TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > سلاماً للموصل

سلاماً للموصل

نشر في: 17 أكتوبر, 2016: 06:58 م

ali.H@almadapaper.net

بدأت معركة تحرير الموصل ، وستقرأ ما تقرأ، وتسمع ما تسمع، لكنّ اليقين الذي يجب أن نتحلى به جميعاً، إنّ أي إنجاز عسكري يتحقق في هذه المعركة ، تتضاءل أمامه كلّ خطب الساسة الطائفيين ،وإنّ الدماء التي اختلطت بين العرب والكرد في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي ، ستجعلنا جميعا نرفع شعار " فلندفن الحقد " ، سنكتبها على حيطان الموصل المحرَّرة ، وسنقولها لنساء ورجال وشباب نينوى ، وسنحوّل هذه العبارة  إلى راية للحريّة والتعدّد والمحبّة ، وسيرفعها الجيش الذي لن يدافع بعد اليوم عن فشل الغرّاوي ، ولن يهتف باسم أي مختار لزمن فاسد.
اليوم وغداً سنرفع شعار، لندفن الحقد ، في وجه أذناب دولة الاستبداد،  والسياسيّين الفاشلين الذين يحلمون أن  يكون الجيش داعماً لهم للسيطرة على مؤسسات الدولة .  
اليوم من حقّنا أن نفرح  بجيش وطني  يتصدّى لعصابات داعش ، وسنفرح  به أكثر حين نجده يقف بوجه الميليشيات الطائفية وعصابات الجريمة المنظّمة التي انتشرت في مدن العراق، في هذه اللحظات علينا جميعا أن  نقف احتراماً وتقديراً لكلّ جندي قرَّر أن يتصدّى لسرطان دولة الخليفة   وعلينا أن نكشف زيف القادة  الذين هربوا من ساحة المعركة .
منذ ثلاثة عشر عاماً ونحن نعيش بين فكّي جماعات إرهابية تتصوّر أنّها ستدخل الجنّة بعد أن تذبحنا، وساسة ومسؤولين فاسدين يتصوّرون  أنهم حصلوا على مفاتيح الجنة الأرضية بعد جلوسهم على كرسيّ السلطة.
المؤكد الآن أنّ أحداث  الموصل عام 2014 ، بمرارتها وكارثيّتها على جميع الصُّعد ، بقدر ما كانت هزيمة مُرّة  ، إلّا أنّها مثّلت لحظة مهمة في تاريخنا ، حيث كانت سبباً مباشراً في ميلاد جيش عراقي جديد ، على يد عسكريين محترفين ، أجادوا مهنتهم وتفرّغوا لها فأبدعوا ، ليُديروا باقتدار  ملحمة عسكريّة هي الأهمّ  في السنوات
الاخيرة.
لكنَّ هذا الانتصار الخالد ربّما سيجرى خطفه وتسييسه ، على يد سياسيين يُصرّون  على أن يُكتب تاريخ العراق ممزوجاً بأهوائهم  الطائفية ، وسيحاول البعض أن يختزل النصر بأسماء وعناوين محدَّدة  ، مثلما حاولوا من قبل طمس دور الجيش في معارك التحرير وخصوصا في تكريت وقبلها في ديالى، بحيث غابت صورة قادة عسكريين في العديد من صفحات التواصل الاجتماعي، فيما أصرَّت بعض الفضائيات أن تجعل من الجيش الرقم الثاني في المعركة.
هذه المعركة  ملك للشعب بكلّ طوائفه ، لكلّ عراقي  كان وما زال ولاؤه للعراق ، بعيداً عن الصراعات الطائفية والألوان الحزبيّة ،  ملك للجندي  الذي يحقّق المعجزات  ، وهي أيضاً ملك للعراقي الذي تحمَّل وضحّى بأبنائه وآماله وأحلامه من أجل هذا اليوم .
سلاماً للموصل، ستنتصرين حتماً وننتصر معك على كلّ منتفعي السياسة وأُمراء الحروب وجرذان داعش، لأنّنا مصرّون على أن نتقاسم معكِ رغيف الحياة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. مصطفى

    بارك الله بالاقلام الحره الشريفه التي توحد الصف وتبني مجتمعا واعيا فوق الطائفيه والفئويه البغيضه وللقلم الشريف صوله مع اخيه الجندي والشرطي حين يشد على ازره والله الموفق

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram