TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > صلّوا من أجل الّايُسأل الجعفري !!

صلّوا من أجل الّايُسأل الجعفري !!

نشر في: 3 أكتوبر, 2016: 06:07 م

الراسخون في العلم  فقط  ، يعرفون ماذا يعني أن يقول السيد حيدر العبادي مثل هذا الكلام : " إبراهيم الجعفري رئيس وزراء سابق، ورئيس تحالف سابق، شخصية سياسية مهمة ، ويجب ان يتدخل التحالف الوطني في منع استجوابه ، وإذا كان لابد من الامر ، فيمكن تشكيل لجنة للتفاوض مع الجعفري بعيداً عن البرلمان" .
أما البسطاء من أمثالي ، الذين لا معرفة لهم بعلوم  " السفسطائيّات " يعرفون جيدا ان  العراقيين كانوا يأملون ان يكون التغيير بعد 2003 ، بوّابتهم الى مستقبل أفضل ، حتى أطلّ الجعفري وزملاؤه  برؤوسهم، فانفصمت عرى البلاد وتفرق الناس شيعاً وأشياعاً بفضل حكمة وحنكة العديد من الساسة الذين لم يتوقفوا عن تقديم كل ما هو فاشل ومزيّف وعشوائي، وإشاعة كل ما يمتّ إلى الخراب والجهل والعنف، وبدلا من التنمية والازدهار ، كان البديل داعش وطوائف تتحارب على تاريخ مضى عليه أكثر من  ألف عام ، ولا أمل سوى الظلام والدم والخرافة .
كم هو مثيرللدهشة  ونحن نقلّب صفحات التاريخ ، أن نجد امرأة  مثل مارغريت تاتشر ، بعد أن غيّرت شكل بريطانيا وإعادتها دولة اقتصادية كبرى ، وانتصرت في حرب  الفوكلاند ، تُعلن استقالتها من منصب رئيسة الوزراء بسبب شبهات حول قانون الضرائب ، أرجو أن تنتبهوا جيدا لهذه الكلمة " قانون الضرائب  " وليس ضياع ثلث البلد ، ونهب عشرات المليارات ، وتشريد خمسة ملايين مواطن ، وارتفاع نسبة الفقر والأُميّة الى مستويات تجعل من الامم المتحدة تدقّ ناقوس الخطر، وأتمنى عليكم أيضا أن لايذهب بكم الخيال بعيداً وتعتقدون أنّ  السيدة تاتشر شتمت خصومها ، وقالت إنني أحمل لقب " بارون " ، ولايجوز  أن يسألها أحد ، في دول المؤسسات ، لا دول القادة المقدّسين ، لا أحداً خارج سلطة القانون ، لعل  أهم القواعد التي تقوم عليها النظم الديمقراطية الحديثة -لا نظم دول الطوائف - هي قاعدة المساءلة ، إذا قتل مواطن أو فقد بطريق الخطأ ، وليس قتل وتهجير الآلاف ، فإن وزراء الحكومة يذهبون الى بيوتهم غير مأسوف عليهم ، أما في بلاد  الجعفري  فإن مسألة وزير خارجية ، لايعرف من أين ينبع  نهرا دجلة والفرات ، يعدّ أمراً خطيراً ، يهدّد الأمن والاستقرار والعملية السياسية ويؤخّر تحرير الموصل ، هذه الأخيرة  ليست من " اختراعي "  فقد لمّح لها  السيد العبادي ، وهو يذرف الدموع على صديقه إبراهيم الجعفري !
 هل يستحق  العراقي كل هذا الظلم ، الا يكفيه الخوف الذي يرافقه  كل ساعة ؟  والآن الحكم عليه بألا يناقش السيد الجعفري ولا يسأل ؟ لاننا نعيش زمن عصمة  المنصب وقداسة المسؤول ؟ ينزل الاف المتظاهرين كل جمعة يطالبون بالاصلاح ،  فيكون رد وزير خارجيتهم : " عندما يتهدد مصيرنا سيخرج المارد المعنوي من القمقم ويهشم الزجاجة " . كأنما الوطن لم يهشم بعد .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. بغداد

    استاذ علي حسين هذا جعفوري الكنفوشي جفصاته هواية لا تعد ولا تحصى وهذا الملعون يعرفه الكثير من العراقيون الذين كانوا معه عندما كانوا معه في ايران والذين شاهدوه وهو يقفز كالزمبلك في حسينيات لندن كروزخون لنسوان جماعة حزب الدعوجية وحملدار وبنفس الوقت زعم انه م

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram