TOP

جريدة المدى > عام > جيني أيربنبيك.. وأدب اللجوء الإنساني

جيني أيربنبيك.. وأدب اللجوء الإنساني

نشر في: 17 أكتوبر, 2016: 12:01 ص

قضت جيني أيربنبيك Jenny Erpenbeck سنةً وهي تقابل لاجئين في برلين. وتمخض عن ذلك روايتها (ذهاب، ذهبَ، ذاهب Gehen, ging, gegangen)، التي كانت على القائمة القصيرة لـ "جائزة الكتاب الألماني" عام 2015. والكاتبة هي ابنة عالم الطبيعيات، والفيلسوف، والكاتب ال

قضت جيني أيربنبيك Jenny Erpenbeck سنةً وهي تقابل لاجئين في برلين. وتمخض عن ذلك روايتها (ذهاب، ذهبَ، ذاهب Gehen, ging, gegangen)، التي كانت على القائمة القصيرة لـ "جائزة الكتاب الألماني" عام 2015.
والكاتبة هي ابنة عالم الطبيعيات، والفيلسوف، والكاتب الألماني جون أيربنبيك، وجدّاها هما المؤلفان فرتز أيربينبيك وهيدا زِنَر. وقد درست جيني في برلين، حيث تخرجت عام 1985. وهي تعمل أيضاً في الإخراج المسرحي منذ أواسط التسعينات، وصدر لها العديد من المسرحيات والأعمال القصصية، التي تُرجمت إلى لغات عالمية منها العربية، مثل: للقطط سبع أرواح، والطفل العجوز، وكتاب الكلمات، ونهاية الأيام، و غيرها، كما جاء في ويكيبيديا.
وهي تشرح هنا لسابين بيشل لماذا الوقت حاسم وما الذي على ألمانيا الشرقية السابقة أن تفعله لقضية اللّاجئين:  
س/ إنك تلمسين بكتابك هذا موضوعاً آنياً جداً: اللاجئين في ألمانيا. وفي قصتك نجد لاجئين أفارقة يحتجون تحت شعار "إننا نصبح مرئيين". وقد ازداد عدد اللاجئين في ألمانيا، في غضون ذلك، إلى حد أن من الصعب إغفالهم. فهل أنت مسرورة بهذا؟
ج/ لا، إنه ليس بالشيء الذي يبعث على السرور. فالناس لا يأتون إلى هنا للتسلية، وإنما لأنهم لا يمتلكون خياراً آخر. ويؤلمني أن أرى هذا العدد من الناس الآتين، حتى مع أطفالهم، والحاجيات القليلة التي استطاعوا حملها معهم. وحين أستلقي في الفراش ليلاً، أظل أتساءل أين ينامون، يا ترى ــ كم هناك منهم نائمون في العراء. إنه أمر يقلقتي حقاً. وقد قضيت سنةً في التحدث مع اللاجئين. وكنت أحياناً أصحبهم إلى المكاتب الحكومية وأتابع أمورهم، وأنا أشهد جوانب من حياتهم اليومية المضنية باستمرار.
س/ كيف يكتب الواحد روايةً انطلاقاً من تقرير واقعي عن قوانين اللجوء، والترخيص بالإقامة، وفرص العمل؟
ج/ حين أرى أشخاصاً في سن العشرين ومرغمين على قضاء سنوات من حيواتهم في الانتظار، فأنا لا أرى عندئذٍ المعاناة اليومية فقط، بل وأتساءل عن الكيفية التي ستكون عليها سيرة حياتهم لو استعدناها ، مثلاً، بعد خمسين عاماً من الآن. وكنت أسأل نفسي تُرى ما الذي أخذوه معهم من موطنهم، وما الذي يذكّرهم به.
و يهمني على الدوام كيف يتعاملون مع انتقالاتهم في الحياة: هل ما يعانيه هؤلاء الناس هنا هو الانتقال؟ أو هل هناك فرشة في مسكن اللاجئين؟ وأعتقد بأن المسائل الوجودية، كمسألة الهوية، أمر ضاغط في النفس. فمن تكونين حين تخسرين كل شيء كان في السابق يحدد معنى حياتك؟ الأسرة، الموقغ، العمل، المحيط، موطنك في الإجمال. من تكونين حين تأتين إلى هنا ويُنظر إليك فقط كلاجئة؟ فالناس لا يولدون في هذا العالم كلاجئين، و" اللاجئ " ليس مهنة.  
س/ يجد ريتشارد، الشخصية الرئيسة في كتابك، فجأةً وفرة من الوقت بعد تقاعده من عمله في الجامعة. فيقابل طالبي اللجوء الأفارقة، الذين ظلوا ينتظرون سنوات ليبدأوا أخيراً حيواتهم الجديدة، ويصبح مرتبطاً بهم. فروايتك تدور حول الوقت. فما المهم هكذا فيما يتعلق بالوقت؟
ج/ إننا جميعاً نسأل أنفسنا كيف سنكبر، وأية مراحل سنمر بها، ولماذا نحن في الأربعين نكون مختلفين تماماً عنا ونحن في العشرين. لقد تأملت على الدوام هذه التحولات في الحياة. فكم من كياننا ثابت وكم منه مضاف؟ إن الوقت شيء غريب جداً: إنه غير مادي، لا يمكنك أن تريه، ولديه الكثير مما يفعله مع الذاكرة. وأعتقد أحياناً في استعادتي لأحداث الماضي، بأن الأشياء ما تزال في حالة حركة.
س/ من الملاحظ أنه إضافةً لقصة لاجئي الحروب، فإن تاريخ ألمانيا الشرقية يظهر هنا وهناك في كتابك أيضاً. لماذا تريدين أن تحكي قصة ألمانيا بالإضافة لتلك المتعلقة باللاجئين؟
ج/ أعتقد بأن أولئك الذين من ألمانيا الشرقية السابقة في مقدمة أولئك الذين في الغرب في أنهم مروا للتو بتجربة تغيير في النظام الحاكم ورأوا السرعة التي يمكن أن يختفي بها النظام تماماً، من منظور ثقافي، واقتصادي، واجتماعي. لقد جربوا أولاً كيف أن أموراً كثيرة يمكن التعامل معها بشكل مختلف في فترة قصيرة كهذه.
كما أنهم عاشوا أيضاً شيئاً له علاقة بذلك في سياق اللاجئين. الحرية في السفر. ذلك يجعلك تفكرين كم المرء حر حقاً وكم يشكل الترحيب أو عدمه حافزاً للحرية. وفي غضون ذلك، يصل أناس يومياً من أنحاء أخرى من العالم، راغبون في التحرر من المتطرفين الدينيين، ومن الحرب، ومن المشقة. وهذه الأخيرة لا يمكن تقييمها، كما أعتقد، بصورة مختلفة لأن المشقة تهديد للحياة. فلماذا يكون تقييم دافعهم للحرية على نحو مختلف؟ أعتقد بأن أسئلة كهذه يمكن أن يجيب عليها شخص من ألمانيا السابقة بشكل مختلف عن شخص من الغرب.
 عن: The guardian

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً> "كِينْزُو تَانْغَا"

السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي

كلمة في أنطون تشيخوف بمناسبة مرور 165 عاما على ميلاده

تنويعات في الوضوح

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

مقالات ذات صلة

الحصيري في ثلاثة أزمنة
عام

الحصيري في ثلاثة أزمنة

زهير الجزائري معي في الصف حتى نهاية الدراسة الابتدائية صبي مميز في مكانه وهيأته واجتهاده. يجلس بوقار في منتصف الصف الأمامي. وهو الوحيد الذي بقي يرتدي دشداشة نظيفة مزررة حتى العنق. شفع له كونه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram