بارقة أمل جديدة يمنحها الاتحاد العربي لكرة القدم لاستعادة الكرة العراقية حق تضييف مبارياتها الرسمية على أرضها بعدما أعلنت لجنة المسابقات في الاتحاد برئاسة الجزائري محمد روراوة إقامة مباراة الذهاب والإياب بين فريقي نفط الوسط والجيش السوري ضمن منافسات الأدوار التأهيلية لبطولة الأندية العربية على ملعب فرانسو حريري في مدينة أربيل بإقليم كردستان.
قرار عربي جريء يستحق أن نتأمّل أبعاده الآنية والمستقبلية في ضوء إعداد اتحاد الكرة ونادي أربيل برنامجا تحضيريا متكاملا لاستضافة الفريق السوري الشقيق وفق أفضل المعايير التنظيمية والأمنية والخدمات اللوجستية التي تعضّد مشروعنا الوطني برفع الحظر الدولي عن ملاعبنا المستمر منذ عام 1984 ، وهذا ليس بالعمل الصعب على ملاكاتنا الإدارية والفنية المجربّة في مناسبات سابقة أثبتت أهلية إناطة اتحادنا الثقة الكبيرة بإنجاح المباراتين.
نرى وجوب دخول وزارة الشباب والرياضة بشخص وزيرها كطرف داعم في تنظيم المباراتين المرتقبتين ، فالملف الوزاري بشأن رفع الحظر بلغ مديات تفاؤلية واسعة تلقت خلالها الوزارة وعوداً متوالية من شخصيات كروية رفيعة بدءاً من رئيس الاتحاد الدولي السابق جوزيف بلاتر الى رئيس الاتحاد الآسيوي للعبة سلمان بن إبراهيم اللذين سبق أن التقيا الوزير عبدالحسين عبطان ورئيس الاتحاد عبدالخالق مسعود وتفهّما سلبيات إطالة أمد الحظر لكنهما لم يتفاعلا بصورة مُشجّعة ربما بسبب عدم وجود محاولات جادة بأطرها القانونية والرسمية مؤدلجة بخبرة وفد رسمي يمتلك كل مقومات حسم القرار لصالح بلدنا لا أن يعاود تكرار التظلّم إعلامياً ويعود خائباً مستسلماً لقناعات الآخرين.
ينبغي أن لا يمرّ الوقت سريعاً من دون أن يتخذ اتحاد الكرة جملة من الإجراءات بالتنسيق مع إدارة نادي أربيل التي يقف رئيسها د.عبد الله مجيد أحد أبرز القيادات الرياضية الشابة في منظومة كرة القدم في أقليم كردستان ممن نراهن على جديته وخبرته وإلمامه في مثل هكذا مناسبات تسترعي التهيؤ منذ الآن لتجهيز ملعب فرانسو حريري وتدعيمه بمستلزمات كافية تؤمّن إقامة المباراتين إعلامياً وجماهيرياً لتكون الرسالة مباشرة للاتحادين الدولي والقاري بسلامة الأجواء الحاضنة لمباريات كرة القدم في أربيل مثلها مثل العاصمة بغداد وكربلاء والبصرة وغيرها من مدننا المتلهفة لكرنفالات المنافسة الرسمية.
نريدها مباراة البشرى بقرب رفع الحظر الدولي على رؤوس الأشهاد من مسؤولي الكرة انفسهم ، فالإشارات التي بعثها رئيس (فيفا) جياني إنفانتينو من سلطنة عُمان عبر حديثه للزميل هيثم خليل أثناء زيارته مسقط ، 27تشرين الأول الماضي، تؤكد عزم الرجل على حل مشكلتي العراق والكويت في أقرب وقت ليتمكن لاعبو البلدين من استعادة حقهم وان يستمتعوا بممارسة كرة القدم لافتاً الى أن "الحل لا يعتمد على (فيفا) بل سنجد الطريقة المناسبة لذلك" وهي فرصة لتوجيه الدعوة له ولعدد من الشخصيات القارية المتنفذة في القرار الدولي مع نخبة من الإعلاميين الرياضيين العرب والأجانب للفترة من 6-10 كانون الأول المقبل ليطلعوا على تفاصيل الضيافة والتنقل في أرجاء المدينة والاستشعار برغبات الجمهور عن قرب كونه سر ديمومة اللعبة وأحد عوامل سلامتها.
الأمر موصول الى إدارة نادي نفط الوسط ليكون فريقها مساهماً بفاعلية في تعزيز صواب القرار العربي باعتماد ملعب فرانسو حريري لموقعتي الجيش السوري ذهاباً وإياباً من خلال اللعب النظيف وتجنّب استفزاز لاعبي الفريق المضيف واحترام قرارات الحكمين اللذين ستسند لهما مهمة قيادة المباراتين باعتبار أن مشاركتهم لن تكون برسم المحلية، بل هي مشرّفة لسمعة البلد وذات هدف وطني نبيل نسعى جميعاً لتحقيقه باستعادة كرتنا حق الأرض والمساندة الشعبية.
إنفانتينو في أربيل
[post-views]
نشر في: 5 نوفمبر, 2016: 04:11 م