يحتفي اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية "أنوك" في الخامس عشر من تشرين الثاني المقبل بالرياضيين والرياضيات المبدعين وأحسن منتخبين للرجال والسيدات وأكفأ اللجان الأولمبية وأفضل مُلهم للحركة الأولمبية العالمية والمتميز بإنجازه مدى الحياة في ليلة تكريم البارزين ضمن منافسات دورة ألعاب ريو، ودلالات هذا الإحتفاء كبيرة وعظيمة لمن أجزل في العطاء والعروض وأهدى بلاده ألمع الميداليات مُكافئاً نفسه على ما بذله من جهد ومعبّراً عن منتهى الإخلاص لمهمته.
مناسبة كهذه تأتي على هامش اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد اللجان الأولمبية الوطنية في العاصمة القطرية الدوحة تستحق التأمل فيها، فهو انجاز ثانٍ للرياضي والرياضية ولمنتخب البلد والشخصية المؤثرة وصاحب المُنجز المتميز، أمام ضيوف الحفل من جميع البلدان وملايين المشاهدين والمتابعين من مختلف قطاعات المجتمعات الرياضية وغيرها، لابد أن تثير الحماسة لدى جميع الرياضيين بمن فيهم من خابت توقعاتهم وخرجوا نادمين نتيجة خطأ حساباتهم وعدم الإستعداد الجيد لريو وتأثير إرهاصات البيئة على نفوس الرياضيين لاسيما إذا كانت بلاده تعيش ظروف حرب وقهر وخطر يقضُّ مضجع المواطن البسيط فما بالك بالرياضي المطالب أن يكون جاهزاً نفسياً وبدنياً ؟!
بما أن جوائز "أنوك" 2016 أعلنت عن عناوين مستحقيها المبدعين ممن شاركوا في أولمبياد ريو وما حققوه من نتائج مهمة على صعيد الألعاب المختلفة من دون التسمية الصريحة باسمائهم كون لجنة التحكيم واجهت صعوبات في الحسم حسب بيان "أنوك" فالغلبة في حسم الأفضل ليس بالضرورة يَحتكم الى نتائجه لأنه استحقَّ لقبه في أوج المنافسة، إنما يعي اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية أهمية الاحتفاء بطبيعة المشاركة نفسها واجتياز المطبات والمعوّقات التي لم تثنِ الرياضي عن مواصلة مسيره نحو المجد الأولمبي في البرازيل.
ما يعنينا هنا تذكير رئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية أحمد الفهد بحديثه أمس الأول "نحن ننظر بعين الأهمية دائماً إلى جوائز أنوك لأنها توفّر لنا فرصة لمنح الاتحادات الأولمبية ولاعبيهم التقدير الذي يستحقونه" ومن ثنايا هذا الإقرار يكون المنتخب الأولمبي العراقي ممثل عرب آسيا الوحيد في مسابقة كرة القدم محط تقدير هو أيضاً لما تمثله مشاركته في العام نفسه بين جموع الرياضيين من مختلف العالم الذين تابعوا الثقة والإصرار في عيون فرسان بلاد الرافدين أثناء طابور عرض الافتتاح وهم قادمون من أرض أبتلاها القدر أن تكون ساتر الدفاع الأول عن حضارة وانسانية الشعوب في جميع الأزمنة ولم تزل تنزف الدماء انهاراً من أجل الحرية والأمان وهما سر شعور الانسان بجدارته في مقاومة كل التحديات بهدف النجاح.
لهذا جاءت مشاركة الليوث استثنائية من بين جميع الفرق وتمكن المنتخب من إحراج المُضيف وبطل المسابقة "البرازيل" في الدور الأول ولم يخسر أية مباراة وقدم عرضاً لافتاً أبهر مراقبي المجاميع، ويكفي أن كبريات الصحف البرازيلية وجدت مقاربة واقعية لألم التعادل مع العراق باستعادة فضيحة السباعية أمام الألمان في نصف نهائي المونديال الذي أُقيم على أرضهم قبل عامين، وليس هذا فحسب، بل طالبت الجماهير بسحب شارة الكابتن من القائد نيمار لإخفاقه في تلك المباراة.
لم يعد مفهوم الرياضة الأولمبية حصراً بمحددات الأسرع والأعلى والأقوى في ساحة التحدي كما هو متعارف، فهناك الإرادة الوجدانية للرياضي البطل، تحد تطلعاته بعض الظروف القاسية ، لكنه لا يستسلم ويعطي الدروس لأسرة "أنوك" أن رأسه يبقى مرفوعاً لهيبة العلم واحترام العالم.
"أنوك" ورياضيو الحروب
[post-views]
نشر في: 29 أكتوبر, 2016: 04:45 م