ali.H@almadapaper.net
إذا كنت عزيزي القارئ ، لا تزال مصرّاً على مشاهدة أخبار الكوميديا العراقية كل صباح ، سوف تلاحظ أن حلم بناء بلد متطور قد أُجهض ، مؤسسات الدولة تحولت الى مقاطعات حزبية وعشائيرية ، البلاد امتلأت بالنازحين والمهجّرين ، وسوف تلاحظ شيئاً آخر في مشاهد الاخبار ، إنّ هذا الشعب الذي يشتكي من غياب الامن والعوز والخدمات ، لايريد ان يُدرك انه يعيش في ظل مسؤولين مهمتهم سماوية وهي تخليص هذا الشعب من نجاسة الجاهلية !
مسؤولون يهملون البحث عن الأسباب، وينشغلون بالبحث عن المبررات، في العالم يعتبرون التقصير الوظيفي "فضيحة" تلاحق صاحبها الى القبر.. قبل أشهر شاهدنا الجنرال الاميركي "بترايوس" يُقدم استقالته من جميع مناصبه، لان أعراف دولة المؤسسات يستحيل معها القبول بموظف يكون عرضة للابتزاز.. قد تبدو حكاية رئيسة كوريا الجنوبية مملة للبعض منكم ، وعجيبة وغربية للبعض الآخر ، لكن اعادة التذكير بها الان أمر مهم، ونحن نرى وزير الخارجية يرفض رفضاً قاطعاً أن يوجَّه له سؤال عما يحدث من خراب سياسي ، بل ذهب به الخيال الى ان يذكرنا بانه رمز وطني ، لايجب الاقتراب منه ، واصر على ان يضع ثلاثة من المقربين له على راس لجنة تدير شؤون علاقات العراق الخارجية ، احدهم مهندس زراعي ، والآخر لم يقرأ كتابا دبلوماسيا في حياته ، والثالث كان يغني في الفضائيات قصائد في مديح الوزير ، حكاية رئيسة كوريا الجنوبية تبين لنا حجم المسؤولية الاخلاقية لصاحب المنصب حين يكتشف ان تصرفاً حتى وان كان بسيطاً يمكن ان يسبب ضرراً للبلاد، جريمة السيدة جونغ يونغ-كوك، أنها استشارت صديقتها المقربة حول نوع الخطابات الرئاسية التي تلقيها في المناسبات ، وهي في عُرف مسؤولينا قضية "تافهة"، لاننا نجد الرئيس عندنا يمنح ابنته صلاحيات كبرى ، وعشنا مع المالكي فصلا طريفا اسمه " البطل ابني احمد " ؟ وربما يهز المسؤول العراقي يــده ساخراً وهو يقول: إن السيدة جونغ يونغ ضعيفه لأنها لم تستطع ان تحمي صديقتها التي تم توقيفها بدعوى تدخلها بشؤون الدولة ، الرئيسة قدمت اعتذارا وكبار مساعديها قدموا استقالتهم احتجاجا على تصرفها الذي اعتبروه مشين ، لانهم يؤمنون ان المنصب يلغي الحياة الخاصة، ويعاقب على أي خطأ حتى وان كان مجرد علاقة صداقة، المنصب العام في الديمقراطيات المحترمة مسؤولية تلزم نظاماً رقابياً صارماً على كل أنواع التصرفات والسلوكيات الشخصية للمسؤول، كل شيء تحت المجهر لصاحب المنصب العام: ثروته، علاقاته، حتى صحته ، المنصب العام عندهم مسؤولية عظمى، وفي عرفنا مجرد رضا ولي الأمر، في الأشهر الأخيرة ارتفعت معدلات العنف في البلاد، واكدت تقارير بعثة الأمم المتحدة في العراق أن شهر ايلول الماضي راح ضحيته اكثر من 2500 مواطن سقطوا بين قتيل وجريح في أعمال عنف طالت مناطق متفرقة من البلاد، ومع هذا يصر البعض على ان منتقدي ادائهم الوظيفي، أعداء وخونة يعطلون مسيرة نهضة البلاد.
جميع التعليقات 1
خليلو...
يا سيدي . كل آلأسماء التي وردت في ثامنك العتيد إلا غير العراقيين لم يكن للمسمين بها أن يحلموا بمسمياتها يوما من الأيام حتى في حلم اليقظة Daydreams كان الله في عونهم كيف لا يصابون بالجنون إختر أي واحد منهم ثم قارنه بأ سوء نموذج مشابه له في تاريخ العراق