اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مع الاعتذارلأُمّ كلثوم

مع الاعتذارلأُمّ كلثوم

نشر في: 2 أكتوبر, 2016: 06:47 م

حمل لي البريد  خلال اليومين الماضيين رسائل  كثيرة ، مكتوبة بلغة انفعالية  ، حول مقال  " بانتظار كائنات الحمّامي الفضائيّة" لامني أصحابها ،لأنني استكثرتُ على السومريين أن يكونوا أصحاب اختراعات حيّرت البشرية ، والبعض الآخر غاضب ، لأنني تركت كل شيء وأمسكت بقميص وزير ، معروف عنه أنه شخصية محبوبة ولامعة ، والأهم انه لم يسرق ، فعلام هذه " الجنجلوتيات " ؟ هذه العبارة الاخيرة ليست من " إبداعاتي " فقد  كتبها أحد المتحمّسين لنظرية الوزير" الفضائية " .
ولأنني من المخلوقات التي تكتب ما تراه ضرورياً ، كما أنني لست من المخلوقات " الجنجلوتية ، لم أعتدِ على عالم أو مفكّر، اخترت الكتابة عن خطأ كبير وقع فيه وزير،  مهمّته تقديم الخدمات للمواطنين ، وليس الحديث عن قراءته ،   كاظم فنجان الحمّامي مفكر، فليفكر، ولكن في مجال عمله وبالوظيفة التي كلّف بها ، ما عدا ذلك يبقى مجرّد " جنجلوتيّات " مثل  تلك التي يريد منّا السيد نوري المالكي أن نصدّقها ، ونضرب كفاً بكف ،لأننا لم نفهمه جيدا ، ففي آخر ظهور تلفزيوني أعاد لنا السيد المالكي الجدل "  الجنجلوتي " حول جنّة العراقيين التي ضاعت منهم بسبب عدم تنفيذ قانون البنى التحتية ، فقد ضاعت الفرصة ببناء مستشفيات ومدارس ومحطات كهرباء ومساكن لجميع العراقيين ومطارات وموانئ ، هذه الخرافة بالتاكيد لا تقل عن " خرافة " الوزير الحمّامي ، لأنها لاتريد منّا أن نسأل عن المتسبب في ضياع مئات المليارات من أموال الشعب في مناقصات وهمية ومشاريع لم تر النور،  وأن لانسأل  ، كم مرة سمعنا من السيد المالكي  بأن هذا العام هو عام الاستثمار، لنكتشف في النهاية كم مشروع دفن تحت ركام التصريحات والخطب النارية.
ولو كان الموضوع ياعزيزي صاحب التعليقات هو مجرد " جنجلوتيات " لقلت إنها هفوة وزير يريد ان يثبت لمستمعيه انه تكنوقراط ومثقف ويضاف لهما علوم الفضاء ودوره فيها ومساهماته ، لكنني أعرف ان الكثير من سياسيينا لايفرقون عن الحمامي كثيرا إلاّ بنوع " الجنجلوتية " التي يطلقونها بين الحين والآخر ، التي كان آخرها اكتشاف المواطن العراقي  أنّ له  يوماً وطنياً ، والغريب ان الذي ذكرنا بالامر برقية تهنئة يتيمة من السعودية ، الامر الذي جعل المكتب الاعلامي لرئيس الجمهورية يسرع  لتدبيج تهنئة للعراقيين بهذه المناسبة التي تصادف اليوم ، وهي قبول  العراق كدولة مستقلة في عصبة الامم المتحدة عام 1932!، والغريب أنني بحثت في مواقع معظم المسؤولين الكبار ، ابتداءً من العبادي وانتهاءً بـ  " زعيمة الاصلاح " ، فلم أجد  ذكراً لمثل هذا اليوم ، الذي يفترض ان يمثل الحدث الأبرز في تاريخ العراق، إلا ان ساستنا الاشاوس يستكثرون أن يكون له يوم وطني.
العراق الذي حلم فيصل الأول أن يكون لؤلؤة الشرق الأوسط ، نراه اليوم غارقاً في البؤس، وأصبح صرحاً من خيال هوى ، مع الاعتذار لأُمّ كلثوم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. ماركس

    اي من حقهم يعترضون فكيف يفرطون بسعادة الوزير متعدد المواهب.. الادهى اني اتذكر اول معرفة لي بالسيد الوزير سبع صنايع حين قرات له مقالا مبتذلا في جريدة العراق تايمز ... فعدت اليوم اليها لابحث عن ماكتبه بشأن سومر ...فوجدت مقالا بعنوان من (أور) إلى (أورو) يو

  2. ماركس

    معلومات المتشبه بالمثقف تتلخص وتتوقف عند اخر كتاب تصفحه .. فلابد له بعدها ان يردد ماتلقنه في كل محفل.. غير حتى يبين مثقف ..جا شون لعد ... وربما يكون سبب بحثه هو العلاقة التاريخية التي تم اكتشافها على الفيس بوك المتعلقة بالاصل السومري لسكان جنوب العراق حصر

  3. ناظر لطيف

    جميل سيدي مقال ساخر يحمل حزن والم السنين وكلنا نحسه شكرا لك

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram