TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > رجاءً ..تمثال الجواهري يُخجلنا

رجاءً ..تمثال الجواهري يُخجلنا

نشر في: 18 أكتوبر, 2016: 07:39 م

ali.H@almadapaper.net

تقام في معظم عواصم العالم نُصب لرموزها في الساحات العامة  تكريماً لهم ، وهذا الرمز هو الذي يعيد للأوطان توهجها ويربح لها حروبها ضد الظلم والاستغلال ،  تمضي الحكومات  وتبقى هذه النصب  شاهدة على تاريخها. ففي باريس لايزال فولتير يذكّرهم بسنوات التعصب وقيمة التسامح ، وفي برلين يجلس ماركس مستغرباً كيف استطاعت الرأسمالية ان تجعل  جميع الذين يعيشون على أراضيها  مواطنون متساوون بالحقوق والواجبات. فيما لندن  خرجت عن المألوف وأصر برلمانها ان يضع في ساحته الرئيسية تمثالا للمهاتما غاندي ، وأخبرنا رئيس وزراء بريطانيا آنذاك ، دافيد كاميرون  " ان الزعيم الهندي لا يزال مصدر إلهام وقوة كبيرين لنا". وأتمنى عليك وأنت تنتهي من قراءة الخبر، ان تعرف أنّ صاحب التمثال "غاندي" قاد اكبر ثورة في التاريخ ضد الاستعمار البريطاني وبفضله نالت الهند استقلالها عام 1947.
وكنا نأمل في بغداد بعد أن تسلمها قادة " ثوريّون " أن يدركو جيدا  ان طريق التغيير عُبِّد بتصميم ومثابرة وعمل ،  رموز هذا البلد ، الجواهري ، وغائب طعمة فرمان وأبو كاطع ، وجواد سليم ، وحقّي الشبلي الذين حلموا بعراق متطور .
اليوم كلما نشاهد بلدان العالم  تحتفل برموزها نتذكر مئات الرجال والنساء والاطفال الذين كتبوا  عنوان اليوم الوطني للعراق . وكنتُ مثل الكثيرين اعتقدتُ ذات يوم ان ساسة العراق سيقيمون صرحا كبيرا يجمعون فيه رفات كل الذين ماتوا في الغربة  وهم يحلمون بعراق آمن ومستقر،  لكنني للأسف كلما رأيت تمثال حقي الشبلي قرب المسرح الوطني وقبله تمثال جواد سليم ، واليوم تمثال الجواهري عند بوابة اتحاد الأُدباء ،  ألمح في عيون العراقيين علامات الاستغراب والاسى ، إنها تماثيل  تشعرنا بالخجل، تشعرنا أنّ  قصائد الجواهري  كانت رحلة عابرة في حياة العراقيين   ، إنها ياسادة وللاسف تشعرنا بالخجل،   هذه النصب التي تقزّم رموز العراق وتسخر منهم  ، فإذا الجواهري الممشوق القامة يغيب ، وبدلا من أن نقيم له نصباً بحجم قصائده ومواقفه ، يكون شاهدا على تاريخه ، نكتفي بكتلة من الحجر المشوه  !
عندما سجي جثمان الكاتب الروسي الشهير الكسندر سولجنستين في احدى قاعات الكرملين ،  لكي يلقي عليه التحية الاخيرة ألوف الروس، كان اشهر الذين أدوا التحية فلاديمير بوتين ، رموز البلدان ، لا موضع خلاف. فهم  الجزء الاهم من مجد الشعوب والبلدان .
كنا نتمنى ان نرى رئيس الجمهورية  مشاركا في تشييع فنان الشعب يوسف العاني  ، ونشاهده وهو  يلقي التحية الاخيرة على الرجل الذي ولد قبل الاحزاب السياسية  ، ولم يولد من رحم صراعات الاحزاب ، بل ولد فقط من رحم العراق .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. خليلو...

    دعك من بوتيننا ليتكور في القصر فهو أيضا من مخلوقات الصدفة ، زائدا الخلافات العائلية التي كان من نصيبها هذا الكرسي ، فلو كان سلفه عافاه الله في مكانه لكان اكرم من ڤلاديمير الذي الذي حيا جدث سولجنستين ....لماذا عراق ما بعد التحرير ترى فيه وضع غي

  2. رمزي الحيدر

    أتراهن معاك من بطل (...) إذا كان رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء أو من حواليهم إذا كانوا قد حضروا أحد عروض يوسف العاني .!.

  3. خليلو...

    يقول لامپروزو : إن المجرم يعرف من التكوين العظمي لوجهه ، فإذا كان ذلك الطلياني مصيبا في تنظيره السايكولوجي فسيكون مصيبا أيضا ( بفتح الياء والياء) ، لو أضاف اليه : كذلك الأغبياء من الناس يعرفون غباءه من ذلك التكوين الذي عرضته في صدر التعليق.. لا يظنن ظان

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram