TOP

جريدة المدى > عام > رحيل النحات الرائد عبد الجبار البناء

رحيل النحات الرائد عبد الجبار البناء

نشر في: 3 أكتوبر, 2016: 12:01 ص

نعت الحركة التشكيلية في العراق، رحيل النحات الرائد عبد الجبار البناء، عن عمر ناهز الـ (91) عاماً، قضاها الفقيد على مدى مسيرته الإبداعية الطويلة بتقديم أفكاره الإنسانية.. التي توزعت ما بين النحت على الخشب والبرونز، في الرسم بالزيت، والتخطيطات بالحبر و

نعت الحركة التشكيلية في العراق، رحيل النحات الرائد عبد الجبار البناء، عن عمر ناهز الـ (91) عاماً، قضاها الفقيد على مدى مسيرته الإبداعية الطويلة بتقديم أفكاره الإنسانية.. التي توزعت ما بين النحت على الخشب والبرونز، في الرسم بالزيت، والتخطيطات بالحبر والرصاص، التي لخصها الراحل قائلاً: ليس هناك شيء يغني المرء في مجال اختصاصه أكثر من الاستماتة لحد الامتلاء في المضي بتجاربه التي لا تنتهي، حيث لا يعتريه الضعف أمام الصعاب مهما كانت، ومهما كثرت، فهي هينة ما دام القصد نبيلاً، والطريق واضحة وأن كانت شائكة وطويلة.
"وتنبعث من أرض كلكامش دعوة إلى الحياة.. تصافح الصباحات الآتية إذ تصيح ما مات كلكامش ولن يموت.. إنما سيبعث من جديد في قطعة من حجر منحوت أو من خشب.. أو لوحة أبدعها فناننا العتيد البناء.. ملبياً نداء الحياة، إذ يصيح ما مات كلكامش بل سينهض من أعماق الخلود ليعيد للرجال وللنساء الذين عاشوا في هذه الأرض من أيام سومر وآشور وبابل حتى يومنا هذا.. القدرة على الحياة وعلى تحدي كل قوى الظلام والحروب." (بديعة أمين).ويستخلص الناقد الراحل شاكر حسن آل سعيد: سأكتفي بالإشارة إلى موقف الفنان نفسه، فان عبد الجبار البناء، شأنه شأن كل النحاتين العراقيين الآخرين، لم يتجاوز المشهد الثلاثي الأبعاد، لما بعد (جياكومتي، والنحت التكعيبي وما قدمه جواد سليم في العراق) نحو ما قدمه (شوفير وتانجيلي ممن أدخلوا عنصر الحركة عليه) وأخيراً ما تطور إليه هذا الفن عالمياً من تطور مشهور، ولكنه فنان مثابر ومخلص في احترام النقاد والمشاهدين والعمل الفني، وكأنه يحاول أن يقول: إني أقدم الآخرين ما بوسعي أن أقدمه من معطيات لا تجاوز الثوابت الإنسانية والمعرفية نحو المتغيرات التي شوهت معالم حضارتنا باسم الإبداع.
ويعد الناقد عادل كامل، تجربة النحات عبد الجبار البناء احدى أهم سياقات التجربة العراقية، أن كانت قديمة أو معاصرة في سياق التقاليد الرصينة لمعنى الفن ودوره في البناء الحضاري، فقد كافح الفنان أكثر من نصف قرن لمعالجة المشكلات الأكثر صلة بالنبض الداخلي للإنسان.. أساطيره وأحلامه ومسراته وعذابه أيضاً.
فالفن عنده بدافع الانتماء له، حتى الأخير شكل جزءاً من أبعاد المعتقد الحيوي وهو المتصل بصناعة الحياة على نحو متوازن بين الميلاد والمطلق.
الناقد صلاح عباس يكتب: " طرق البناء أبواب الموضوعات التي ألفناها في الفن التشكيلي.. مثل الملاحم والأساطير المستمدة مادتها مما يحفل به موروثنا الرافديني عبر مراحله التأريخية المتعاقبة،بعض النصوص الأدبية والشعرية، فالبناء، كما كان مشدوداً لقراءة قصائد شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري، فقد أخذ بترجمة النصوص الشعرية من خلال أزميله على الخشب المحلي ليظهر لنا موضوعات عراقية أصيلة."
النحات عبد الجبار البناء، مواليد بغداد 1925، تخرج من معهد الفنون الجميلة 1960، أسهم في المعارض والنشاطات الفنية داخل العراق وخارجه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً> "كِينْزُو تَانْغَا"

السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي

كلمة في أنطون تشيخوف بمناسبة مرور 165 عاما على ميلاده

تنويعات في الوضوح

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

مقالات ذات صلة

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا
عام

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

ديفيد سبيغنهولتر*ترجمة: لطفية الدليميقريباً من منتصف نهار التاسع عشر من آب (أغسطس) عام 1949، وفي محيط من الضباب الكثيف، عندما كانت طائرة من طراز DC-3 العائدة لشركة الخطوط الجوية البريطانية في طريقها من بلفاست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram