اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ورد إلينــا: التلوث فـي دجلة مصدر آخر للموت

ورد إلينــا: التلوث فـي دجلة مصدر آخر للموت

نشر في: 24 أكتوبر, 2016: 12:01 ص

لايمكن ذكر بغداد دون ذكره، فهو دجلة الخير الذي تغزّل به الجواهري بقصيدته الشهيرة (يادجلة الخير ياأم البساتين). دجلة الذي يشطر بغداد كرخها ورصافتها، دجلة الذي ينعش الذاكرة البغدادية بالأماسي والاحتفالات وشموع خضر الياس، دجلة الذي طالما رفد المائدة الع

لايمكن ذكر بغداد دون ذكره، فهو دجلة الخير الذي تغزّل به الجواهري بقصيدته الشهيرة (يادجلة الخير ياأم البساتين). دجلة الذي يشطر بغداد كرخها ورصافتها، دجلة الذي ينعش الذاكرة البغدادية بالأماسي والاحتفالات وشموع خضر الياس، دجلة الذي طالما رفد المائدة العراقية بالأسماك، دجلة الذي يهب الحياة لمئات البساتين والمزارع ان كان في بغداد او محيطها، دجلة اليوم يشكو حاله لكن ما من مجيب، دجلة اليوم مهدد بنسب عالية جدا من التلوث الذي يهدد حياة الانسان والنبات والحيوان، والسبب ضعف شبكات المجاري في العاصمة بغداد ما يؤدي إلى تسرب مياه الصرف الصحي الى النهر الذي تحولت ضفافه إلى مكبات للنفايات والأزبال سواء من قبل المواطنين او الجهات المسؤولة عن قطاع النظافة، ما رفع من تلوث مياه النهر وعرّض الكثيرين إلى أمراض معوية خطيرة، فضلا عن تهديد الثروة السمكية. ووفق تقارير بيئية يُطرح سنويا في نهر دجلة أكثر من مليار متر مكعب من مياه المبازل ومخلفات المصانع التي تستخدم المواد الكيميائية السامة اضافة الى المخلفات الطبية. كما تشير هذه التقارير إلى أن 42 ألف لتر ترمى في مياه النهر كل ثانية، اذ يتسبب كل لتر منها في تلويث أربع لترات نظيفة من المياه التي يمكن استخدامها في مجالات اخرى.
وزارتا الصحة والبيئة ترميان باللوم والتهم على امانة العاصمة وتحملانها مسؤولية التلوث من خلال فتح مجاري مياه الصرف الصحي دون معالجتها خلافاً للقوانين النافذة، فيما تعلل الأمانة السبب بقدم محطات المعالجة وعدم مواكبتها للنمو السكاني. في الآونة الأخيرة ازدادت نسب التلوث في نهر دجلة بحيث فاقت المحددات المسموح بها عالمياً حتى دق جرس الانذار محذرا من كارثة بيئية بوجود اكثر من مليون لتر مكعب من مخلفات الصرف الصحي ترمى الى النهر مباشرة من خطوط المجاري بسبب عطل معظم محطات المعالجة وقدم بعضها وعملها بطاقات استيعابية متدنية لاتتماشى مع حجم التصريف اليومي. اضافة لذلك يوجد قرابة 44 نشاطا وفعالية حكومية ترمي مخلفاتها الضارة في نهر دجلة ولاتلتزم اداراتها بالقوانين البيئية النافذة رغم المفاتحات والمخاطبات، الامر الذي سبب تصاعد معدلات الملوثات البايولوجية والكيميائية والفيزيائية والتي تصعب منها في كثير من الأحيان اعمال التصفية والتنقية.
آخر البحوث الطبية في العراق نصت على أن معظم الأمراض السرطانية لها علاقة مباشرة بتناول المياه الملوثة، التي مصدرها الأنهر، خاصة نهر دجلة، بالإضافة إلى الأراضي المشبعة باليورانيوم التي تنقل ملوثاتها إلى النهر من خلال الأمطار، والأوراق المشبعة باليورانيوم أيضاً المنتشرة على ضفاف النهر، كما ترمى يومياً كميات كبيرة من مخلفات المعامل الصناعية والمستشفيات في دجلة واغلبها محمل بمواد مسرطنة او بقايا العلاجات للأمراض السرطانية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بسبب الحروب.. الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية

اعتقال "داعشي" في العامرية

التخطيط تبين أنواع المسافرين العراقيين وتؤكد: من الصعب شمول "الدائميين" منهم بتعداد 2024

هروب امرأة من سجن الاصلاح في السليمانية

وفاة نائب عراقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram