TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "مخلوع" محصّن ومحروس

"مخلوع" محصّن ومحروس

نشر في: 14 أكتوبر, 2016: 09:01 م

بصرف النظر عن ردود الافعال السياسية والشعبية تجاه قرار المحكمة الاتحادية القاضي بإعادة نواب رئيس الجمهورية لمناصبهم ، يتحمل الحزب الحاكم  الدعوة الإسلامية مسؤولية دعم رئيس الوزراء حيدر العبادي في تحقيق الإصلاح ،  لانه واحد من ابرز قيادات الحزب ، تبنى  "الحركة الاصلاحية الشاملة " بدعم من التحالف الوطني ، مع تأييد شعبي سرعان ما تبدد حين وصل الشارع الى قناعة بأن فقاعة الاصلاح مجرد شعار رفعته اطراف سياسية لركوب الموجة على حد وصف منظمي التظاهرات الاحتجاجية.    
منصب نائب رئيس الجمهورية في الدولة العراقية "لايحل ولايربط " فرضته التوافقات السياسية وفي بعض الاحيان الخدمة الجهادية ومنح  "الرموز الوطنية" مناصب لغرض الترضية ، لتعزيز دورهم في بناء الديمقراطية ، وعلى قاعدة المثلث الشيعي السني الكردي ،النظام البرلماني منح رئيس مجلس الوزراء العديد من الصلاحيات ، أما أصحاب الفخامة نواب الرئيس فدورهم يقتصر على استقبال الضيوف ، والمشاركة في مؤتمرات دولية ، تعقد لبحث قضايا الحفاظ على البيئة .
 عودة المخلوعين الى مناصبهم تعني استعادتهم حضورهم  في المشهد السياسي  ، وتوجيه رسالة الى قواعدهم  الشعبية  ان وجدت ، بان اصلاحات العبادي فاشلة ، وعلى الجماهير ان تجدد عهد الولاء والبيعة  لمن سلم تنظيم داعش ثلاث محافظات عراقية.           
بعد نكبة الموصل ومجزرة سبايكر وسجن بادوش وغيرها من الاحداث  ،  شكل مجلس النواب لجانا تحقيقية لمحاسبة المقصرين ، واحالتهم للقضاء ،بغض النظر عن مناصبهم ومواقعهم ، وقوبل الموقف بتاييد شعبي واسع خاصة من ذوي الضحايا .  نتائج  التحقيقات وصلت الى السلطة القضائية ،لكنها فضلت  تأجيل  الحسم النهائي الى اشعار آخر ، ويبدو أن مبدأ الفصل بين السلطات لم يأخذ مفعوله في الساحة العراقية لوجود  جهات متنفذة قادرة على ارجاء النظر بالقضايا المصيرية حفاظا على سلامة العملية السياسية من عيون الحاسدين .
 معظم العراقيين من جيل السابق والحالي ترسخت في اذهانهم حساسية من الحزب الحاكم، لانه استنادا الى  تجارب ووقائع على استعداد لاستخدام السلاح الكيمياوي مقابل الاحتفاظ بالسلطة. من حسنات الربيع العربي في دول المنطقة ،انه كان وراء استحداث  منتدى المخلوعين لضم رؤساء سابقين اجبروا على مغادرة مناصبهم  بإرادة شعبية ، في الحالة العراقية  المسألة معكوسة المخلوع من منصبه بإمكانه العودة الى موقعه  على الرغم من تورطه بملفات فساد من العيار الثقيل ، لأنه محصن ومحروس داخل قلعة الحزب الحاكم  الواقعة في المنطقة الخضراء.
 فريق الخبراء الدوليين  المكلف بالتحقيق في ملفات فساد بموجب  اتفاق بين الحكومة العراقية ومنظمة الامم المتحدة توصل الى تشخيص الحيتان الكبيرة المتهمة بهدر المال العام طيلة السنوات الماضية ، ومنهم مسؤول  اقترب من الانضمام الى منتدى المخلوعين.
منذ اندلاع التظاهرات الاحتجاجية ، كانت المطالب الشعبية بملاحقة ومحاسبة  المتورطين  بملفات فساد من ابرز شعارات المتظاهرين ، لإنقاذ  البلاد من مرحلة" صخام الوجه"   السؤال المطروح اليوم امام اصحاب القرار ، هل تستطيع الحكومة   اعلان نتائج تحقيق فريق الخبراء الدوليين ؟ ام ستلتزم  الصمت حفاظا على سمعة الحزب الحاكم  ، ورحم الله المطرب الراحل سعدي الحلي حين قال( أريد اسأل واليسأل جواب يريد).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

 علي حسين عزيزي القارئ.. هل تعرف الفرق بين المصيبة والكارثة؟، المصيبة يمكن أن تجدها في تصريح السياسيين العراقيين وجميعهم يتحدثون عن دولة المؤسسات، وفي الوقت نفسه يسعون إلى تقاسم المؤسسات فيما بينهم تحت...
علي حسين

أزمة المياه في العراق وإيران: تحديات جديدة للاستقرار الإقليمي

د. فالح الحمــراني حذرت دراسة أعدها معهد الشرق الأوسط في موسكو من ان أزمة المياه بإيران والعراق المتوقعة في نهاية هذا العام قد تفضي الى عواقب بعيدة المدى، تؤثر على الاستقرار الاجتماعي في المنطقة،...
د. فالح الحمراني

العراق.. السلطة تنهب الطقس والذاكرة

أحمد حسن على مدار عشرين عاما، تحولت الثقافة في العراق إلى واجهة شكلية تتحكم بها مجموعات سياسية تدير المجال العام كما تدير المغانم. وفي ظل هذه الوضعية لم تعد الثقافة فضاء لإنتاج الوعي أو...
أحمد حسن

لماذا تهاجم الولايات المتحدة أوروبا بسبب حرية التعبير؟

فابيان جانيك شيربونيل * ترجمة : عدوية الهلالي «أعتقد أنهم ضعفاء. الأوروبيون يريدون أن يكونوا ملتزمين بالصواب السياسي لدرجة أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون." لفهم الموقف الأمريكي تجاه القارة العجوز، يصعب إيجاد تفسير أوضح...
فابيان جانيك شيربونيل
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram