دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، المعارضة السورية المسلحة إلى مغادرة حلب، خلال وقف مؤقت للغارات الجوية اقترحه حتى يوم غد الجمعة، ولكن المعارضة رفضت مبادرته فور الإعلان عنها.وقالت وزارة الدفاع الروسية، التي تساعد قواتها القوات الموالية للرئيس السوري
دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، المعارضة السورية المسلحة إلى مغادرة حلب، خلال وقف مؤقت للغارات الجوية اقترحه حتى يوم غد الجمعة، ولكن المعارضة رفضت مبادرته فور الإعلان عنها.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، التي تساعد قواتها القوات الموالية للرئيس السوري، بشار الأسد، في محاولة استعادة السيطرة على حلب، إن عناصر المعارضة المسلحة بإمكانهم الخروج سالمين من المدينة بأسلحتهم، من التاسعة صباحا إلى السابعة مساء يوم الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني، من ممرين محددين، ويمكن للمرضى والجرحى المدنيين أن يغادروا من ستة ممرات أخرى.
وأضافت الوزارة أن بوتين أمر بوقف مؤقت للقتال من أجل تجنب "سقوط ضحايا بلا جدوى"، وأن القوات السلطات السورية ستضمن انسحاب القوات السورية من الممرين المحددين لخروج عناصر المعارضة المسلحة وأوضحت أن أحد الممرين يؤدي إلى الحدود التركية والآخر يؤدي إلى مدينة إدلب. ودعا قائد القوات الروسية، الجنرال فاليري جيراسيموف، زعماء الفصائل المسلحة إلى "وقف الأعمال العدائية ومغادرة حلب بأسلحتهم"، قائلا إن هجوم المعارضة المسلحة الأسبوع الماضي على غربي حلب فشل في فك الحصار، وإنه لا مجال لفكه عن المدينة". ورفضت فصائل المعارضة دعوة روسيا، ووصفتها إحدى الجماعات بأنها مجرد "مراوغة للاستهلاك الإعلامي".
وقال ياسر اليوسف، المتحدث باسم جماعة نور الدين زنكي، إن روسيا "ليست جادة" في مباردتها الأخيرة، وهي "لا تهمنا"، مضيفا أن تصريحات القادة الروس لا تعكس الواقع على الأرض.
واتهم نائب قائد تجمع فاستقم، أحد أكبر الفصائل المقاتلة في حلب، ملحم العكيدي، الروس بالكذب، قائلا إن "غارات الروس وجرائمهم مستمرة وطائراتهم لم تغادر سماء حلب". شدد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، امس الأربعاء، على أنّ بلاده تريد تعاوناً "صادقاً" للتوصل إلى حل سياسي في سورية، وأنه يجري التحاور مع واشنطن لعملية مشتركة بالرقة، وذلك بعدما أعلنت موسكو هدنة لبضع ساعات في حلب، يوم غد الجمعة .
وأعرب لافروف، في مستهل زيارة رسمية إلى اليونان، عن أمله في "توصل شركائنا إلى الخلاصات الضرورية لنعمل جميعاً من أجل تعاون صادق، لربما يتم التوصل لعملية سياسية تشارك فيها الحكومة والمعارضة".
وعن العلاقات الروسية الأميركية، قال لافروف: إن "واشنطن لم تلتزم بالاتفاق للعمل المشترك حول الرقة، وما زلنا نتحاور حول ذلك"، مؤكّداً أنّه "على الولايات المتحدة المساعدة في تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي، الذي يندد بدعم المجموعات المتطرفة في سورية".
وذكر لافروف أنّه "عندما تبنينا القرار، تذكرت كلمات وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الذي قال كل جهة تريد المشاركة في العملية السياسية، عليها قطع علاقاتها مع الإرهابيين"، مضيفاً "لقد مضى عام تقريباً، ولا نزال ننتظر تطبيق هذه الأقوال"، حسب وكالة "فرانس برس". وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في وقت سابق من امس، عن تطبيق "هدنة إنسانية" جديدة في حلب من الساعة التاسعة صباحاً حتى الساعة السابعة مساء غد الجمعة .
وقال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، فاليري غيراسيموف، "لمنع سقوط ضحايا قرر وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، بتكليف من القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية، فلاديمير بوتين، فرض "هدنة إنسانية" في حلب يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني من الساعة التاسعة صباحاً حتى الساعة السابعة مساء".
وذكر رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أنّه "تم التنسيق مع النظام السوري في القرار"، داعياً الفصائل المسلحة إلى "وقف أعمال القتال في حلب، والانسحاب من المدينة بأسلحتهم عبر ممرين خاصين يؤدي أحدهما إلى الحدود السورية التركية، وآخر إلى إدلب".
وأضاف غيراسيموف "نظراً لعجز زملائنا الأميركيين عن فصل المعارضة عن الإرهابيين، نتوجه بشكل مباشر إلى جميع قادة الفصائل المسلحة بدعوة وقف أعمال القتال، والانسحاب من حلب بأسلحتهم".
من جانبها انتقدت الخارجية الأمريكية، تصريحات وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو حول تأجيل العملية السياسية فى سوريا إلى أجل غير مسمى، وقالت "لن نؤجل العملية السياسية".
وأكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي- حسبما أفاد راديو (سوا) الأمريكي امس الأربعاء، أن واشنطن تبذل جهودها من أجل استئناف اللقاءات السياسية بين النظام والمعارضة السورية للتوصل إلى حل للأزمة السورية.
وكان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قد أعلن- فى وقت سابق- أن فشل الغرب في كبح جماح الإرهابيين المتطرفين في سوريا تسبب في إرجاء استئناف محادثات السلام لأجل غير مسمى.
وفي سياق متصل أعرب الرئيس السوري، بشار الأسد عن ثقته بأن القوات الحكومية ستستعيد السيطرة على البلاد بأكملها .
ونقلت قناة روسيا اليوم، عن الأسد قوله الثلاثاء خلال استقباله عددا من الصحفيين الأمريكيين والبريطانيين والمحللين السياسيين في دمشق "إن السبب الحقيقي لما يجري فى البلاد هو إسقاط الحكومة لأنها لا تتناسب مع معايير الولايات المتحدة.. مستغلين فى ذلك شعارات مثل الرئيس السيء والرجل السيء الذى يقتل الأخيار".
ووعد الأسد بعهد جديد من الانفتاح والشفافية والحوار الذي سيبزغ في سوريا، متحدثا عن الصراع على الهوية فى منطقة الشرق الأوسط، وعن حق كل سوري في أن يكون مواطنا بالكامل بكل معنى هذه الكلمة . ونفى الرئيس السوري "أي مسؤولية شخصية عن الحرب التي تجتاح سوريا، موجها اللائمة على الولايات المتحدة والمتشددين الإسلاميين وليس على حكومته أو القوات التابعة لها".
وأشار الأسد، إلى أنه على الرغم من مقتل آلاف السوريين على يــد الإرهابيين، لا يتحدث أحد عن جرائم حرب اقترفتها تلك الجماعات، قائلا "دعونا نفترض أن هذه الادعاءات صحيحة وهذا الرئيس قتل شعبه والولايات المتحدة تساعد الشعب السوري ...بعد خمس سنوات ونصف السُنّة، مَن ساندني؟ ..كيف استطعت أن أكون رئيسا وشعبي لا يدعمني؟".