TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > يوسف لم يأكله الذئب

يوسف لم يأكله الذئب

نشر في: 16 أكتوبر, 2016: 09:01 م

هل تناهت  لأسماعكم صبوة فرد تنازل عن تاريخ مولده ، ليؤكد ان ميلاده كان يوم اعتلى خشبة المسرح  صبيا   يافعا ؟؟
ذلكم هو الفنان الراحل : يوسف  العاني .
………..
ماذا بوسع  ريشة  كقلمي المتواضع  ، ان تضيف  لونا جديدا على ما دبجته أقلام محبي يوسف العاني ورواده وتلامذته ومجايليه ومتابعي مسيرته منذ ولادته ، حتى تاريخ اعتلائه عرش المسرح ، ومن ثم مرضه ورحيله ؟
وماذا بوسع امرئ  فرد ، ان يقدم اكثر مما قدمه العاني خلال مسيرته الحافلة بالمباهج  والمنغصات ؟ ومنعطفات التاريخ ؟ . مذ كان يافعا وشابا ورجلا وكهلا ؟؟
………… يذكر مدونو سيرة العاني  أن أعماله السينمائية  والمسرحية جاوزت الخمسين عملا ، تأليفا ، وتمثيلا ، وإخراجا .
لم يطرق الوهن او الإسفاف ، او الفجاجة او الضحالة أياً من أعماله الخالدات ،، سواء في السينما ( سعيد أفندي ،، المنعطف ،، المسألة الكبرى ..إلخ ) او على  خشبة المسرح 🙁 مسمار جحا ، تموز يقرع الناقوس ، البيك والسايق ، بغداد الأزل بين  الجد والهزل ، النخلة والجيران ، رائحة القهوة .. إلخ ) بعضها فاز بجوائز تكريم عراقية وعربية .
لم يكن  مدّعيا ، فهو خريج كلية الحقوق - جامعة بغداد ، وهو ابرز مؤسسي فرقة المسرح الفني الحديث . شارك في العديد من المهرجانات الثقافية  داخل العراق وخارجه ، حاصدا الكم الوفير من الجوائز …… أتنقل بين المواقع لأحظى بالجديد والممتع في مسيرة المبدع العاني .. فأعثر على العطاء  الثر الذي ازدانت به مسيرته ، ولكن ابلغ ما توقفت عنده من  مشاهد موحية تستدر الدمع من المآقي ،:: تحلق نفر من محبيه  حوله وهو راقد  على سرير مرضه في المستشفى الأردني، يحاولون جاهدين جره للكلام . فكان لشدة وهنه يلتزم الصمت ويجيبهم بشبح بابتسامة ،، وما ان بدأوا  بنشيد موطني ، موطني …حتى رأيناه وقد فارقه الوهن وكللت ملامحه ابتسامة ، وإيقاع القلوب قبل الحناجر يصدح واطئا ، يتعالى :: موطني موطني .. الجمال والجلال والهناء والرجاء في رباك ، والحياة والنجاة في حماك . هل أراك سالما منعما …… لتنهمر الدموع الحبيسة من عيون  مفتوحة تاقت العودة للعراق متعافيا ، وعز عليها ان تعود إليه مسبلة الجفون ، مسربلة بالكفن .
# رحم الله العاني ، كان إرثه الباذخ واحة  نخل وأنهاراً ، في زمن  مُر أكل فيه الذئب كبد يوسف وأهله عنه لاهون !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram