عدّت وزارة الاتصالات العراقية، يوم امس الاثنين، التقديرات التي وضعها مركز اميركي بشان خسائر العراق المالية نتيجة قطع خدمة الانترنت "غير دقيقة" لاعتمادها على مؤشرات "غير صحيحة"، وعزت قطع الخدمة الى "الظروف التي تمر بها البلاد بمواجهة الارهاب"، وفيما أ
عدّت وزارة الاتصالات العراقية، يوم امس الاثنين، التقديرات التي وضعها مركز اميركي بشان خسائر العراق المالية نتيجة قطع خدمة الانترنت "غير دقيقة" لاعتمادها على مؤشرات "غير صحيحة"، وعزت قطع الخدمة الى "الظروف التي تمر بها البلاد بمواجهة الارهاب"، وفيما أقرت لجنة الخدمات في مجلس النواب بـ"فداحة" الخسائر التي يسببها قطع الخدمة، انتقد متخصصون سياسة الحكومة بقطع الخدمة بشكل عمومي.
وقال الوكيل الأقدم لوزاة الاتصالات أمير البياتي في حديث لـ (المدى برس)، إن "الارقام التي اوردها تقرير أحد المراكز الأميركية بشأن خسائر العراق بسبب قطع خدمة الانترنت بأكثر من 200 مليون دولار غير دقيقة"، مبينا، أن "تلك المراكز قد قدرت تلك الخسائر بناء على اعتقادها بقطع الخدمة في البلاد بشكل كامل، وهو حساب خاطئ".
وأضاف البياتي، أن "قطع الخدمة من قبل الوزارة يتم بشكل جزئي ومؤقت وبتوجيهات عليا، حيث تستمر الخدمة في المنافذ الحدودية، فضلا عن عدم حجب التطبيقات"، مشيرا إلى، أن "بعض دول المنطقة تقوم بقطع الخدمة لايام وربما أشهر، بالاضافة الى حجب بعض التطبيقات بشكل كامل".
وأقرَّ الوكيل الأقدم، "بالاثار السلبية المترتبة على قطع خدمة الانترنت لارتباطها المباشر بمفاصل الحياة ومنها المتعلق بالمال والاقتصاد"، عازيا اسباب قطع الخدمة في بعض الاحيان الى "الظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد بسبب مواجهتها للارهاب".
من جانبه قال عضو لجنة الخدمات في مجلس النواب ناظم الساعدي في حديث لـ (المدى برس) إن "الظرف الراهن الذي تمر به البلاد يتطلب قطع خدمة الانترنت في بعض الاحيان، على الرغم من الاثار السلبية لذلك"، مبينا أن "البلاد تتحمل خسائر كبيرة بسبب ذلك".
وطالب الساعدي، وزارة الاتصالات "بتقديم خدمة انترنت ذات جودة عالية لتعويض تلك الخسائر بالتعاون مع شركات المختصة".
بدوره قال الاستاذ بقسم هندسة الاتصالات في جامعة النهرين رؤوف عبدالله في حديث لـ (المدى برس)، إن "السياسة التي تتبعها الحكومة بقطع خدمة الانترنت غير مفهومة، حيث بالامكان قطع تلك الخدمة في أماكن محددة في حال تطلب ذلك، ما يقلل حجم الخسائر المالية".
وانتقد عبدالله، الشركات التي تتولى تقديم خدمة الانترنت في العراق لـ"لتفاوت جودة الخدمة في منطقة الى اخرى، بالاضافة الى ارتفاع اجور الخدمة قياسا بدول المنطقة، واستخدام أطياف لا تتلائم والأجواء العراقية وأجهزة غيرة فعالة وكثيرة الاعطال".
يذكر أن معهد أبحاث أميركي كشف، يوم الأربعاء، (26 تشرين الأول 2016) عن خسارة العراق أكثر من 209 ملايين دولار نتيجة قطعه خدمة الانترنت مؤقتاً 22 مرة خلال المدة (من 1 تموز 2015 إلى 30 حزيران 2016) لأسباب مختلفة، مبينة أن منها إجراءات أمنية داخلية أو عمليات مكافحة الإرهاب أو لمنع استخدامه خلال امتحانات الطلبة.