اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الرئيس معصوم صامت.. هل هذا جيد ؟!

الرئيس معصوم صامت.. هل هذا جيد ؟!

نشر في: 23 أكتوبر, 2016: 06:51 م

كتب رئيس  الجمهورية فؤاد معصوم في مقال نشر يوم 5 أيلول 2016  :" إن أبرز مشاكل الدولة العراقية أنّ السياسيين يستثمرون خوف الناس بدلا من ان يعملوا على تحرير الناس من هذا الخوف  والمضي بالمسار الديمقراطي على أسس المواطنة التي تكفل حقوق الجميع بتنوعهم واختلافاتهم المذهبية والدينية والقومية والسياسية" .كتبها ، وكأنه يخاطب سياسيين لايراهم كلّ يوم ويجلس معهم .
بالأمس تساءل الكثير من الكتّاب والنشطاء المدنيين : ما هو موقف رئيس الجمهورية من مهزلة محمود الحسن الذي يريد ان يحوّل العراق إلى مزرعة خلفية لإيران !  البعض قال إنه منذ زمن لايعرف نوايا الرئيس ، فيما آخرون أكدوا أنّ كلّ كلمة تخرج من الرئيس في هذا الوقت مهمة لطمأنة المكونات الأخرى التي كفل لها الدستور، مثلما كفل لنا جميعا أن نتمتع بحرياتنا الشخصية ، ومنعَ بل وجرّمَ انتهاكها ، فيما آخرون سخروا من محاولة البعض استنهاض " همّة " الرئيس الذي يبدو في الآونة الاخيرة ، كأنه يعيش على مسافة بعيدة من هموم المواطن العراقي ،
حسناً الرئيس صامت ، لايريد أن يجرح " شعور " البرلمان ، أو يتدخل في سلطاته التشريعية ، الرئيس لايريد أن يُصبح فوق القانون ، هل هذا جيد؟   قبل أن نحاول البحث عن إجابات لتلك الأسئلة، قد يكون هناك سؤال مهم : هل المطلوب من الرئيس أن يظل صامتاً ، أمام قرارات " بهلوانية " يراد منها تغيير هوية العراق ،  وجرّه إلى كهوف الظلام ، أم من الأفضل ألا يصمت ويتصرف كحامي للدستور ؟ ربما سيقول البعض إن الرئيس معصوم لايريد أن يثير غضب أو زعل الأحزاب الدينية التي يرتبط معها بعلاقات ودّ ومصالح مشتركة ، لكن ياسادة مصلحة العراق لايمكن أن تقارن بمصلحة حزب،أو برضا سياسي مهما علا شأنه أو كبر .
تعالوا إذن لنناقش المسألة عموماً في ضوء تجربتنا مع الرئيس فؤاد معصوم ، لنقل له بصوت واضح ياسيدي لانحتاج  لرئيس يصمت طوال الوقت، وأيضاً لا نحتاج لرئيس لا يرى أن البعض من " أحبابه " من رؤساء الكتل يريدون إفراغ البلاد من المسيحيين والإيزيديين والصابئة ، وتحويل العراق الى إمارة يتحكّم بها داعية  شيعي  يعاونه مرشد إخواني    ، الأصل أن يتحدث الرئيس إلى العراقيين ويطمئنهم ، لأنّه من المفترض أنه رئيس للمسيحيين ، مثلما هو رئيس للمسلمين ، إلا إذا كان يؤمن أننا نسير في طريق تأسيس إمارة إسلامية ،يدفع فيها غير المسلمين الجزية الى ديوان الرئاسة، لكن يبدو أنه لا يهتم  بما سيكتبه التاريخ عنه مصحوباً بشهادات عن ملايين المهجّرين وآلاف الضحايا  الذين لم يحرّكوا ساكناً له ، وربما يعتقد أنه قادر على أن يوازن المسألة بجلسة  " اجتماع وطني" يخبرنا في نهايتها ، أنّ في الطريق مسلسل جديد أكثر تشويقاً ،هو منع الاختلاط في الجامعات ، وتشريع قانون زواج القاصرات ، ورغم كل ذلك سيظل الرئيس صامتاً !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. محمد سعيد

    رجل بوغت في عراق ضاعت فيه المقاييس والاحكام والمعايير الحقه في اختبار المراكز العليا مثل رئيس جمهوريه وغيرها , ويبدو انه لا يزال لا يتصور كيف وافقت هذه الطبقة السياسية العليا في العراق ان يختاروه رئيس جمهوريتهم في صدفه من زمن ضائع . انه

  2. خليلو...

    القطبان الشيعي والكوردي ، صامتان ولسان حالهما يقول : لا رأي لمن لا يطاع !

يحدث الآن

اسعار الدولار تنخفض في بغداد واربيل مع الاغلاق

اقتصادي: ارتفاع صرف الدولار لا يؤثر على المواطن البسيط

مناظرة بين ترامب وهاريس على الهواء مباشرة في هذا الموعد

مدرب لايبزيج يوجه رسالة إلى برشلونة بشأن أولمو

وزارة العمل تطلق منظومة "ضمان" الرقمية الخاصة بالتقاعد الاختياري

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram