غيّب الموت مساء الأحد المصادف 16 أكتوبر / تشرين الأول من هذا العام الفنان التشكيلي الكبير جمال قطب عن عمر ناهز الـ 86 عاما بسبب أمراض الشيخوخة التي لم تمهله ليعيش أكثر من هذه السنوات ، قطب الذي تعرفت عليه رساما منذ بواكير عشقي قراءة المجلات المصرية ا

غيّب الموت مساء الأحد المصادف 16 أكتوبر / تشرين الأول من هذا العام الفنان التشكيلي الكبير جمال قطب عن عمر ناهز الـ 86 عاما بسبب أمراض الشيخوخة التي لم تمهله ليعيش أكثر من هذه السنوات ، قطب الذي تعرفت عليه رساما منذ بواكير عشقي قراءة المجلات المصرية التي كانت تصلنا بالطائرة وبأثمان بخسة منذ ستينات القرن الماضي كمجلة "المصور" الصادرة عن مؤسسة دار الهلال العريقة التي استقبلت لوحاته ورسومه الجميلة لتزين القصص المسلسلة التي كانت تنشرها ، كذلك احتلت رسومه أغلفة سلسلة "روايات الهلال" على مدى عدة عقود اشتهر خلالها بأسلوبه الخاص في رسم الغلاف لمعظم الكتاب المعروفين ومن أهمهم نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ويوسف إدريس ويحيى حقى وأمين يوسف غراب ، ولشخصيات أدبية أخرى من أنحاء الوطن العربي من لبنان والعراق والمغرب العربي وأذكر أنه رسم بورتريه لشاعر العراق الكبير معروف الرصافي جاء أجمل من صورته الفوتغرافية المعروفة ، كما اشتهر برسم وقائع المعارك التي خاضها الجيش المصري ضد إسرائيل ، فكنت ألاحق هذه الإصدارات لروعة وجمال ما كان يرسمه لها هذا الفنان الكبير اضافة إلى كتّابها من جيل الأدباء والشعراء الذين أثروا الحياة الأدبية العربية بجليل أعمالهم .
ولكي نتعرف على جمال قطب عن كثب فهو من مواليد محافظة الغربية عام 1930 عمل رساما بمؤسسة دار الهلال وهو لا يزال طالبا بكلية الفنون الجميلة ثم أصبح الرسام الأول لمجلات دار الهلال بعد تخرجه كما عمل مستشارا فنيا لمؤسسة دار الهلال كما عمل أستاذا لمادتى التذوق الفنى وتاريخ الفن بأكاديمية الفنون بالقاهرة .
أقام عدة معارض فنية منها معرض بعنوان "اللمسة المبدعة في الثقافة والصحافة والإعلام" في المكتب الثقافى المصرى بطوكيو تموز 2007 ثم في باريس كما شارك في صالون أتيليه القاهرة الأول للبورتريه بأتيليه القاهرة في سبتمبر / أيلول 2005 وصالون الأتيلية "السابع والخمسون " بأتيلية القاهرة سبتمبر/ أيلول 2009 والملتقى الدولي لبصمات الفنانين التشكيليين العرب الحادى عشر بأتيليه القاهرة في يوليو / تموز 2016.
ومن أبرز أعماله لوحة للملكة إليزابيث ملكة بريطانيا تحتفظ بها في مجموعتها الخاصة. وهويعد من أشهر رسامى المجلات في الوطن العربى وتبدو في أعماله روح الحياة المصرية التي تعكس انتماءه وارتباطه بالجذور كما أن تعامله الوثيق مع كبار الكتاب والمفكرين والمبدعين من خلال رسومه المصاحبة لأعمالهم قد خلق نوعا من التآلف والانسجام والتواصل الإنسانى العميق واللانهائى مما أثر في شخصيته وأسلوبه في النقد الفنى والسرد التاريخى والتحليلى لأعمال الفنانين وسيرتهم الذاتية والذي يتسم بالحبكة الفنية والقوة والحس البلاغى .
ويتميز إنتاجه الفني بالغزارة في شتى مناحى الإبداع من شعر وكتابة مسرحية وقصة ورسم وتصوير ونقد فنى وتاريخ لمشاهير الفنانين والمبدعين وربما يرجع السبب الرئيسى لقلة معارضه إلى تعدد اهتماماته وعكوفه منذ سنوات إبداعه المبكرة على إبداع الرسوم الصحفية وأغلفة الكتب.