قالت وزارة الخارجية الروسية، امس الأحد، إن وزير الخارجية، سيرغي لافروف، ونظيره الأميركي، جون كيري، ناقشا في محادثة هاتفية تطبيع الوضع في مدينة حلب السورية. وأضافت أن المحادثة أُجريت أمس الأول السبت، بحسب ما ذكرت "رويترز". ويأتي الاتصال بعد يوم
قالت وزارة الخارجية الروسية، امس الأحد، إن وزير الخارجية، سيرغي لافروف، ونظيره الأميركي، جون كيري، ناقشا في محادثة هاتفية تطبيع الوضع في مدينة حلب السورية. وأضافت أن المحادثة أُجريت أمس الأول السبت، بحسب ما ذكرت "رويترز".
ويأتي الاتصال بعد يوم واحد من إعلان وزارة الخارجية الأميركية أن كيري تحدث عبر الهاتف إلى نظيره الروسي الجمعة، دون أن يحرزا تقدماً يُذكر بشأن استئناف وقف إطلاق النار في سورية، لكنه ترك الباب مفتوحاً أمام مزيد من الاتصالات.
وقال المتحدث باسم الوزارة، مارك تونر، الجمعة، إن الولايات المتحدة لا تزال "على وشك" تعليق الاتصالات الثنائية مع روسيا بشأن سورية، لكنه أضاف أن هناك أساساً كافياً للمحادثات يجعل واشنطن غير راغبة في الانسحاب منها بعد.
وأوضح في إفادة صحافية نشرتها وكالة "رويترز" أن العملية الدبلوماسية بين البلدين بشأن سورية "على جهاز الإنعاش، لكنها لم تمت بعد".
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان نُشر على موقعها، أن لافروف، في اتصال مع كيري، أبدى استعداد بلاده لمواصلة النظر في الإمكانيات الإضافية للإسهام في تهدئة الوضع في حلب.
كما شدَّد على أن "روسيا لا تزال منفتحة على الحوار مع الولايات المتحدة بشأن القضايا الرئيسة للتسوية السورية"، وفق المصدر، برغم التصعيد المتبادل بين واشنطن وموسكو على خلفية الحملة العنيفة التي تشنها الأخيرة على حلب، منذ أكثر من أسبوع.
وحذّرت روسيا، أمس الاول السبت، من أنّ ما وصفته بـ"العدوان المباشر" الأميركي على النظام في سورية سيؤدي إلى "تغيّرات مخيفة ومزلزلة" في الشرق الأوسط.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: "إذا بدأ عدوان أميركي مباشر ضد دمشق والجيش السوري، فسيؤدي ذلك إلى تحولات مرعبة، ليس على هذه الدولة فحسب، بل وعلى المنطقة بأسرها".
وتأتي هذه التطورات في وقت تصاعدت حدَّة الانتقادات للإدارة الأميركية، وخاصة طريقة تدبيرها للملف السوري، حيث قالت صحيفة "واشنطن بوست" إنّ الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أخطأ في حساباته، عندما قال إنّ روسيا ستغرق في "المستنقع" السوري، مشيرة إلى أنّ موسكو لا تبدو، بعد دعمها الهجوم الأخير على حلب، في وارد التخلّي بسهولة عن أهدافها من التدخل العسكري في سورية.
وانهار وقف لإطلاق النار توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا في سوريا في الآونة الأخيرة وقصفت طائرات حربية روسية، السبت، مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة السورية في مدينة حلب.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، مارك تونر، قد صرَّح لشبكة "سي إن إن" الإخبارية، أنه من الصعب مواصلة الاعتقاد بجدوى عملية دبلوماسية لإنهاء الحرب في سوريا في ضوء هجوم النظام السوري بدعم روسي على حلب.
فيما قالت وزارة الخارجية الروسية، امس (الاحد)، إن وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره الاميركي جون كيري، ناقشا في محادثة هاتفية تطبيع الوضع في مدينة حلب السورية، مضيفة أن المحادثة أُجريت يوم أمس الأول (السبت).
من جانب آخر قال رئيس مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، ستيفن أوبراين، إن المدنيين الذين يتعرضون للقصف في مناطق شرق حلب، التي تسيطر عليها المعارضة السورية، "يواجهون مستوى من الوحشية يجب ألا يتعرَّض له أي إنسان".
وأصدر أوبراين نداءً جديداً لتخفيف معاناة نحو 250 ألف شخص يتعرّضون لهجوم من قوات النظام السوري بدعم من روسيا، بهدف السيطرة على المدينة.
وفي بيان، دعا المسؤول الأممي إلى "العمل العاجل لإنهاء الجحيم الذي يعيش فيه المدنيون".
وتشنّ قوات النظام السوري هجوما ضاريا للسيطرة على حلب، ثاني أكبر المدن السورية. وفشلت الجهود الدبلوماسية في وقف سفك الدماء.
وقال أوبراين، إن "نظام الرعاية الصحية في شرق حلب دُمّر بشكل شبه تام"، بعد تعرّض أكبر مستشفى في تلك المناطق إلى القصف ببراميل متفجرة.
وأضاف أن "المرافق الطبية تقصف واحداً بعد الآخر"، داعياً إلى السماح، على الأقل، بـ"عمليات إخلاء طبية لمئات المدنيين الذين هم في أشد الحاجة إلى الرعاية".
وذكرت الأمم المتحدة أن إمدادات المياه والغذاء في شرق حلب تتناقص بشكل خطير، بينما توقفت جهود إدخال قوافل المساعدات عبر الحدود التركية إلى حلب، بسبب القصف المكثف من قبل النظام وروسيا.
وكانت الأمم المتحدة تأمل في أن تتمكن من إدخال المساعدات إلى شرق حلب خلال الهدنة التي تم التوصل إليها بوساطة موسكو وواشنطن، إلا أن الظروف للسماح بدخول هذه المساعدات لم تتوفر، وانهارت الهدنة بعد ذلك بوقت قصير.