هل تريد ان تكون سعيدا؟ ارفع هاتفك الذكي في الهواء، وحدد افضل زاوية يظهر فيها جانب من وجهك، وانقر على زر التصوير – لان صورالسيلفي ستجعلك شخصا  سعيدا، كما يقول تقرير صدر مؤخرا. وتقدّر جوجل أنه في عام 2014، تم التقاط ما لا يقل عن 93 مليون&nbs

هل تريد ان تكون سعيدا؟ ارفع هاتفك الذكي في الهواء، وحدد افضل زاوية يظهر فيها جانب من وجهك، وانقر على زر التصوير – لان صورالسيلفي ستجعلك شخصا  سعيدا، كما يقول تقرير صدر مؤخرا. وتقدّر جوجل أنه في عام 2014، تم التقاط ما لا يقل عن 93 مليون  صورة سيلفي في يوم واحد من على هواتف الأندرويد وحدها، ويقول مركز بيو للأبحاث ان أكثر من 91٪ من المراهقين ينشرون صورة سيلفي لهم على الانترنت.
لكن صور السيلفي المنتشرة  في كل مكان تزعج الكثيرين ممن تتجاوز اعمارهم الاربعين  عاما ، وترتبط عادة في وسائل الإعلام مع نتائجها غير السعيدة. ففي العام الماضي، قتل المزيد من الناس في جميع أنحاء العالم الذين التقطوا صور سيلفي لهم بسبب حوادث مختلفة مثل هجمات من اسماك  القرش – او بسبب السقوط من المرتفعات وأيضا من التعرض للدهس  من قبل المركبات وحتى للنطح من قبل الثيران. كما تم ايجاد علاقة بين الهوس بصور السيلفي ومشاكل الصحة العقلية. في عام 2014، وجدت دراسة اجريت في  جامعة ولاية أوهايو أن الرجال الذين نشروا صور سيلفي لهم في  وسائل التواصل الاجتماعي قد سجلوا أعلى مستوى من النرجسية والمشاكل النفسية. وجادلت افتتاحية في الدورية الدولية للصحة النفسية كتبها  الدكتور بانكاج شاه أن ألتقاط الصور الشخصية السيلفي  يقترب احيانا من الادمان، وأن الشخص الذي يمضى أكثر من خمس دقائق في التقاط السيلفي ولأكثر من 3-5 مرات يوميا قد يمكن اعتباره " مريضا" . لذلك، فيحين ادعى تقرير إخباري لاحد المواقع الالكترونية في عام 2014 أن السيلفي هو مشكلة من مشاكل الصحة العقلية الجديدة التي عرفتها الجمعية الأمريكية للطب النفسي بأعتباره  "رغبة محمومة من الشخص لالتقاط الصور لنفسه ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي "، فإن كثيرا من الناس اتفقوا مع ذلك التعريف.كما تم ربط موضوع التقاط السيلفي مع مرض  اضطراب تشوه الجسم (حيث يصيب بعض الناس الهوس في ملاحظة العيوب الموجودة في مظهرهم) ولكن، كما يوضح:  الدكتور ديفيد فيالي، استشاري الطب النفسي في جنوب لندن: "بعض الناس الذين  يعانون من هذا الاضطراب يستخدمون السيلفي  كوسيلة للتحقق من مظهرهم - ولمعرفة ما إذا كان مظهرهم قبيحا كما   يعتقدون ويحسون بذلك. فهذه الصور يمكن ان يلتقطوها بانفسهم و يقومون بتخزين المئات أو الآلاف منها على هواتفهم من دون ان يتمكن اي شخص آخر من رؤيتها اما استخدام السيلفي عند الناس الذين لا يعانون من هذا الاضطراب فهو ليس بالحالة المرضية ".ولكن هل يمكن في الواقع ان تجعلنا صور السيلفي نشعر بالسعادة ؟ وهل يجب علينا جميعا  استخدامها؟كان عدد المشاركين في الدراسة التي اشارت الى وجود علاقة بين التقاط السيلفي والشعور بالسعادة قليل نسبيا. فقد تضمنت    الطلب  من14 طالبا أن يبتسموا (بغض النظر عن شعورهم) ويقومون بالتقاط صور سيلفي ثلاث مرات يوميا لمدة ثلاثة أسابيع. وتم خزن هذه الصور في اجهزة الهاتف المحمول ولم يراها سوى الطلاب والباحثين.ولم  يتم نشر أي منها في وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن عندما بدا الطلاب النظر في وجوههم المبتسمة ، فان مزاجهم قد تحسن بشكل ملحوظ. ولكن الباحث يو تشن، وهوالمشرف  الرئيسي على الدراسة، يصر على أنه لم يشر الى ان التقاط السيلفي  قد جعل  الطلاب سعداء. موضحا"ان ابتسامتك هي التي   تجعلك سعيداً"،وليست صور السيلفي".
 عن: الغارديان