اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ريبورتاج: مستلزمات عاشوراء... انتعاش المستورد على حساب المحلي

ريبورتاج: مستلزمات عاشوراء... انتعاش المستورد على حساب المحلي

نشر في: 15 أكتوبر, 2016: 12:01 ص

مع حلول ذكرى عاشوراء وأحداث واقعة الطف من كل عام، تشهد الأسواق المحلية حركة ونشاطا ملحوظين خاصة في اسواق الجملة الخاصة بالمواد الغذائية كالحبوب والرز على وجه التحديد، مثلما يشهد سوق المواشي تحركاً آخر، كما تنشط حركة التبضع والشراء في سوق الأقمشة على

مع حلول ذكرى عاشوراء وأحداث واقعة الطف من كل عام، تشهد الأسواق المحلية حركة ونشاطا ملحوظين خاصة في اسواق الجملة الخاصة بالمواد الغذائية كالحبوب والرز على وجه التحديد، مثلما يشهد سوق المواشي تحركاً آخر، كما تنشط حركة التبضع والشراء في سوق الأقمشة على الملابس السوداء، ناهيك عن الإقبال الكبير على شراء الأعلام والرايات الخاصة بمناسبة عاشوراء.

عشرة ملايين دولار !
من وسط سوق الشورجة وحركة التدفق على شراء الأعلام والرايات يقول (التاجر محمد راضي) إن السوق شهدت انتعاشاً كبيراً مع حلول شهر محرم. كاشفا: أن أغلب التجار استوردوا اللافتات والرايات والأقمشة والملابس السود، بأكثر من عشرة ملايين دولار.
من جانبه، يقول التاجر في سوق الشورجة أيضاً (كاظم الشويلي) إن أغلب البضائع الموجودة في السوق حالياً خاصة بشهر محرم نتيجة إقبال الناس عليها ما أنعش الحركة الاقتصادية. مضيفا: استوردت بضاعة من الصين تتضمن لافتات عزاء ورايات فيها صور للإمام الحسين واخيه العباس، وأخرى مكتوبة عليها عبارات تمجد واقعة الطف، قيمتها تقارب الـ200 ألف دولار. مشيرا إلى: أن تجاراً آخرين استوردوا بضائع من إيران كونها مفضلة في السوق على الرغم من ارتفاع سعرها.

الطلب على الأسوَد
على مقربة من مخزن الشويلي وفي السوق الخاصة بتجارة الأقمشة يقف (التاجر علي الساعدي) أمام محله الذي غص بأنواع الأقمشة (السوداء)، الساعدي ذكر ان سوق القماش تشهد إقبالاً كبيراً سواء من صغار التجار أم من المواطنين. موضحا: أن الطلب ينحصر حالياً على القماش الأسود على اختلاف جهات استيراده كتركيا والإمارات والصين. واكد الساعدي: أن المبيعات اليومية من الأقمشة السود تصل إلى آلاف الأمتار، بسعر يبدأ من ثلاثة الاف دينار وصولا إلى 15 ألف دينار. ورغم تكرار السؤال عن المبلغ الذي استورد به الأقمشة رفض الإفصاح عنه بالضبط مكتفيا بالقول إنه يناهز بضع عشرات الآلاف من الدولارات.

تمديد ساعات فتح المحال
(حسين الموسوي) -صاحب كشك لبيع الملابس الجاهزة والسيوف المخصصة للأطفال- ذكر: ان السوق تشهد انتعاشاً غير مسبوق اضطر التجار وأصحاب المحال والأكشاك إلى تمديد عملهم إلى ما بعد العصر بعد أن كانوا يغلقون عند الثانية بعد الظهر. مضيفا: أن ملابس الأطفال الجاهزة ذات الالوان السود، كالدشاديش والزي الهندي، فضلاً عن الزناجيل والسيوف التي تستخدم في التطبير خلال شهر محرم، تشهد إقبالاً كبيراً. مستغربا من: عدم انتباه الجهات المعنية وخاصة الحكومية لاستثمار هذه المناسبة واحياء الصناعة الوطنية خاصة النسيجية والاقمشة التي تستهلك سنويا مبالغ طائلة.

المواد الغذائية والعصائر
سوق المواد الغذائية خاصة الحبوب والرز انتعشت هي الأخرى بسبب كثرة مواكب العزاء التي تقوم بتقديم مختلف الأطعمة وبكميات كبيرة جدا. بهذا الصدد يقول تاجر المواد الغذائية في سوق جميلة (علي القريشي) إن الإقبال كان كبيرا على المواد الغذائية كالرز والسكر والشاي ونومي البصرة والعصائر التي تستخدم في مجالس العزاء العاشورية. مضيفا: أن المواد الغذائية متوفرة في الأسواق بعد أن قام التجار بتخزينها منذ عدة أشهر تحسباً لهذه الأيام. موضحا: ان اغلب التجار زاد من الكميات التي يستوردها في الايام العادية. مرجحا وصول مبالغ الاستيراد الى مئات الآلاف من الدولارات.
بدوره، يقول التاجر في سوق جميلة (سلمان السوداني) إن الإقبال تضاعف على انوع من المواد الغذائية كالرز والحبوب. معربا عن اسفه لاستيراد كل تلك المواد التي يمكن ان ينتج بعضها محليا. داعيا: الجهات الحكومية المعنية الى تدارك هذا الخلل "الذي يكلف الاقتصاد الوطني مبالغ طائلة تذهب للخارج".

ارتفاع اسعار اللحوم
لاتقتصر حركة السوق خلال ايام عاشوراء على الملابس والمواد الغذائية حسب، فقد امتدت لسوق المواشي، كما يقول القصاب في سوق الحي بمدينة الصدر (نجم القرغولي): إن المواطنين بدأوا بشراء الأغنام والأبقار قبل حلول شهر محرم، لنحرها خلال أيامه بحسب ما تنذره كل عائلة، ما أدى إلى زيادة الطلب. موضحا: أن مبيعات المحل منذ عيد الأضحى المبارك وحتى ايام عاشوراء تجاوزت الـ(130) رأس غنم فضلاً عن عشرات العجول. متوقعا: أن تتضاعف المبيعات يوم العاشر من محرم. مؤكدا: أن أسعار المواشي شهدت قفزة كبيرة، إذ ارتفع سعر رأس الغنم الواحد من (180) ألف دينار قبل عيد الأضحى إلى أكثر من (250) ألف دينار. معتبرا ذلك أمراً طبيعاً وفقاً لقاعدة العرض والطلب.

تطوير الصناعات الصغيرة
عضو اللجنة المالية النيابية (ماجدة التميمي) تقول لـ(المدى برس): أن الحكومة ينبغي أن تطور قطاع الصناعات الصغيرة اسوة بباقي الدول التي يعتمد 50% من إنتاجها الإجمالي المحلي على تلك الصناعات. متابعة: إن الحكومة ينبغي أن تطور أيضاً الصناعات الفلكلورية والمهن المنزلية لتغطية حاجة السوق وتشغيل الأيدي العاملة وعدم الاعتماد على المستورد الذي وصل الى أبسط الأمور والصناعات كمشتقات الألبان والمخللات. مستغربة: من استيراد لافتات وأعلام عاشوراء وواقعة الطف من الصين. اذ عدتها نكتة سخيفة وحالة مزعجة لأن مثل تلك المواد ينبغي أن تصنع في العراق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بسبب الحروب.. الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية

اعتقال "داعشي" في العامرية

التخطيط تبين أنواع المسافرين العراقيين وتؤكد: من الصعب شمول "الدائميين" منهم بتعداد 2024

هروب امرأة من سجن الاصلاح في السليمانية

وفاة نائب عراقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram