حكومة الانبار المحلية تنتظر منحها المبالغ المالية المخصصة لتطبيق برنامج اعادة الاستقرار في المحافظة ، ومنها تعويض المتضررين من العمليات العسكرية ، وتسوية النزاعات العشائرية لتأمين عودة النازحين الى مناطق سكناهم. سلسلة اجتماعات عقدها مسؤولون محليون مع القادة الامنيين ومع مستشار الأمن الوطني فالح الفياض ،بهدف تفادي اندلاع نزاعات قد تؤدي الى عودة عناصر تنظيم داعش الى مدن الانبار المحررة .
بعثة الامم المتحدة في العراق ،الطرف الدولي المشارك في برنامج اعادة الاستقرار في المحافظة المنكوبة ، قدمت مساعدات مالية ، وتبنت إعادة إعمار الأبنية المدرسية والمراكز الصحية وتأهيل الجسور، مع اعلان المسؤولين حاجتهم الى الدعم المالي ، وتوجيه انتقادات للحكومة المركزية لتعطيلها منح محافظة الانبار استحقاقاتها المالية ، فيما ينتظر النازحون المقيمون في مخيمات الخالدية والحبانية العودة السريعة الى مناطق سكناهم ، مع استعدادهم لنصب خيم في مواقع دورهم المهدمة للتخلص من معاناة النزوح .
الخلاف داخل مجلس محافظة الانبار ، طبقا لتصريحات مسؤولين محليين، يتمحور حول رغبة اعضاء في المجلس يمثلون قوى سياسية معروفة في الحصول على عقود تنفيذ مشاريع الاعمار، فضلا عن ذلك برزت حالات فساد في عمل لجان تقدير الاضرار في المنازل والممتلكات الخاصة للحصول على تعويضات مالية. يبدو ان ساسة الانبار في بغداد كغيرهم اصحاب فكرة تشكيل لجان اقتصادية داخل تنظيماتهم السياسية ، يرغبون في ضمان الحصول على التمويل استعدادا لخوض الانتخابات المحلية المقبلة .
مشروع اعادة تأهيل الطريق السريع الرابط بين العراق والاردن ، دفع بعض ممثلي محافظة الانبار في مجلس النواب زاروا العاصمة عمان ، والتقوا شخصيات عشائرية ورجال اعمال لعقد صفقات لعلها تسفر عن منح العقد لصالح جهة معينة ، تحرك اطراف سياسية سال لعابها على مشاريع اعمار المحافظة، ترك خلافا بين المسؤولين المحليين قد يؤدي الى اندلاع صراع قد يجر الانبار الى منزلق خطير.
مشكلة النازحين في العراق بمرور الايام تفاقمت واصبحت مستعصية ، ربما تستطيع الاموال ان تحل جزءا من تداعياتها بدعم من الدول المانحة أو من تخصيصات الحكومات المحلية ، لكن فصولها المأساوية الاخرى تحتاج الى تظافر جهود اطراف متعددة ، لديها الاستعداد الكامل للتخلي عن مصالحها الضيقة ان كانت تؤمن بان العراق وطن الجميع .
نازح من محافظة الانبار في السبعين من عمره ينتظر العودة الى منطقة سكنه في الفلوجة وجه نصيحة الى اصحاب الحل والربط يقصد المسؤولين وزعماء القوى السياسية بسرد تفاصيل قصة تتحدث عن شخص كان يمتلك قطيعا كبيرا من الأغنام ، بعد نفوق الكلب برصاصة لص معروف ، تعرض القطيع يوميا للسرقة ، لأن الأبناء رفضوا تنفيذ نصيحة ابيهم بملاحقة قاتل الكلب ثم معاقبته ليكون عبرة لمن اعتبر ، فقدان الكلب شجع اللصوص على شن غارات ليلية لسرقة الاغنام ، لم يقف الأبناء مكتوفي الأيدي فبحثوا عن قاتل كلبهم ، حتى عثروا عليه واقتادوه مربوطا امام انظار الاخرين الى ابيهم ليعترف بفعلته امام الحاضرين ، حتى اصبح الحادث مثلا متداولا يقال لمن يتجاهل معالجة اسباب مشكلة مستعصية .