TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > فرِّق تسد !

فرِّق تسد !

نشر في: 26 أكتوبر, 2016: 09:01 م

٢—٢

بديهة لا بد من إستحضارها ، كلما ساد هرج ومرج في المجتمع ، او تفشى فساد بين  أفراده ، او  تسيّد  ظلم بينهم ، من سمت الرآس إلى أخمص القدمين ، وبالعكس .
البديهة التي تنتحل شكل سؤال ملح : ما  دور المثقف في رأب الصدع ورتق الشق في المجتمع ؟ هل يكفي ان يُؤلِّف كتابا فنطازيا او يدبج مقالا في صحيفة محلية او يُنشئ قصيدة  عادية في ديوان أو يتهندم بلباس مميز لأرقى بيوت  الأزياء  او..؟  
في يقيني - المتواضع - دور المثقف  اسمى  وأنبل من كل ما مر  اْعلاه ، مهمة المثقف بالدرجة الأولى ( التوعية ) من آخطار محدقة  يراها ويشم شياط نيرانها قبل غيره من البشر .
هكذا شهدنا  ولمسنا ديدن المثقفين في الأقطار الني يتهددها وباء الإحتراب ، عربيا وعالميا ، ماضيا وحاضرا ، والوقائع  اكثر من ان يحصيها مقال.
ما مهمة المثقفين في بلدي  المهدد بالهدم والتمزيق شلوا ، شلوا ، لتوزيعه  كما لحوم الأضاحي ؟ المصيبة الكبرى : إننا نعرفهم ولا نعرف اياً منهم . فما من مستفيد ظاهر في اللعبة . بعد ان تعددت الأقنغة  وتنوعت  الأجندات وصعب  التمييز بين الفاعل والمفعول  بـه .
مهمة المثقف الحقيقي في هذي الحقبة من تاريخ العراق تتجلى في التصدي لمحارلات  البعض في توسيع الشق بدل رتقه ، والتي يزاولها  اللاعبون الكبار . حتى قبل ان يدرك نتائجها الوخيمة صغار اللاعبين .
في مقدمة القائمة الفاجعة . إثارة نعرات ، وإحياء خصومات قديمة مرت عليها حقب تجاوزت الألف عام . وإلا ، كيف نفسر  هذا العدد المخيف من الكيانات الطائفية والدينية والعرقية والمذهبية  والقومية ، والتي تتوالد وتنشطر ، لتتوالد ثانية وتنشطر …..
أضم صوتي لأصوات حكيمة عاقلة ، تدعو لتشكيل نواة لتجمع إنساني محض . عابرا لحواجز  الدين والقومية  والطائفية والعرقية ، منبهاً لـ —أضاليل — الساسة . متجاوزاً مغانم بعض السياسيين .. كيان لا يثير ضغائن ، ولا يؤجج نيرانا  طآئفية خامدة .
هذا حلم صعب التحقيق . أدري ، لكنه غير مستحيل لو حسنت النية ، وتضافرت  الجهود . أليست الأحداث الإنسانية  العظمى نتيجة حلم ـ إنساني الهدف— راود النخبة .. و تحقق؟
………….
مَن يجرؤ على إعلان ولادة كيان  جديد : أمه  الإنسانية  ، وأبوه الوطن ؟
لو …. فأنا اول المنتمين . وفي مقدمة الداعمين !  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ناظر لطيف

    شكرا لك، هل بالأمكان اليوم مثل هذا الحلم النبيل في كل هذه الفوضى الطائفية وهذا الكم الهائل من السلاح والمليشيات؟

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: صنع في العراق

 علي حسين اخبرنا الشيخ همام حمودي" مشكورا " ان العراقي يعيش حاله من الرفاهيه يلبس أرقى الملابس وعنده نقال ايفون وراتبه جيد جدآ ، فماذا يحتاج بعد كل هذه الرفاهية. وجميل أن تتزامن...
علي حسين

قناطر: في البصرة.. هذا الكعك من ذاك العجين

طالب عبد العزيز كل ما تتعرض له الحياة السياسية من هزات في العراق نتيجة حتمية لعملية خاطئة، لم تبن على وفق برامج وخطط العمل السياسي؛ بمفهومه المتعارف عليه في الدول الديمقراطية، كقواعد وأسس علمية....
طالب عبد العزيز

تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.. من يكون رئيس الوزراء؟

إياد العنبر يخبرنا التراث الفكري الإسلامي بأن التنظير للسلطة السياسية يبدأ بسؤال مَن يحكم؟ وليس كيف يحكم؟ ولعلَّ تفسير ذلك يعود لسؤالٍ مأزومٍ في الفقه السياسي الإسلامي، إذ نجد أن مقالات الإسلاميين تبدأ بمناقشة...
اياد العنبر

هل الكاتب مرآةً كاشفة للحقيقة؟

عبد الكريم البليخ لم يكن الكاتب، في جوهره، مجرد ناسخ أو راوٍ، بل كان شاهداً. الشاهد على لحظةٍ تاريخية، على مأساةٍ إنسانية، على حلمٍ جماعي، وعلى جرحٍ فردي. والكاتب الحقيقي، عبر العصور، هو ذاك...
عبد الكريم البليخ
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram