(2 - 2)
أفادت مصادرنا بمعلومات جديدة بشأن ما بعد التحكيم بين الإمام علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، إثر معركة صفين وحسم الخلافة، ذلك أن معاوية غدر بممثله الشخصي عمرو بن العاص، لأن الثاني عدل عن رأيه في تثبيت معاوية، وله أن يختار من يشاء.
أخبرنا مصدر موثوق هو أبو الحسن المسعودي، قال: "إن معاوية اضطر إلى لقاء بن العاص بعد ان رفض هذا الذهاب إليه، فجمع خاصته ومواليه وأهله، مع طعام كثير وأحكم خطة تنم عن دهاء وحيلة مفادها أن اتفق مع أصحابه أن يتركوا أصحاب عمرو يأكلون قبلهم حتى إذا قام أحدهم يجلس آخر من أصحاب معاوية، وهكذا سار الأمر حتى إذا اكتمل النصاب أمر معاوية بإغلاق الباب، فقال عمرو: فعلتها؟ فرد معاوية: إي والله، بيني وبينك أمران فاختر أيهما شئت: البيعةُ لي أو أقتلك! ليس والله غيرهما. قال عمرو: لي ولاية مصر إذن. اجابه معاوية: هي لك ما عشت. فاستوثق كل منهما من صاحبه، وأحضر معاوية الخواص من أهل الشام ومنع أن يدخل معهم أحد من حاشية عمرو، فقال عمرو: رأيت أن أبايع معاوية، فلم أر أحداً أقوى على هذا الأمر منه، فبايعه أهل الشام لينصرف معاوية إلى منزله خليفةً".
وأضاف المسعودي: "أن عليّاً كان يدرك، منذ بدء لعبة التحكيم أنها دسيسة وما رفع المصاحف أثناء القتال إلا ابتزاز مخادع، وأن عليّاً قال بعدما بلغه من أمر أبي موسى وابن العاص: إني كنت تقدمت إليكم في هذه الحكومة (التحكيم) ونهيتكم عنها فأبيتم إلا عصياني، فكيف رأيتم عاقبة أمركم إذ أبيتم عليَّ؟ والله، إني لأعرف من حملكم على خلافي والترك لأمري، ولو أشاء أخذه لفعلت".
هذا وكانت حرب صفين قد انتهت بعد رفع المصاحف وصار الأمر إلى المفاوضات.
وكانت معركة ضروس نشبت بين جيش الإمام علي بن أبي طالب، رابع خلفاء المسلمين، وجيش معاوية بن أبي سفيان في (صفين) وهو موقع بين بين الشام والعراق، وذلك في الأول من صفر عام 37 هجرية، إذ لم يؤرخ في ذلك الزمن وفق التقويم الميلادي.
وقال شهود عيان إن الإمام علي حاول أن يقيم الحجّة على معاوية ـ والي الشام ـ وأصحابه بأسلوب الحوار والموعظة الحسنة، حقناً لدماء المسلمين ووأد الفتنة، وتلك المحاولات لم تجد آذاناً صاغية عند معاوية، لكن هذه المعلومات لم تثبتها مصادر مستقلة.
وقالت المصادر: جهّز معاوية جيشاً عديده (130) ألف مقاتل من الشاميين، وجهّز الإمام علي جيشاً عديده (135) ألف مقاتل من الكوفيين، منهم (100) مقاتل ممّن قاتل مع رسول الله (ص) في معركة بدر الكبرى، كعمّار بن ياسر وحزيمة بن ثابت وسعد بن قيس وعبد الله بن عباس وغيرهم.
وأضاف الشهود: سعى الإمام علي لإصلاح الموقف بالوسائل السلمية، فبعث أوّلاً بوفد ثلاثي إلى معاوية يذكّره الله، ويدعوه إلى التقوى والورع، فكان جواب معاوية: ليس عندي إلاّ السيف.
ثمّ دعا الإمام علي معاوية إلى المبارزة، حقناً لدماء الآخرين، ولكن معاوية رفض خشية على نفسه من بطشة الإمام.
مكر معاوية وغدره بعد تحكيم صفّين
[post-views]
نشر في: 24 أكتوبر, 2016: 09:01 م