TOP

جريدة المدى > سينما > المخرج كين لوتش: اذا لم تغضب لما يحدث فأي نوع من الاشخاص أنت؟

المخرج كين لوتش: اذا لم تغضب لما يحدث فأي نوع من الاشخاص أنت؟

نشر في: 3 نوفمبر, 2016: 12:01 ص

تبدأ دور العرض السينمائية في الحادي والعشرين من هذا الشهر بعرض فلم (انا دانيال بليك) للمخرج كين لوتش والذي فاز بجائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان 2016،وبهذه المناسبة نشرت صحيفة الغارديان تحقيقا موسعا عن الفلم ومخرجه الذي تجاوز عامه الثمانين تضمن مقابل

تبدأ دور العرض السينمائية في الحادي والعشرين من هذا الشهر بعرض فلم (انا دانيال بليك) للمخرج كين لوتش والذي فاز بجائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان 2016،وبهذه المناسبة نشرت صحيفة الغارديان تحقيقا موسعا عن الفلم ومخرجه الذي تجاوز عامه الثمانين تضمن مقابلة مع المخرج تحدث فيها عن رؤيته لتناقضات المجتمع الرأسمالي ومستقبله.
يسأل لوتش بهدوء شديد بالكاد تستطيع سماعه. (هل كنت غاضبا؟)واصفا مشاعره اثناء حديثه عن الناس الذين التقى بهم بصحبة بول لافيرتي كاتب سيناريو فلمه الاخير(انا دانيال بليك )الذي يتحدث عن معاناة رجل تجاوز الخمسين عاما واقعده المرض مع البيروقراطية الحكومية  فقد شاهدا نماذج للمعاناة أثناء القيام بأبحاثهم للتحضير للفيلم: فهناك الفتى الشاب الذي لم يكن لديه طعام في الثلاجة منذ ثلاثة أيام؛ وتلك المرأة التي تخجل من الحضور الى  بنك الطعام؛ والرجل الذي يقف في طوابير الباحثين عن العمل منذ الخامسة والنصف فجرا ، ثم يعود إلى البيت بعد ساعة لعدم الحاجة اليه. ويعلق على ذلك قائلا "انه الإذلال المستمر من أجل البقاء. فإذا كنت لا تغضب بخصوص ذلك، فأي نوع من الأشخاص أنت؟ "
ويتابع:" التقينا بالكثير من الناس الذين أهينوا ودمرت حياتهم وفقدت كل معنى لها ولم يعودوا قادرين على الصمود في هذاالعالم ".
في نواح كثيرة،يمكن تشبيه فلم "انا دانيال بليك" بفلمه الذي اخرجه عام  1966 بعنوان (كاثي عودي الى البيت) حول عائلة شابة تضطر الى  التشرد، و أدت ردود الافعال التي صاحبت عرض الفلم الى مناقشة اوضاع المتشردين في البرلمان وزيادة مبالغ الاعانات الحكومية المقدمة لهم. ولكن في حين أدى ذلك الفلم الى  تغيير اجتماعي حقيقي،فان لوتش لا يتوقع ان يثير فلمه الاخير مشاعر الغضب عند الناس: فسوف يتقبلون الامر بشكل طبيعي فبرأيهم أن على الإنسان أن يعتمد على نفسه وليس على الاعانات التي تقدم  من قبل الدولة، وبالنسبة  للأم الوحيدة الشابة فعليها الانتقال من لندن إلى نيوكاسل لتجد لنفسها منزلا اصغر واقل  تكلفة.اي من  العالمين  يرتبط بهما المخرج؟: عالم كاثي أم عالم دانيال؟يجيب المخرج عن ذلك قائلا "هذا سؤال معقد. ايام عالم كاثي، كانت لا تزال لدينا العناصر الرئيسية لدولة الرفاه ، على الرغم من أنها كانت تتآكل. كان الناس ما زالوا يحصلون على الرعاية الصحية الحكومية. وكانت قطاعات غاز الطبخ، والكهرباء، والمياه، والسكك الحديدية مملوكة للدولة. وكعالم نرغب في العيش فيه، كان عالم كاثي متجانسا أكثر ، وكان آنذاك شعور اكبر بالمسؤولية الاجتماعية. وعندما ظهرت كاثي في الفلم  بلا مأوى ، تملك الناس الغضب بخصوص ذلك. لكن  المجتمع الآن اصبح اقل تماسكا. وكانت من نتائج سياسات  تاتشر وبلير(رؤساء وزراء سابقين في بريطانيا كانت سياستهم الاقتصادية متشددة للغاية فيما يخص تدخل الدولة لصالح المجتمع - م  ) تناقص واختفاء الشعور  بأننا مسؤولون بعضنا عن البعض الاخر، وأننا إخوة وأخوات يحمي بعضنا البعض و بهذا المعنى فانني أفضل أيام كاثي ".
في الستينيات والسبعينيات ، كان المخرج كين لوتش ينتمي لجماعات يسارية صغيرة: ، كانت  تنتقد على حد سواء كلا من الرأسمالية في المجتمعات الغربية والسياسات الستالينية في الاتحاد السوفيتي. كانت تستلهم روح الماركسية، وتجادل بأن الرأسمالية غير قابلة للاستمرار: وستنتهي من تلقاء ذاتها وستشارك الطبقة العاملة في هذه العملية. ولكن كل ذلك كان من باب التخمين. فسهولة الحصول على الوظائف وبناء دولة الرفاه ذات الامكانيات المالية  الجيدة نسبيا جعلت من  الرأسمالية نظاما اقتصاديا ناجحا من الطراز الأول.
و فقط الآن، كما يقول لوتش، بدأ يحدث  الانهيار الذي توقعناه. واضاف " فكل أزمة تعني المزيد من الضغوط على الطبقة العاملة، والمزيد من الاستغلال لها، ولكن ما كنا نقوله  بشكل مجرد اصبح حقيقة واقعة .فمن  كان يتخيل عقود العمل الموجودة الآن حيث يحق لصاحب العمل ان يقلص ساعات العمل كما يشاء، او وجود مؤسسات لتشغيل الايدي العاملة اوبنوك الطعام. من كان يظن في ستينيات القرن العشرين أنه سيكون مقبولا وطبيعيا ان تموت من الجوع إذا لم تحصل على الغذاء من الجمعيات الخيرية؟ انه أمر بشع أننا نقبل الآن بكل هذا ".و ببراعة يعطي لوتش  تفسيرا بسيطا لفشل  النظام الرأسمالي في المستقبل ، لا سيما في ظل العولمة: "كل مؤسسة تحاول الحصول على المزيد من المبيعات من خلال خفض الأسعار، وبالتالي ستقل الارباح ، لذلك عليهم العثور على أرخص الايدي العاملة أينما تكون، وبالتالي فان رأس المال لا يمكن أبدا أن يكون مستقرا ".وعلى الرغم من كل شيء، فان لوتش متفائل. "أعتقد أن الناس يشعرون بأن العالم لا يمكن أن يستمر على هذا المنوال "،. "وهذا مايفسر توجه الناس نحو اليسار في انحاء العالم  فهم يعتقدون أن بناء عالما آخر امر ممكن. وهناك شعور بأننا نتملك الآن حقا الفرصة  لتغيير الأمور ".
 عن: الغارديان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram