TOP

جريدة المدى > سينما > هجمة مصرية.. و"رسائل من بغداد" في مهرجان لندن السينمائي الـ 60

هجمة مصرية.. و"رسائل من بغداد" في مهرجان لندن السينمائي الـ 60

نشر في: 6 أكتوبر, 2016: 12:01 ص

بما يشبه الهجمة، تحضر السينما العربية ضمن فقرات برنامج مهرجان لندن السينمائي وبالتعاون مع "أمريكان أكسبريس" في دورته الستين، 5-16 تشرين الأول/أكتوبر الجاري. إذ لم تشهد هذه الإحتفالية، عبر تاريخها العريق، الاقتراب من الصنيع السينمائي القادم من تلك الم

بما يشبه الهجمة، تحضر السينما العربية ضمن فقرات برنامج مهرجان لندن السينمائي وبالتعاون مع "أمريكان أكسبريس" في دورته الستين، 5-16 تشرين الأول/أكتوبر الجاري. إذ لم تشهد هذه الإحتفالية، عبر تاريخها العريق، الاقتراب من الصنيع السينمائي القادم من تلك المنطقة من العالم بهذه الكثافة. لفتة لا تخلو من بعد سياسي لفهم  طبيعة ما جرى ويجري على أرض الواقع العربي إثر "تسونامي" ما اصطلح على تسميته بـ "الربيع العربي"، وما طرحه من أسئلة ساخنة طالت بنى الأنظمة السياسية في بلاد العرب.

ومثلما تحضر الأزمة السورية بكل تشابكاتها ومآلاتها الدموية والعنيفة، فان السينما المصرية ستكون المحتفى بها عبر اشتغالات سينمائية تقارب اليوم المصري وثقله على أبناء أرض الكنانة، والى جنب ذلك ستكون فلسطين وتونس والسعودية والإمارات العربية المتحدة والمغرب هي الأخرى لها مقارباتها الصورية. تحضر السينما العربية بنكهة جديدة تجمع قديمها ممثلاً بعمل الراحل الكبير يوسف شاهين الى جديدها المنفذ بأيد شابة دخلت ميدان هذه الصناعة المعقدة مستفيدة مما وفرته التقنيات الرقمية الحديثة من إمكانيات هائلة.
لذا سيكون المشاهد البريطاني، ومثله أبناء الجاليات المهاجرة والمقيمة في هذا البلد، على موعد مع شريط "وداعاً بونابريت"(115 د) للراحل الكبير يوسف شاهين (فقرة نقاش). إذ ستعرض النسخة المرممة من قبل مؤسسة مصر للأفلام العالمية، وبالتعاون مع معامل سينماتيك للفنون السمعية والبصرية الفرنسية والصندوق الأمريكي الفرنسي لترميم الأفلام. وفيه دعوة لمحبي اشتغالات شاهين عبر دراما تاريخية تسترجع فترة الإحتلال الفرنسي لمصر، ومن خلال قصة الجنرال كافاريلي وتمرده على تعاليم بونابرت. يذكر ان الشريط عرض في مهرجان كان السينمائي عام 1985 وقوبل وقتها بردود فعل نقدية متضاربة. فيما يقدم الشاب المصري محمد دياب عمله  "إشتباك" (97 د) ضمن (فقرة المسابقة الرسمية). ومثلما أثار هذا الشريط الكثير من الجدل عند عرضه ضمن فقرة "نظرة ما" في مهرجان كان الأخير، بيد ان ذلك لم يمنع من تصدره لشباك التذاكر عند عرضه في القاهرة. يتابع الشريط الأيام الأخيرة من تولي محمد مرسي زعيم حركة الأخوان المسلمين حكم مصر في العام 2013 والإطاحة به عبر تظاهرة احتجاجية وما رافق ذلك من تجاوزات، ما دعا الجيش للتدخل وحسم الأمر لمصلحة هذه المؤسسة. في حين يدعو مواطنه تامر السعيد في "آخر أيام المدينة" (118) (فقرة نقاش)، مشاهده الى متابعة محاولات المخرج السينمائي الشاب خالد عبد الله لتوثيق حياة مدينة القاهرة سينمائياً.  إلا ان انتقاله الى مدن أخرى مثل بيروت وبغداد تضعه أمام حقيقة غدت بعيدة المنال. يتقاطع الفيلم مع حياة وقصص أصدقاء المخرج عبر استحضار ذكريات الحب والصداقة والفقدان والوحدة واكتشاف الذات. "آخر أيام المدينة" تم اختياره ضمن المشاركة المصرية في دورة مهرجان القاهرة السينمائي الثامنة والثلاثين والتي تنطلق الشهر القادم. ويأتي شريط "يوم للستات" للمخرجة المصرية كاملة أبو ذكري (فقرة نقاش)، بمثابة قراءة جريئة لواقع منطقة شعبية في القاهرة.  تجمع صاحبة "واحد-صفر" في جديدها مجموعة من نجوم السينما المصرية، تتقدمهم الفنانة إلهام شاهين( منتجة الفيلم) ونيللي كريم ومحمود حميدة وفاروق الفيشاوي ضمن حبكة تتخذ من افتتاح حوض للسباحة يخصص فيه يوم الأحد من كل أسبوع للنساء فقط. ومثلما يصبح خبر افتتاح حوض السباحة حديث ناس تلك الحارة وما يثيره من تقولات، فإن المشاهد يتابع قصصاً متشابكة تجمع بين الحب والفقدان ونكد العيش والذكريات. يذكر ان مهرجان القاهرة السينمائي الدولي اختار شريط أبو ذكري ليفتتح به دورته الـ 38 في الشهر القادم. وضمن الأجواء المصرية تقدم الأمريكية سارة تاكسلر عملها "مداعبة الكبار" (111 د) (فقرة ضحك). وفيه متابعة لظاهرة بروز الإعلامي المصري باسم يوسف صاحب البرنامج التلفزيزني الشهير "البرنامج"، وقوة تأثيره على المشاهدين خلال الفترة التي أعقبت ثورة 25 كانون الثاني/يناير 2011 في مصر. يوسف، القادم من مهنة الطب، تحول الى صوت متفرد في الإعلام المصري والعربي بفعل نقده اللاذع والساخر وعلى الهواء لحكم جماعة الأخوان المسلمين في بلده. تتبع منتجة برنامج "ذا ديلي شو"، للأمريكي جون ستيوارت، لسنوات طويلة مسيرة يوسف المهنية وانتقاله الى الإعلام وقرار إيقاف برنامجه وإجباره على مغادرة مصر.
بعد ان غدت أخبار سوريا تتصدر شاشات التلفزة والصحافة ببشاعاتها وما خلفته من دمار ضرب عميقاً في البلد على مدى السنوات الخمس الماضية. يأتي جديد المخرجة السورية هالة العبد الله "فاروق- محصورون مثلي" (90 د) (فقرة جدل). وفيه ترسم صاحبة "هيه، لا تنسي الكمون"(288)، ومن خلال ابن جلدتها الكاتب والناشر فاروق مردم بيك، والمقيم في باريس منذ 50 عاماً، صورة باذخة وحميمية لدوره في تقديم الثقافة العربية الى بلد فولتير، وعلى مائدة طعام عشاء يعدها لأصدقائه المقربين. وعلى المنوال نفسه تحضر سوريا من خلال شريط"العرض الحربي" (100 د) للدنماركي أندرياس دالسغارد وبالتعاون مع الإعلامية السورية عبيدة زيتون (فقرة مسابقة الأفلام الوثائقية). تجمع زيتون شهادات أصدقائها دنا وحسام ولولو وهشام وربيعة لحظة إنطلاق حركة الإحتجاجات السلمية ضد نظام الأسد وسريان شرارتها الى المدن السورية. وبدلاً من تشكيل صورة لفهم ما جرى ويجري في البلد، تنحدر الأوضاع الى صراع دموي وحشي وعنيف بفعل بروز المليشيات المسلحة المتضاربة الأجندات والولاءات. ويمكننا إدراج شريط "ليلى. أم" (98 د) للمخرجة الهولندية ميجك دي يون (فقرة المسابقة الرسمية)، ضمن منحى ما تركته المحنة السورية على الشباب العربي المقيم في أوربا. وفيه دعوة لمتابعة يوميات ليلي ذات الأصول المغربية وحالة الإزدواجية التي تعيشها، بين محيط أسرتها المحافظة وبين الحيز العام المتحرر من قيود ووصايا الأباء، وعبر أداء سينمائي رائع للشابة نورا الكوسور.
بينما تأتي المفاجأة على يد السعودي محمود صباغ عبر عمله الأول "بركة يقابل بركة" (88 د) (فقرة ضحك). في إطار كوميدي يدعو صباغ مشاهده، خصوصاً الأوربي، الى متابعة ما يعيشه بلده من تناقضات بين حداثة، أدواتها الهواتف النقالة ووسائل التواصل الإجتماعي وبين واقع إجتماعي متشدد مغلق. صحيح ان هناك مبالغات في رسم صورة حياة وواقع بلده، إلا ان صباغ اجتهد، على الأقل فيما نراه على الشاشة، من توجيه نقد لاذع لأكثر من مفردة حياتية بقوله "نحن نعيش في المنفى داخل هذا البلد" كما يبوح بطله بركة الى الشابة الجميلة بركة "بيبي" في أحد لقاءاته معها. ومن الخليج العربي يقدم الإماراتي على مصطفى جديده "مختارون" (95 د) (فقرة نقاش). صاحب "دار الحي" و "من ألف الى ياء" يعود عبر شريط يلامس من بعيد ما يعيشه العالم العربي من انهيار في نظامه الاجتماعي، وعبر حكاية سائق يدعى شعيب يعيش مع أطفاله في مخزن مهجور بعيداً عن العالم، إلا ان وصول مهاجر غريب يقلب عزلة شعيب الى صراع دموي من أجل حسوة ماء.
تحضر السينما القادمة من شمال أفريقيا عبر شريط "ميموزا" (93 د) للإسباني أوليفر لاكسي (فقرة رحلة). وعبر مهمة يكلف بها شاب يدعى شكيب بمرافقة شيخ كبير في السن مشرف على الموت يوصي بدفنه في مقبرة قريته.  إلا ان وفاة
الشيخ تنقل الشريط الى نوع من التحدي بمواصلة الرحلة او التخلص من جثة ذلك الشيخ. طعم لاكسي، مقيم في المغرب، يحفل شريطه بالكثير من حكايا عوالم الصوفية المنتشرة في ذلك البلد. يذكر ان الشريط فاز بجائزة أسبوع النقاد في مهرجان كان الأخير. و تقدم هدى بن يامينة، فرنسية/مغربية باكورتها "إلهيات" (106 د) ضمن (فقرة مسابقة العمل الأول).  مثلما شغلت ضواحي باريس وأحياؤها الفقيرة وسائل الإعلام العالمية في الفترة الأخيرة، يأتي عمل بن يامينة ليسلط الضوء على عالم آخر عبر حكاية الشابة دنيا وصديقتها المقربة ميمونة. تمتحن المخرجة تأثيرات البيئة المتشددة في تلك الضواحي، والتي هي أقرب الى الغيتو، على بطلتها، وفي الوقت ذاته تختبر قوة الصداقة بين هاتين الشابتين حين تقع دنيا في حب شاب يعمل راقصا. وضمن التجارب الأولى يأتي عمل التونسي محمد بن عطية "نحبك هادي" (89 د) (فقرة مسابقة العمل الأول). يدعونا بن عطية، فاز بجائزة أفضل عمل أول وأفضل ممثل في مهرجان برلين السينمائي الأخير، الى متابعة حكاية بطلها الشاب هادي (أداء مجد مستورا) إثر وقوعه في حب المرشدة السياحية ريم. يحد هادي في سفره الى خارج مدينته، بناء على تعليمات رئيسه من أجل إكمال بيع سيارة، متنفساً للهرب من إلحاح والدته بترتيب زيجة له.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram