغنينا عن ان نهتم بالآخرين. ويؤكد كذلك أن الخير الفردي هو الذي يجعلنا ان نهتم بما هو شخصي لا بما هو عام، فنحترم اشخاصا بعينهم أكثر من غيرهم فالمتطلبات الخلاصية الشخصية تؤدي إلى غياب الالتزامات العامة وهو يؤدي الى نوع من القبائلية والمناطقية والعائلية. وبحسب قوله فان الروابط الخصوصية تقتضي معاملة ايجابية تنحصر بالذين تشملهم هذه الروابط على حساب الذين لا تشملهم هذه الروابط وتم استبعادهم من دائرة هذه الروابط باعتبار ان الخيار الفردي هو الخيار العقلاني حسب نظرية الفعل العقلاني لأنه ذو مردود فوري، إيجابي ملموس (تبادل المنفعة) المبني على المصلحة الشخصية أكثر من المصلحة العامة. ويمضي الى الجزء الاخر من المحاضرة : أثر المفاهيم الدينية على الخيار الفردي{ التضحية، الواجب، الفضيلة} فيقول ان التضحية فعل غير عادي ولا يمكن أن نعتبر من الخطأ عدم القيام بفعل التضحية.