TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مهردار "القبول بالجامعات

مهردار "القبول بالجامعات

نشر في: 3 أكتوبر, 2016: 09:01 م

 وزارة التعليم العالي والبحث  العلمي  خصصت استمارة خاصة لذوي الشهداء وضحايا الإرهاب  للقبول في  الجامعات للعام الدراسي الجديد . أولياء الأمور يتحدثون عن منح  فئة محددة من الطلبة خمس درجات على المعدل ، فأعادت الوزارة  استنساخ تجربة سابقة  في منح ابناء  كبار الضباط والمسؤولين من حملة وسام الرافدين وانواط الشجاعة  افضلية للقبول في  كليات المجموعة الطبية . في ذلك الوقت كان معدل الطالب يصل الى 115 درجة ، تؤهله لتحقيق رغبته الدراسية في اية كلية يختارها . على الرغم من كل ذلك،  لم  يكن الطالب صاحب المعدل المدعوم  بنوط الشجاعة او وسام الرافدين  يشغل مقعد غيره.
الجامعات العراقية  منذ تشكيلها ،  احتلت مراتب متقدمة في  الترتيب الدولي ، كان الطلبة العرب يفضلونها على غيرها لمستواها العلمي وكفاءة اساتذتها ، بمرور الزمن   فقدت  جامعة بغداد وزميلاتها البصرة والموصل  والمستنصرية  سمعتها الدولية ،  تفوقت عليها نظيراتها العربيات ، استطاعت خلال سنوات قليلة ان تحقق حضورها الدولي ، استقطبت خيرة الاساتذة العراقيين  بجميع التخصصات العلمية والانسانية ، مع استمرار تراجع اداء جامعات العراق  جراء اسباب سياسية وادارية واخرى مزاجية ، فضل الكثير من كوادرها العمل في عواصم عربية .
من واجب الحكومة رعاية ذوي الشهداء وضحايا العمليات الإرهابية  بمنحهم رواتب تقاعدية والحصول على السكن ، ولكن ان تمنحهم افضلية للقبول في الجامعات على حساب طلبة حصلوا على معدلات عالية ، مسألة بحاجة الى اعادة نظر ، تقع على عاتق المسؤولين في وزارة التعليم العالي ، خصوصا ان  نظام القبول المركزي  منذ استحداثه اعتمد  معايير ثابتة غير خاضعة لمزاج سياسي او رسمي .
 المزايدات السياسية  في العراق  تجري على قدم وساق  بمزاعم الدفاع عن المظلومين حين يرتفع  صوت المنادي لتحقيق مكاسب حزبية ، ستكون سببا في فقدان  الجامعات العراقية ما تبقى من سمعتها السابقة ، وتتحول الى واجهات تابعة لجهات متنفذة  تمنح  الشهادات  لمن لا يستحقها .
 وزارة التعليم العالي اكدت حرصها على تنفيذ برامجها  لتحقيق اهدافها،  وبما ينسجم مع دورها في رفد الساحة العراقية بكوادر في مختلف التخصصات العملية والانسانية ، الوزارة المعروفة  بتاريخها العريق ،  تولى ادارتها خلال السنوات الماضية  وزراء ينتمون الى احزاب متنفذة  فانعكس ذلك على ادائها ، انها اليوم بحاجة الى ثورة اصلاحية ،  تساعدها على تصحيح اخطاء الماضي  والحاضر ، وهي قادرة على تحقيق ذلك بتوفر الإرادة المستقلة ، ورفض الوصايا الحزبية  بذريعة انصاف ذوي الضحايا .
الحكومة العراقية  تبنت برنامجا  لتعويض ضحايا العمليات الإرهابية ، مع اندلاع الأزمة المالية والإجراءات الروتينية  ، فشل آلاف المشمولين بالبرنامج الحكومي في انجاز معاملاتهم للحصول على  راتب تقاعدي بالرغم من مرور سنوات على تقديم الطلبات .
نظام القبول في الجامعات العراقية خط احمر  لا يمكن تجاوزه   بقرار "صاحب المزاج " ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي تتحمل مسؤولية  تطبيقه . في زمن  خضوع دول المنطقة  العربية الى الاحتلال  العثماني ، كان وكيل السلطان يحمل المهر (الختم الرسمي)  لإصدار الفرمانات ، صاحب "المهردار" في  اغلب الأحيان يتعاطى مع المصادقة على الأوامر بحسب  مزاجه ، المسؤول العراقي  أعاد حضور "المهردار" بلجوئه الى الاستخارة بـ "سبحة 101  خرزة"  لخدمة الرعية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

 علي حسين عزيزي القارئ.. هل تعرف الفرق بين المصيبة والكارثة؟، المصيبة يمكن أن تجدها في تصريح السياسيين العراقيين وجميعهم يتحدثون عن دولة المؤسسات، وفي الوقت نفسه يسعون إلى تقاسم المؤسسات فيما بينهم تحت...
علي حسين

أزمة المياه في العراق وإيران: تحديات جديدة للاستقرار الإقليمي

د. فالح الحمــراني حذرت دراسة أعدها معهد الشرق الأوسط في موسكو من ان أزمة المياه بإيران والعراق المتوقعة في نهاية هذا العام قد تفضي الى عواقب بعيدة المدى، تؤثر على الاستقرار الاجتماعي في المنطقة،...
د. فالح الحمراني

العراق.. السلطة تنهب الطقس والذاكرة

أحمد حسن على مدار عشرين عاما، تحولت الثقافة في العراق إلى واجهة شكلية تتحكم بها مجموعات سياسية تدير المجال العام كما تدير المغانم. وفي ظل هذه الوضعية لم تعد الثقافة فضاء لإنتاج الوعي أو...
أحمد حسن

لماذا تهاجم الولايات المتحدة أوروبا بسبب حرية التعبير؟

فابيان جانيك شيربونيل * ترجمة : عدوية الهلالي «أعتقد أنهم ضعفاء. الأوروبيون يريدون أن يكونوا ملتزمين بالصواب السياسي لدرجة أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون." لفهم الموقف الأمريكي تجاه القارة العجوز، يصعب إيجاد تفسير أوضح...
فابيان جانيك شيربونيل
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram