اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أرجوكم اعتذروا للاحزاب الدينية

أرجوكم اعتذروا للاحزاب الدينية

نشر في: 9 أكتوبر, 2016: 07:19 م

عاد الوزير " التكنوقراط " كاظم الحمّامي إلى هواية إطلاق النكات ، ففي المرّة الأولى حقق حلم العراقيين بالهجرة إلى الفضاء ، بعد أن ضاقت بهم قوارب الموت في بحار الغربة ، وفي المرّة الثانية أيقظ فينا روح " التعالي " بأننا علّمنا البشرية القانون والكتابة وسنُعلّمهم كيف يحفرون نفقاً " عملاقاً " بـ 16 طريقاً يربط بين خور الزبير وأُوروبا ، وهو المشروع الذي سيقضي على منظمة أوبك ، ويجعلنا نضع رِجلاً على رجل ، نضحك على العالم الذي يتصارع من أجل النفط ، فنحن سنكون أسياداً على  أحشاء الكرة الأرضية .
فعلاً، يدفعنا حديث السيد الوزير إلى الأسى  ، ليس لأن ما ورد فيه من معلومات  وتحليلات يؤشر على الأزمة التي وصل إليها عقل المسؤول العراقي ،  وإنما ،لأن ظهور مثل هكذا " خزعبلات " في هذا الوقت بالذات ، يجعلنا نؤمن بأننا نعيش عصر الخراب  في كل شيء، من السياسة إلى  الاقتصاد  إلى التعليم إلى الصحة  .
صحيح أننا، نعيش منذ سنوات عصر الترفيه ،  الذي ابتدأ بإطلالة محمود الحسن ، إلا أن " قفشات " الوزير الحمامي تفرق كثيراً ،لأن السيد الوزير مصرّ على أن  يتسلّى على نفسه ، إلاّ إذا كان العراقيون  جميعاً قد أُصيبوا بعمى البصيرة، فصاروا لا يشعرون بحجم الإنجازات الكبيرة التي يحقّقها الوزير كلّ يوم في مجال تحديث  وسائل المواصلات ، ولا يستطيعون رؤية القاطرات التي تسير بسرعة الضوء ، ولا الطائرات التي لايدخلها أحد قبل أن يتلو دعاء السفر . 
ولأن حديث الوزير جاء مضحكاً وخفيفا  ، فقد أتى الحوار الذي أجراه السيد رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم مع وكالة تنسيم الإيرانية أكثر دراميّة ، بما يجعلك تضرب كفّاً بكفّ ،  وأنت تقرأ قول السيد الحكيم  إن  :" هناك  هجمة شعواء واسعة النطاق ومدعومة من قبل قوى داخلية وخارجية ترمي إلى تشويه صورة الساسة الإسلاميين في بلدنا " ، للأسف لايريد الكثير من مسؤولينا أن يعترف  بأنّ الخراب والقتل على الهويّة وسرقة أموال الدولة ونشر الطائفية وتشجيع المحاصصة، قاعدة معمول بها منذ أكثر من ثلاث عشر سنة في ظلّ حكومات قادتها أحزاب دينية شيعية وسنّية ، كم قُتل وشُرّد من العراقيين خلال السنوات الماضية؟ لا توجد إحصاءات دقيقة، والمهجّرون أصبحوا على رأس قوائم منظمات الإغاثة ، لعلّ ذلك يُعطي للسيد عمار الحكيم  ، فكرة عن القيمة التي وصل لها الإنسان العراقي خلال حكم الساسة "المتّقين" ، كيف يعيش فقراء العراق وخصوصا الشيعة .
من أين لساستنا ومسؤولينا كلّ هذه الطاقة الجبّارة والقدرة على إطلاق النكات في وقت  أخبرتنا إحصائيّات الأُمم المتحدة أنّ عدد القتلى في العراق خلال الشهر الماضي تجاوز الألف قتيل ..هذه المنظمة الملعونة ، تريد ايضاً تشويه صورة المسؤول العراقي!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. محمد سعيد

    لماذا التعجب والغرابة يا اخي الكاتب , هكذا عشنا وسنظل نعيش الي يوم الدين في ظل حكم الاحزاب الإسلامية التي دعمت حقا او باطلا من مرجعيات دينيه هي حقا خارج التاريخ. فالأساطير والخزعبلات التي تسوق يوميا لشعب اريد له ان يظل في سبات الجهل و الاوهام

  2. بغداد

    استاذ علي حسين شلون دكة عوجة بلوة وشلون بلوة سودة مصخمة ملطمة ويا هل اللملوم كاولية جلاوزة الخضراء من هو الملعون الذي يمتلك هذا العقل الخبيث الذي استطاع ان يجمع هذه الباكورات التحفيات الممسوخة من فصيلة وراثية واحدة ويركمهم في مضبعة الخضراء ثم يسلمهم السلط

  3. خليلو...

    صحيح قول السيد فلماذا نشوه صورة الساسة الإسلاميين وهم قدوتنا في كل شيئ ؟! خذوه هو مثلا اليس يسكن بيتا مثل بيت مولى المتقين الذي استأجروه له يوم حضر الكوفة ؟ أليست ملكيته من مال وعقار ومتاع الدنيا كملكية مولى المتقين ؟ أليس طعامه وشرابه وكساؤه كطعام وشراب

  4. محمد سعيد

    يبدو ان الرقيب اخذ يلعب دوره في صحيفه فكريه امل العراق منها انها ستظل نبراس الراي الحقيقي و تظل واجه ناصعه لعرض الفكر المخالف لسلطه احزاب الطائفية والأثنية المقيتة التي سادت بلاد الرافدين في عهد الازدهار الاميركي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram