تشهد السياسة انحدارا في مستوى الاشخاص الذين يخوضون غمارها ويتبوأون مناصبَ مهمة فيها –حسب التقرير الذي اعدته احدى القنوات المصرية – تعليقا على الفيديو الذي يصفع فيه نائب رئيس الوزراء التشيكي وزير الصحة على –قفاه- في احد المؤتمرات لتقصيره في اداء واجبه او لاسباب شخصية كما نقلت بعض القنوات الفضائية ..وكان التقرير المصري قد اورد اسماء لاتليق بمفردة –سياسي – منها الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الابن الذي كانت والدته ترى فيه الابن الأكثر غباء بين اقرانه ، والرئيس الفرنسي ساركوزي الذي اثار وصوله الى السلطة دهشة الكثيرين ، وبيرلسكوني الايطالي –التافه – كما كان يراه معارفه والذي اوقع ايطاليا في ازمات كبيرة بعد بلوغه السلطة وغيرهم كثيرون ممن بدأوا يتجاوزون حدود مناصبهم جاعلين من السياسة جسرا لتحقيق طموحاتهم او تعويض فشلهم في الحياة العادية ...
لحسن الحظ ان التقرير المصري لم يتعرض لأسماء الساسة العرب –والعراقيين خصوصا – والا لكنا تعرفنا على خيبات كثيرة ألمّت بنا بوصول العديد الى السلطة ممن لايفقهون في السياسة اكثر من ملء الجيوب وتدمير البلد ..لدينا على سبيل المثال ثلاثة نواب لرئيس الجمهورية تم اختيارهم من مناشئ مختلفة لإرضاء جميع الكتل ..وقد تم استبعادهم قبل فترة بقرار حكومي لاثبات حسن نية الحكومة في تطبيق سياسة التقشف لإنقاذ ميزانية الدولة من العجز ، لكنهم عادوا بقرار آخر رغم ان وجودهم في الحكومة يكلف ميزانية الدولة ثلاثة مليارات دينار، وهو مايثبت ان السياسة مجرد خدعة وان السياسيين مهرجون يمكنهم الرقص على الحبال وممارسة الالعاب السحرية لجذب اهتمام الجمهور وخداعه..وبعد ان كان التقشف حجة لاستبعاد اولئك النواب ، صار على رئيس الجمهورية تخصيص المليارات احتفاء بعودتهم ..تلك المليارات التي تتسرب من بين ايدي العراقيين بسهولة لتتحول الى رواتب لاعضاء الحكومة وتتسرب غيرها الى الخارج لتتحول الى عقارات واملاك وارصدة في المصارف تؤمن للساسة حياتهم ومستقبل عوائلهم ، في الوقت الذي لايتعدى طموح بعض العراقيين الحصول على عشرة آلاف دينار كأجرة يومية لاتكفي لسد ابسط احتياجاتهم المعيشية ، ويحلم الموظفون بتسلم رواتبهم دون استقطاعات ، وتطمح الأسر العراقية الى تسلم كتب مدرسية لأولادها الطلبة، ويتمنى المواطن العراقي الا يفقد حياته في المستشفيات العراقية بسبب اخطاء او تقصير او نقص في الادوية ..
كم من مسؤول عراقي لايستحق بلوغ منصبه ؟ وكم منهم يستحق ان يضرب على –قفاه- عقابا على تقصيره ؟ وكم منهم يملك شيئا من الضمير و( الغيرة) ليعترف بفشله وتقصيره ؟...قد لايحتاج الأمر اعداد تقرير عن انحدار السياسة في بلدنا ، فقد اطلعنا على تاريخ السياسيين وكشفت الملفات فسادهم ولم يعد اي شيء خافيا علينا ، لكننا بحاجة الى تغيير يتولى صفعهم نيابة عنا ، والى وجوه تدرك معنى المسؤولية تجاه البلد والمواطن ..وان يتم تنظيف الساحة السياسية من فسادهم واطماعهم وحقدهم ...لكن مانحتاجه شيء ومايحصل على ارض الواقع شيء آخر ،ومادامت قراراتنا الحكومية نصيرة للمسؤول ومجحفة بحق المواطن ، فنحن من يحتاج الى صفعة بل صفعات لأننا سمحنا لمن لايستحق ان ينال صفة (سياسي !!!)
نحتاج الى صفعة !
[post-views]
نشر في: 31 أكتوبر, 2016: 05:43 م