الأنباء الواردة من الموصل تفيد بان فصيلا مسلحا يدعى "شباب المقاومة" شن هجمات استهدفت عناصر تنظيم داعش وتمكن من قتل اعداد منهم ، الانتفاضة امتدت الى مناطق اخرى متفرقة بالتزامن مع تنفيذ عملية عسكرية واسعة لاستعادة المدينة وتحريرها من مغتصبيها منذ حزيران عام 2014 .
مقابل هذا الموقف هناك ساسة يقيمون في العاصمة الاردنية عمان يدعون تمثيل المكون السني رفعوا اصواتهم للدفاع عن المدنيين ، على الرغم تجاهلهم المقصود لجرائم داعش بحق الايزيديين والمسيحيين ، فضلا عن المسلمين لرفضهم التعاون مع التنظيم ، بين موقف المنتفضين على داعش في الموصل ، ومحاولات التشكيك بقدراتهم على المشاركة مع القوات الامنية في انقاذهم من معاناة مريرة، ابدى من يدعي الدفاع عن العرب السنة في تحقيق حضور في المشهد السياسي بدعوى الدفاع عن المدنيين ، لعله يستطيع جني الارباح في مراهنة خاسرة .
سيطرة تنظيم داعش على محافظات نينوى ثم صلاح الدين والانبار منذ عام 2014 ، أثبتت فشل القوى السياسية الممثلة للمكون السني في العامل مع الاحداث الجسام لتخليها عن شارعها في وقت كان فيه بأمس الحاجة الى من يوفر له طريق العبور الى ملاذ آمن ، ومع بدء عمليات التحرير ، عاد من يجيد الوقوف في مقدمة الصفوف ليوجه رسالة الى النازحين في مخيماتهم بانه الوحيد القادر على اعادتهم لمناطق سكنهم واعمار مدنهم المدمرة.
انتفاضة الموصليين، وجهت صفعة لمن كان يريد للمدينة ان تبقى اسيرة بيد خاطفيها ،فمع انطلاق اول قذيفة مدفع استهدفت تجمعات التنظيم ، تبادل الشباب السجائر لينفثوا مع دخانها حزنا تراكم في صدورهم ، منذ فقد الموصليون إخوانهم من المسيحيين وابناء الاقليات الاخرى ، متوزعين بين المنافي او في مخيمات النزوح .
"الموصل تدخن " عنوان يحمل اشارة بليغة تؤكد ان الدواعش تركوا المدينة واتجهوا الى مواقع اخرى تلاحقهم ضربات طيران التحالف الدولي والعراقي . ما يرجح ضمان نجاح العملية العسكرية تعاون الاهالي مع القوات الامنية في تقديم معلومات دقيقة عن مراكز قيادة التنظيم فضلا عن مخازن الذخيرة ، والمنافذ المؤدية الى الأنفاق .
ضمان نجاح معركة الموصل يتطلب المزيد من التقارب بين القوى السياسية ،ببلورة موقف موحد يخدم المصالح الوطنية بعيدا عن المزايدات ، من خلال النظر الى جميع الفصائل المشاركة في عملية التحرير من زاوية دورها في تحقيق النصرالنهائي ، واعادة النازحين الى مناطق سكنهم ، واعتماد برنامج مصالحة لتفادي اندلاع ردود افعال انتقامية ، خصوصا ان محافظة نينوى شهدت جرائم ابادة بحق الاقليات، وانتهاكات لحقوق الانسان طالت النساء حتى والاطفال.
من اعتاد على إطلاق التصريحات على إيقاع الهجع، وحذر من فتح ملف سقوط الموصل حفاظا على ماء وجه ولي نعمته التوجه فوارا الى محافظة نينوى وبصحبته شاحنة محملة بالسجائر ليوزعها بين المدخنين ، ويتأكد من حقيقة ان الموصل منذ نكبتها في الرابع عشر من حزيران عام 2014 ستكون على موعد مع النصر ، الموصل تدخن ، والدواعش يحلقون اللحى.
الموصل .. تدخّن
[post-views]
نشر في: 18 أكتوبر, 2016: 09:01 م