كتب المناهج الدراسية لجميع المراحل معروضة في اسواق الشورجة وشارع المتنبي ، تباع باضعاف اسعارها، يستطيع من يدفع مبالغها توفيرها لأبنائه ،بعد ان عجزت وزارة التربية عن منح حصص مديرياتها في بغداد والمحافظات ، وتجاهلت الإجابة عن اسئلة تدور في أذهان أولياء الأمور حول وجود الكتب في الأسواق المحلية ؟ كيف وصلت الى الباعة بأعداد كبيرة ، من مصدر تعرفه وزارة التربية قبل غيرها .
قبل بدء العام الدراسي الجديد صرح كبار المسؤولين في الوزارة بانها ستتجاوز اخطاء العام السابق بتوفير الكتب للمراحل الدراسية كافة ، لكي تسير العملية التربوية بخطى سريعة مع مراعاة المواعيد الثابتة لإجراء الامتحانات . بعد مرور قرابة شهرمن العام الدراسي يواجه التلاميذ والطلبة مشكلة مستعصية ، اعترفت بها وزارة التربية واصدرت بيانا اكدت فيه فيه ان "النقص والتأخير في تجهيز المدارس بالكتب المدرسية يعود الى عدة اساب خارج ارادتها"، ولفت البيان الى ان من ينتقد الوزرة اليوم :" كان جزءا من المشكلة بتصويته على الموازنة" ، وتابع البيان ان " وزارة التربية ومنذ سنتين تعتمد العقود المؤجلة آجلة الدفع نتيجة عدم تسديد وزارة المالية الديون المستحقة للمطابع والتي ترددت في التقديم على عقود الطباعة هذه السنة ، لأنها لم تتسلم مستحقاتها من وزارة المالية من السنة السابقة ، وان لهذا الأمر تاثيره السلبي في عملية تجهيز الكتب المدرسية". انتهى نص بيان الوزارة من دون ذكر جملة "وليخسأ الخاسئون" لتوجهها الى من انتقد اداءها ، وتطالبه بالضغط على وزارة المالية لتسديد مستحقات اصحاب المطابع .
المشكلة خارج ارادة الوزارة ، والإرادة تعني القوة والثبات والشجاعة ، ما يدعو الى الاستغراب ان الوزارة حتى في سنوات الرخاء الاقتصادي ، بددت اموالها في اقامة دورات تطويرية للمعلمين والمدرسين في الخارج لاكتساب الخبرة في تدريس مناهج تم الغاؤها بقرار من القيادة الحكيمة .وزارة التربية حين تولى ادارتها وزراء ينتمون الى احزاب دينية ، وضعوا ستراتيجية تربوية جديدة تتلخص بالقضاء نهائيا على دروس التربية الفنية والنشيد والموسيقى ، فصلوا الاناث عن الذكور في المدارس الابتدائية لتفادي دخول الشيطان ، جعلت معاهد الفنون الجميلة خالية من المسارح والآلات الموسيقية، اما النحت والرسم فكانا من وجهة نظر بعض المسؤولين والمستشارين من الكبائر.
مشكلة تجهيز المدارس بالكتب تقع خارج ارادة وزارة التربية ، اما وجودها في الأسواق المحلية فيحتاج الى دليل لمحاسبة من قام بتسريبها وعرضها في بسطيات الشورجة . التربية رمت الكرة في مرمى وزارة المالية ، وتجاهلت اطلاق دعوة موجهة الى اولياء امور الطلبة لتنظيم تظاهرة امام مبنى المالية لعلها تحفز المشاعر الوطنية لدى مسؤولي الوزارة ، ويطلقون حصة التربية من موازنة العام الحالي.
الارادة بحسابات علم الفيزياء يمكن قياس قوتها بالحصان ، الوزارات العراقية ونتيجة الأزمة المالية فقدت ارادتها فماعادت تستطيع الإيفاء بالتزاماتها بعد ان كانت قوة الواحدة منها 5 حصان في سنوات الموازنات
الانفجارية .
وزارة 5 حصان
[post-views]
نشر في: 19 أكتوبر, 2016: 09:01 م