ali.H@almadapaper.net
بدأت معركة تحرير الموصل ، وستقرأ ما تقرأ، وتسمع ما تسمع، لكنّ اليقين الذي يجب أن نتحلى به جميعاً، إنّ أي إنجاز عسكري يتحقق في هذه المعركة ، تتضاءل أمامه كلّ خطب الساسة الطائفيين ،وإنّ الدماء التي اختلطت بين العرب والكرد في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي ، ستجعلنا جميعا نرفع شعار " فلندفن الحقد " ، سنكتبها على حيطان الموصل المحرَّرة ، وسنقولها لنساء ورجال وشباب نينوى ، وسنحوّل هذه العبارة إلى راية للحريّة والتعدّد والمحبّة ، وسيرفعها الجيش الذي لن يدافع بعد اليوم عن فشل الغرّاوي ، ولن يهتف باسم أي مختار لزمن فاسد.
اليوم وغداً سنرفع شعار، لندفن الحقد ، في وجه أذناب دولة الاستبداد، والسياسيّين الفاشلين الذين يحلمون أن يكون الجيش داعماً لهم للسيطرة على مؤسسات الدولة .
اليوم من حقّنا أن نفرح بجيش وطني يتصدّى لعصابات داعش ، وسنفرح به أكثر حين نجده يقف بوجه الميليشيات الطائفية وعصابات الجريمة المنظّمة التي انتشرت في مدن العراق، في هذه اللحظات علينا جميعا أن نقف احتراماً وتقديراً لكلّ جندي قرَّر أن يتصدّى لسرطان دولة الخليفة وعلينا أن نكشف زيف القادة الذين هربوا من ساحة المعركة .
منذ ثلاثة عشر عاماً ونحن نعيش بين فكّي جماعات إرهابية تتصوّر أنّها ستدخل الجنّة بعد أن تذبحنا، وساسة ومسؤولين فاسدين يتصوّرون أنهم حصلوا على مفاتيح الجنة الأرضية بعد جلوسهم على كرسيّ السلطة.
المؤكد الآن أنّ أحداث الموصل عام 2014 ، بمرارتها وكارثيّتها على جميع الصُّعد ، بقدر ما كانت هزيمة مُرّة ، إلّا أنّها مثّلت لحظة مهمة في تاريخنا ، حيث كانت سبباً مباشراً في ميلاد جيش عراقي جديد ، على يد عسكريين محترفين ، أجادوا مهنتهم وتفرّغوا لها فأبدعوا ، ليُديروا باقتدار ملحمة عسكريّة هي الأهمّ في السنوات
الاخيرة.
لكنَّ هذا الانتصار الخالد ربّما سيجرى خطفه وتسييسه ، على يد سياسيين يُصرّون على أن يُكتب تاريخ العراق ممزوجاً بأهوائهم الطائفية ، وسيحاول البعض أن يختزل النصر بأسماء وعناوين محدَّدة ، مثلما حاولوا من قبل طمس دور الجيش في معارك التحرير وخصوصا في تكريت وقبلها في ديالى، بحيث غابت صورة قادة عسكريين في العديد من صفحات التواصل الاجتماعي، فيما أصرَّت بعض الفضائيات أن تجعل من الجيش الرقم الثاني في المعركة.
هذه المعركة ملك للشعب بكلّ طوائفه ، لكلّ عراقي كان وما زال ولاؤه للعراق ، بعيداً عن الصراعات الطائفية والألوان الحزبيّة ، ملك للجندي الذي يحقّق المعجزات ، وهي أيضاً ملك للعراقي الذي تحمَّل وضحّى بأبنائه وآماله وأحلامه من أجل هذا اليوم .
سلاماً للموصل، ستنتصرين حتماً وننتصر معك على كلّ منتفعي السياسة وأُمراء الحروب وجرذان داعش، لأنّنا مصرّون على أن نتقاسم معكِ رغيف الحياة.
جميع التعليقات 1
مصطفى
بارك الله بالاقلام الحره الشريفه التي توحد الصف وتبني مجتمعا واعيا فوق الطائفيه والفئويه البغيضه وللقلم الشريف صوله مع اخيه الجندي والشرطي حين يشد على ازره والله الموفق