هل تناهت لأسماعكم صبوة فرد تنازل عن تاريخ مولده ، ليؤكد ان ميلاده كان يوم اعتلى خشبة المسرح صبيا يافعا ؟؟
ذلكم هو الفنان الراحل : يوسف العاني .
………..
ماذا بوسع ريشة كقلمي المتواضع ، ان تضيف لونا جديدا على ما دبجته أقلام محبي يوسف العاني ورواده وتلامذته ومجايليه ومتابعي مسيرته منذ ولادته ، حتى تاريخ اعتلائه عرش المسرح ، ومن ثم مرضه ورحيله ؟
وماذا بوسع امرئ فرد ، ان يقدم اكثر مما قدمه العاني خلال مسيرته الحافلة بالمباهج والمنغصات ؟ ومنعطفات التاريخ ؟ . مذ كان يافعا وشابا ورجلا وكهلا ؟؟
………… يذكر مدونو سيرة العاني أن أعماله السينمائية والمسرحية جاوزت الخمسين عملا ، تأليفا ، وتمثيلا ، وإخراجا .
لم يطرق الوهن او الإسفاف ، او الفجاجة او الضحالة أياً من أعماله الخالدات ،، سواء في السينما ( سعيد أفندي ،، المنعطف ،، المسألة الكبرى ..إلخ ) او على خشبة المسرح 🙁 مسمار جحا ، تموز يقرع الناقوس ، البيك والسايق ، بغداد الأزل بين الجد والهزل ، النخلة والجيران ، رائحة القهوة .. إلخ ) بعضها فاز بجوائز تكريم عراقية وعربية .
لم يكن مدّعيا ، فهو خريج كلية الحقوق - جامعة بغداد ، وهو ابرز مؤسسي فرقة المسرح الفني الحديث . شارك في العديد من المهرجانات الثقافية داخل العراق وخارجه ، حاصدا الكم الوفير من الجوائز …… أتنقل بين المواقع لأحظى بالجديد والممتع في مسيرة المبدع العاني .. فأعثر على العطاء الثر الذي ازدانت به مسيرته ، ولكن ابلغ ما توقفت عنده من مشاهد موحية تستدر الدمع من المآقي ،:: تحلق نفر من محبيه حوله وهو راقد على سرير مرضه في المستشفى الأردني، يحاولون جاهدين جره للكلام . فكان لشدة وهنه يلتزم الصمت ويجيبهم بشبح بابتسامة ،، وما ان بدأوا بنشيد موطني ، موطني …حتى رأيناه وقد فارقه الوهن وكللت ملامحه ابتسامة ، وإيقاع القلوب قبل الحناجر يصدح واطئا ، يتعالى :: موطني موطني .. الجمال والجلال والهناء والرجاء في رباك ، والحياة والنجاة في حماك . هل أراك سالما منعما …… لتنهمر الدموع الحبيسة من عيون مفتوحة تاقت العودة للعراق متعافيا ، وعز عليها ان تعود إليه مسبلة الجفون ، مسربلة بالكفن .
# رحم الله العاني ، كان إرثه الباذخ واحة نخل وأنهاراً ، في زمن مُر أكل فيه الذئب كبد يوسف وأهله عنه لاهون !
يوسف لم يأكله الذئب
[post-views]
نشر في: 16 أكتوبر, 2016: 09:01 م