اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > مع تدني الواقع البيئي والصحي ..هل ينقذ برنامج الصحة المدرسية الطلبة من كارثة صحية ؟

مع تدني الواقع البيئي والصحي ..هل ينقذ برنامج الصحة المدرسية الطلبة من كارثة صحية ؟

نشر في: 11 أكتوبر, 2016: 12:01 ص

هموم اخري تعيشها الأسرة العراقية في ظل الواقع الخدمي والصحي المتواضع في عموم الحياة؛ (ام رنا) التي فرحت بتسجيل ابنتها البكر في الصف الاول للعام الدراسي الحالي بدت قلقة خوفاً من اصابة ابنتها بأحد الامراض الانتقالية في المدرسة بسبب الوضع المأساوي لحالة

هموم اخري تعيشها الأسرة العراقية في ظل الواقع الخدمي والصحي المتواضع في عموم الحياة؛ (ام رنا) التي فرحت بتسجيل ابنتها البكر في الصف الاول للعام الدراسي الحالي بدت قلقة خوفاً من اصابة ابنتها بأحد الامراض الانتقالية في المدرسة بسبب الوضع المأساوي لحالة المدرسة والكم الهائل من الفوضى التي تعم حتى جدران المدرسة وهي عبارة عن اكوام من الحديد والسكراب وغيرها من المواد المبعثـرة والتي يجبر الطالب على السير بالقرب منها للدخول أو الوصول الى المدرسة عبر المرور بينها.

احصائيات وتوقعات بالأمراض
مدير وحدة الإعلام في دائرة صحة بغداد الرصافة (قاسم عبد الهادي) يوضح لـ(المدى): رصدنا متواصل على مدار الاشهر الدراسية اذ وضعت الجهات المعنية في قسم الصحة المدرسية خططها للمتابعة الميدانية لجميع المدارس بالتعاون مع المراكز الصحية في كل منطقة. مشيرا: الى احصائيات وتوقعات عن الحالات التي يمكن أن تظهر فيها اصابات لأمراض انتقالية وهي مشخصة ومعروفة الاسباب وواضحة لكل المعنيين. متابعا: انه من بين تلك الاسباب الكثافة العددية للصف الواحد. وعدم الالتزام بالنظافة بدءا من العائلة وانتهاء بالدرسة مرورا بالشارع إضافة الى غياب التوعية.

الإعلام والتوعية الصحية
واشار عبد الهادي الى أن الطلبة يقضون أوقاتاً طويلة داخل المدرسة مما يساعدهم على اكتساب سلوكيات جديدة سواء أكانت إيجابية أو سلبية، وتساهم التربية الصحية داخل المدرسة على إكساب التلميذ السلوك الصحي السليم الذي يمكن نقله إلى أفراد أسرته ومجتمعه المحلي. لافتا الى أهمية دور الإعلام الايجابي في التوعية الصحية ومساندة جميع القطاعات المعنية بصحة الطلبة للنهوض بالواقع الصحي والبيئي وخصوصا توجيه المجتمع نحو التعاون مع قطاع الصحة بغية الاستفادة القصوى من البرامج والخدمات المقدمة وتحسين نوعيتها. منوها إلى مساهمة الإعلام ايضا في تشجيع الجوانب الإيجابية في مجال الصحة المدرسية للوصول إلى خدمات متميزة تقدم لأبنائه للتمتع بصحة جيدة التي تعتبر حقا محوريا من حقوق الطفل.

مخاوف مشروعة للعوائل
 (سناء كريم) أم لثلاثة طلبة في الابتدائية والمتوسطة تقول لـ(المدى) أن الواقع الحالي لا يبشر بخير هذا العام. مضيفة: اذ كانت المدرسة التي درس فيها ابني البكر افضل بكثير من السنة الحالية من خلال التنظيم والترتيب والنظافة. مردفة: اما الان فهناك فوضي وتراجع كبير في الابنية والساحات وهذا يشكل خطرا على صحة الطالب لاسيما أن الصف الواحد يستوعب اكثر من 35 طالبا وسط جو حاضن لكل الامراض الانتقالية والوبائية.
واضافت كريم: ان هذا قد يكون في اغلب المدارس الابتدائية والمتوسطة اذ تضم صفوفها اعداداً كبيرة من الطلاب في غرفة صغيرة، وفي الأغلب يجلسون على الأرض، على مسافة لا تبتعد عن نصف متر عن السبورة في صفوف الكثير منها متهالك. مشيرة الى غياب  الماء والخدمات الصحية والكهرباء في كل مدارس البلاد. ناهيك عن قلة الملاك التدريسي خاصة في بعض الاختصاصات المهمة.

لا أموال للصيانة والترميم
مدير احدى المدارس التابعة لتربية الرصافة الأولى رفض الكشف عن اسمه اوضح أنه لا توجد أية مبالغ لأغراض الصيانة بل العكس فقد الزمت وزارة التربية ادارات المدارس بصبغ الجدار الخارجي بلون وردي لجميع مدارس الابتدائية وتتحمل الهيئة التدريسية النفقات والاعتماد على مجالس الآباء والمتبرعين. جازما: ان مدرسته لم تتسلم اي مبلغ لغرض الصيانة او لأغراض التنظيف واعادة تأهيل الصفوف او الخدمات الصحية التي اخذت تختفي معالمها في المدارس العراقية. محذرا من كارثة بيئية وصحية ربما تصيب المدارس في هذا
العام الدراسي خاصة في ظل اجراءات التقشف المالية.

بيئة غير ملائمة للتدريس
 الدكتور (مشتاق عبد الجليل) اختصاصي طب ومجتمع اوضح لـ(المدى) ان كل ما يطرح من مقترحات للنهوض بالواقع الحالي هو حبر على ورق ولم يتم على ارض الواقع. متابعا: اذ بقيت المدارس القديمة بمعداتها وأجهزتها وأثاثها القديم وأبنيتها المتهالكة بدون أي ترميم او إصلاحات تنهض بها لكي تكون بيئة ملائمة للطلاب والتربويين. مردفا: ما دفع بالكثير من الأهالي إلى تسجيل ابنائهم في المدارس الأهلية وتحمل اعباء أجورها الغالية والمبالغ بها في أكثر الأحيان، مضطرين بسبب واقع حال المدارس الحكومية.
واوضح عبد الجليل: ان موضوع الصحة المدرسية يحتاج لجهود كبيرة من قبل وزارة الصحة خصوصا، اضافة الى وزارة التربية. مؤكدا على اهمية الجانب الصحي والبيئي في اتمام العملية التعليمة وبناء جيل يحمل على عاتقه بناء البلاد. مشددا على دور العائلة بهذا الشان ايضا.
الدكتور (عباس الربيعي) ذكر في دراسته المختصة بهذا الموضوع أن الصحة المدرسية تعد من البرامج الصحية المتخصصة والمهمة التي توجه اهتمامها للأطفال في السن المدرسية وفي بيئة المدرسة. موضحا: ان  المجتمعات المتقدمة تولي عناية خاصة لبرامج الصحة المدرسية لعدة أسباب اذ يشكل التلاميذ والأطفال في السن المدرسية قطاعا" كبيرا" من السكان يقدر بأكثر من سدس مجموع السكان. متابعا: اضافة الى ان فترة السن المدرسية تتميز بالنمو والتطور السريع سواء كان هذا في الناحية البدنية أو النفسية أو الاجتماعية.
فيما اشارت الدكتورة (ماجدة محمد) الى أن الكثير من طلاب المدارس الابتدائية في العراق يفتقدون الى الحد الادنى من المتطلبات الضرورية لبيئة آمنة وصحية. موضحة: بالرغم من الجهود المبذولة من قبل كوادر المراكز الصحية والفرق العاملة على الصحة المدرسية لكن طلاب المدارس الابتدائية في العراق يفتقدون الى الحد الادنى من المتطلبات الضرورية لبيئة آمنة وصحية تقودهم الى التفوق الدارسي. عازيا سبب ذلك الى جملة ظروف اكبر من استيعابها في الوقت الحاضر. لكنها في ذات الوقت تؤكد على اهمية ايلاء هذا الجانب الرعاية والاهتمام خاصة ونحن على اعتاب العام الدراسي الجديد.

وزارة الصحة تؤكد
وزيرة الصحة والبيئة (الدكتورة عديلة حمود حسين) تبادلت الافكار والرؤى مع عضوي مجلس النواب (ابتسام الهلالي) و(زينب الخزرجي) حول جهود الوزارة للارتقاء بمستوى الخدمات الوقائية والطبية والعلاجية المقدمة للمواطنين .وذكر بيان للوزارة “جرى خلال اللقاء التاكيد على اهمية تعزيز التعاون والشراكة الفاعلة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية بما يسهم في تذليل العقبات والمعوقات التي تعترض وصول الخدمة الصحية الكفوءة الى المواطنين. وتطرق اللقاء الى محاور عديدة وقف في طليعتها محور نقل الصلاحيات الى المحافظات والمشاريع الصحية التي تواصل انشاؤها وتعزيز خدمات الصحة المدرسية تزامنا مع قرب انطلاق الموسم الدراسي الجديد واهمية تقديم خدمات صحية كفوءة لابنائنا الطلبة.

غياب المفارز الصحية
لكن رأي الجهات التعليمية كان مخالفا لبيان الوزارة، اذ اوضح المشرف التربوي (سعدي حسن): لا يعقل أن يبدأ العام الدراسي، والمدارس تفتقر لعيادات طبية مصغرة ضرورية للتعامل مع مئات الطلبة يوميا. منوها: حتى تلك المتقاربة بالرقعة الجغرافية فبالامكان تحديد مكان ملائم لمفرزة صحية تقوم بواجب الفحص الدوري على الطلبة وتتدخل في الحالات الطارئة. مسترسلا: في العام الماضي لم نشهد اية زيارة صحية ان كان من قبل الأطباء او المفارز العائدة الى الصحة المدرسية التي يجب توفرها في كل مستشفيات الاقضية والنواحي.
واضاف حسن: هنا لابد من التذكير أن مهام الصحة المدرسية تتركز على الجوانب الوقائية، كما تتضمن خططها السنوية برامج لمكافحة الامراض التي تصيب الطلاب خاصة تسوس الاسنان وفقر الدم وضعف البصر. لافتا الى اهمية التركيز على الوقاية قبل العلاج، وان يتم تعليم الصغار والكبار في المدارس سبل الوصول إلى الوضع الصحي الأمثل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بسبب الحروب.. الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية

اعتقال "داعشي" في العامرية

التخطيط تبين أنواع المسافرين العراقيين وتؤكد: من الصعب شمول "الدائميين" منهم بتعداد 2024

هروب امرأة من سجن الاصلاح في السليمانية

وفاة نائب عراقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram