اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الطيور المهاجرة تهرب من الصقيع لتسقط في شباك الصيادين

الطيور المهاجرة تهرب من الصقيع لتسقط في شباك الصيادين

نشر في: 1 نوفمبر, 2016: 12:01 ص

رحلة طويلة تقطع فيها الطيور مسافات شاسعة وتمر في سماء بلدان عدة كي تحط رحالها في اهوار العراق الدافئة باحثة عن الامان والهدوء وسط عوالم القصب والبردي. لكنها ما ان تستقر حتى تسقط في فخاخ الصيادين او تكون عرضة لنيران بنادقهم التي غالبا ما تخطئ، خاصة ال

رحلة طويلة تقطع فيها الطيور مسافات شاسعة وتمر في سماء بلدان عدة كي تحط رحالها في اهوار العراق الدافئة باحثة عن الامان والهدوء وسط عوالم القصب والبردي. لكنها ما ان تستقر حتى تسقط في فخاخ الصيادين او تكون عرضة لنيران بنادقهم التي غالبا ما تخطئ، خاصة الطيور تتحول الى وجبات على موائد بعض العوائل ان كانت التي تشترى او التي تصطاد، الا ان المحير هو تعرض طائر الفلامنغو للصيد هو الآخر، رغم ان لحمه لايؤكل ولا يصلح ان يكون طير زينة او يربى في البيوت. لكن البعض من الصيادين مصرّ على تهجير هذا الطير او رفض هجرته الى حيث الاهوار العراقية التي يراد لها ان تزدهر خاصة بعد دخولها لائحة التراث العالمية واعتبارها محمية طبييعة حسب الجلسة 13 لمجلس الوزراء لعام 2013 لكن للاسف لم يعمل باي قانون يمنع الصيد الجائر للطيور المهاجرة.  

الطيور المهاجرة تهجر العراق!
البط الصيني والخضيري الروسي يحتلان المراتب الاولى في سلم الطيور المهاجرة نحو العراق تأتي بعدهما انواع اخرى مثل الحرة، الحذاف، دجاج الماء، الكوشر، البربشمن.
يقول بائع الطيور محمد الحميدواي: لم يتبقّ الكثير من الطيور المهاجرة في الأهوار بسبب المخاطر التي تواجهها. موضحا: انه يقوم بشراء انواع عديدة من الطيور منها ما يعرض حيا واخر يباع ميتا لبعض الزبائن. مردفا: ان هذا الموسم يعد شحيحا نوعا ما بالصيد بسبب قلة الطيور المهاجرة التي غيرت اتجاهها الى اماكن اخرى اكثر امنا.
واضاف الحميدواي: ان بعض الصيادين يستخدمون طرقا غير مرخصة بالصيد تسبب الضرر الذي تلحقه بالطيور. متابعا: كما ان العديد من الصيادين لايحملون رخصة رسمية من الدولة لممارسة مهنة او هوية الصيد وبالتالي عليهم الالتزام بالشروط التي سيتوجب وفقها منحهم الاجازة. داعيا: الى اهمية حماية التنوع الاحيائي في الاهوار والمحافظة على هجرة الطيور.

طيور مهددة بالانقراض
بسبب عمليات الصيد الجائر المخالف للقانون والتي تتعرض لها الطيور المهاجرة، يوضح مدير عام دائرة التوعية والإعلام البيئي أمير علي الحسون في بيان صحافي اطلعت عليه (المدى): إن شرطة ذي قار وضعت آلية مناسبة بالتنسيق مع الحكومة المحلية في المحافظة منعت بموجبها صيد الطيور المهاجرة الوافدة إلى اهوار المحافظة لما تتميز به من غناها وتنوعها الاحيائي ما يجعلها مستوطنات ومحميات طبيعية للكثير من والطيور والحيوانات المهدد بالانقراض. مضيفا: إن مديرية شرطة ذي قار طالبت بتفعيل القوانين الخاصة التي تهتم بتنظيم عمليات الصيد، وتسيير دوريات تراقب تنفيذ القرار ودعوة المؤسسات الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني والناشطين من المختصين بالشأن البيئي لعقد الندوات ونشر وتعزيز الوعي البيئي وتوضيح أهمية الحفاظ على الطيور المهاجرة وخصوصا المهددة بالانقراض بما يتناسب وحجم المسؤولية التي تترتب على إدراج الاهوار العراقية ضمن اللائحة الدولية لليونسكو.

محاسبة الصيادين وتغريم المخالف
ينص قانون حماية الحيوانات البرية العراقي لسنة 2010، على أنها ثروة وطنية على المواطنين والجهات الرسمية حمايتها وتجنب إيذائها أو الاعتداء عليها ولا يجوز صيدها إلا لأغراض التجارب العلمية بعد الحصول على الموافقات الأصولية. بهذا الشان نفذت قيادة الشرطة في محافظة ذي قار حملة أمنية لمنع الصيد الجائر للطيور المهاجرة نظراً لتأثيرها السلبي في إدراج الأهوار على لائحة التراث العالمي. وقال قائد الشرطة حسن الزبيدي في حديث صحفي إن القوات نفذت حملة أمنية في مناطق الأهوار لوقف عمليات الصيد الجائر بحق الطيور المهاجرة التي تستقر في المحافظة، ويسعى الصيادون إلى صيدها على رغم القرارات الحكومية منع ذلك في بعض المواسم. مضيفا: أن الأجهزة الأمنية في المحافظة أولت هذا الموضوع أولوية قصوى هذا العام، بسبب انضمام الأهوار إلى لائحة التراث العالمي، وهذا يعني أن هذه المخالفات ستكون مرصودة أكثر من السابق، وبالتالي تؤثر في موقف العراق باستمرار بقاء المنطقة ضمن الرعاية العالمية.
وتابع الزبيدي: ان الشرطة ستتخذ إجراءات رادعة وستفرض غرامات فضلاً عن العقوبات التي تطول الصياد الذي يخرق القانون، إضافة إلى أن الحملة تتضمن مراقبة عملية الصيد وفق السياقات المسموح بها، حيث ستقوم الدوريات بالتأكد من سلامة الصيادين، فضلاً عن التدقيق الرخص في هذه المناطق التي تشهد الكثير من الخروق.

الرقابة العالمية على الأهوار
بما ان العراق يعد واحدا من اكبر واهم المناطق الرطبة في العالم وان إدراجه ضمن لائحة اليونسكو يساهم في عمليات المحافظة على الأهوار وتطويرها بالشكل الذي يتناسب وأهميتها العالمية، والتي تتطلب المحافظة على التنوع الاحيائي. قد ذكر مدير بيئة محافظة ذي قار محسن عزيز إن الدوائر المعنية بحماية البيئة عقدت اجتماعات مع الأجهزة الأمنية بهدف تنفيذ هذه الحملة لكون العراق ما زال ضمن الرقابة العالمية على تنفيذ آليات وشروط اليونسكو لانضمام الأهوار للائحة التراث العالمي هذا العام، ولا بد من مراعاة شروط المنظمة العالمية كافة في هذا المجال. مضيفا: أن الكثير من أسراب الطيور القادمة من المناطق الباردة في العالم مثل روسيا والقطب المتجمد، تصل إلى أهوار العراق بحثا عن الدفء، إلا أن بعض الصيادين يستغلون ذلك، بل ويخططون لهذا الموسم بالذات بهدف صيد هذه الطيور التي يعتبر بعضها نادراً، للاستفادة منها بالتجارة. لافتا الى: أن المحافظة وبعد أن تناولت بعض وسائل الإعلام فضلاً عن مواقع التواصل الاجتماعي هذا الملف، شرعت بتنفيذ حملة أمنية للقضاء على هذه الظاهرة المخالفة للقانون.

موسم استقبال الطيور
خسرت الأهوار خلال الأعوام الماضية العديد من أنواع الحيوانات النادرة ان كانت الطيور او الاسماك بسبب التدهور والتلوث البيئي بسبب زيادة نسب التراكيز الملحية في المياه او بسبب الصيد الجائر الذي يمارسه البعض من سكنة المناطق المحيطة بالاهوار دون الاهتمام والاكتراث بالقانون الداعي للمحافظة على انضمام الاهوار الى لائحة التراث العالمي، ومع قرب بدء موسم هجرة الطيور نحو الاهوار تعالت اصوات بنادق الصيادين المستهدفة لطيور نادرة بعضها يعرض على ضفاف الاهوار.
 رئيس منظمة طبيعة العراق الخبير البيئي جاسم البيئي اوضح بحديثه لـ(المدى) بدء استقبال اسراب الطيور المهاجرة في مناطق الاهوار والقادمة من سيبيريا ودول وسواحل شمال أوروبا والمناطق الباردة الأخرى، وفيما اكد ان اول الطيور الواصلة هي دجاج الماء والخضيري والحذاف، دعا الى الحد من ظاهرة الصيد الجائر واتخاذ الاجراءات القانونية بحق المخالفين. مبينا: ان الكثير من الاسواق الخاصة ببيع الطيور على مشارف الاهور تعرض انواعا نادرة ومهددة بالانقراض تم صيد اغلبها بشكل مخالف للقانون.

الخضيري اول الواصلين
واضاف الاسدي: ان مناطق الاهوار بدأت باستقبال الطيور المهاجرة بشكل مبكر هذا العام حيث وصلت هذه الايام  مجموعة من الطيور المهاجرة القادمة من دول سيبريا وشمال اوروبا. لافتا الى: ان الاهوار تعتبر من اقدم واهم المآوي الطبيعية في العالم ولها دور بيئي كبير في إيواء الطيور المستوطنة والمهاجرة والمحافظة على أنواعها .مشيرا الى: ان اول الطيور الواصلة للاهوار هو دجاج الماء جاء بعده الخضيري والحذاف وبعض انواع الطيور المهاجرة، متوقعا وصول دفعات اخرى من الطيور المهاجرة الى اهوار جنوب المحافظة  خلال الشهور القليلة القادمة .داعيا الى: ضرورة الحفاظ على اصناف تلك الطيور واتخاذ كافة الاجراءات القانونية بحق من يمارس الصيد الجائر لان اهوار العراق تعتبر موطن تكاثرها مما يتطلب من الجميع الحفاظ عليها.

شرطة الأهوار والبيئة
وكشفت رئيس منظمة طبيعة العراق عن تعرض اسراب الطيور المهاجرة في اهوار محافظة ذي قار الى الصيد الجائر من قبل صيادين محليين ووافدين على الرغم من اوامر منع الصيد التي اعلنتها مديرية شرطة المحافظة قبل ايام .مبينا: ان اهوار المحافظة تشهد حاليا حملات واسعة لصيد الطيور المهاجرة بصورة جائرة وباستخدام كافة وسائل الصيد المشروعة وغير المشروعة .منوها الى: ان عددا من الصيادين قدموا من محافظات اخرى منهم من يقوم بحرق القصب والبردي لاخراج الطيور وصيدها في المناطق المفتوحة ومنها طير البرهان الذي يعد من الطيور النادرة .
وحذر الاسدي: من الاثار السلبية لموجة الصيد الجائر هذه لاسيما وان موسم عودة الطيور في اوله والمحافظة تتوقع وصول اعداد كبيرة من الطيور هذا العام بسبب كميات المياه الوفيرة في الاهوار .مشيرا: الى ان منظمته رصدت هذا العام وصول اسراب من طيور دجاج الماء الاسود والنحام الوردي والخضيري والحذاف الشتوي وغيرها من الطيور المهاجرة. مطالبا: وزارة البيئة ومديرية بيئة ذي قار بالعمل على الحد من هذه الظاهرة الخطيرة ومكافحتها لما لها من تداعيات سلبية على هذه الطيور وانواعها المختلفة وعدم الاكتفاء بالتصريح والتاكيد على التوعية الاعلامية التي لايهتم لها البعض. مؤكدا: على اهمية انشاء شرطة البيئة التي تقع على عاتقها مسؤولية حماية التنوع الاحيائي في الاهوار والمحافظة على الطيور المهاجرة.

تاثيرات سلبية على القرار الأممي
تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الايام الماضية صوراً لعدد من طيور "الفلامنجو" النادرة، معروضة للبيع في سوق شعبية جنوبي البلاد، و"الفلامنجو" من جنس "النحاميات" وهو من الطيور المهاجرة التي تمتاز بشكلها الجميل، ولونها الوردي، وتمتلك سيقانا طويلة، وتقطع مسافات بعيدة أثناء موسم الهجرة السنوي مرورا بمنطقة "الأهوار" جنوبي العراق، لتحصل على الغذاء من المسطحات المائية الموجودة هناك. اذ اعتبر الكثير من النشطاء ان اصطياد وبيع طيور "الفلامنجو" هو الجهل بأهمية هذا النوع النادر من قبل سكان منطقة الأهوار. عن ذلك انتقد ليث شبر، رئيس المركز الإنمائي للطاقة والمياه في وزارة الموارد المائية العراقية ظاهرة اصطياد طيور "الفلامنجو" النادرة في منطقة "الأهوار". محذرا: من أن ذلك له تأثيرات سلبية على قرار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) بضم المنطقة إلى لائحة التراث العالمي. مضيفا: ان ظاهرة اصطياد الطيور النادرة للأسف موجودة في الأهوار، وطائر الفلامنجو واحد منها. مشيرا: أنه تم البدء بتنظيم ندوات تثقيفية في "الأهوار" عبر عدة وسائل لإطلاع العراقيين على أهمية الحفاظ على الطيور المهاجرة، ومنع ظاهرة الصيد الجائر لها. لافتا  الى: أن السلطات في البلاد تعمل حاليا لإعداد إدارة لمنطقة "الأهوار" بعد قرار منظمة "يونسكو" بضمها إلى لائحة التراث العالمي.

الصيد بالمبيدات الزراعية
اختلف العلماء والمختصون في معرفة أسباب هجرة الطيور، فمنهم من عزا  ذلك إلى التغيير المناخي  ونقص الغذاء ومنهم من يرجع الامر الى أنه فعل غريزي. بعض الهجرات تكون يومية واخرى فصلية وثالثة سنوية، مثلما يفضل بعض الطيور المهاجرة الليل واخر النهار حسب قوة وذكاء الطير وتحليقه.
 المهتم بالشان البيئي هيثم حميد دعا: الحكومة الى وضع قوانين صارمة للحد من ظاهرة الصيد العشوائي للأحياء المائية في الاهوار سواء أكانت طيورا او أسماكا. مشددا على: ضرورة تفعيل مشروع المحميات البيئية لمنطقة الاهوار الذي اقره مجلس الوزراء قبل سنين من أجل الحد من الانتهاكات التي تتعرض لها الطيور المهاجرة . ذاكر: ان البعض من الصيادين غير المرخصين يستخدم السموم والمبيدات الزراعية في الصيد والتي تلحق اضرارا بالغة بالبيئة والانسان على حد سواء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بسبب الحروب.. الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية

اعتقال "داعشي" في العامرية

التخطيط تبين أنواع المسافرين العراقيين وتؤكد: من الصعب شمول "الدائميين" منهم بتعداد 2024

هروب امرأة من سجن الاصلاح في السليمانية

وفاة نائب عراقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram