adnan.h@almadapaper.net
يُحسن صنعاً ويفعل خيراً رئيس الوزراء حيدر العبادي باستغلال أي مناسبة كلام لتوجيه رسائل اطمئنان إلى أهالي الموصل وسائر المدن والمناطق التي تتقدم نحوها القوات المسلحة العراقية لتحريرها من قبضة داعش، بمن فيهم عائلات عناصر التنظيم الإرهابي، بيد أن هذا وحده، على أهميته، لا يكفي خصوصاً بعدما تصمت المدافع.
غير بعيد عن الموصل، حيث تدور المعارك الشرسة، جال العبادي في الأيام الأخيرة في عدد من المناطق المحرّرة للتوّ، وخاطب سكان المدينة المنكوبة بالاحتلال وفظائع داعش بأنهم سيكونون في أمان وأن مهمة القوات العراقية المحاربة هي تحريرهم. وفي حديث متلفز بُثّ مساء الأربعاء الماضي أكد العبادي أن حكومته لا تأخذ البريء بجريرة المذنب، مطمئناً أفراد العائلات التي ينتمي إليها عناصر داعش بأنهم لا يُحاسبون عن الجرائم التي ارتكبها هؤلاء العناصر.
هذا الخطاب المنزوعة منه روح الكراهية والانتقام مهم للغاية ..هو يجعل عناصر داعش مكشوفي الظهر ويوقفهم على أرض رخوة، فضلاً عن أنه يتوافق مع أحكام الدستور والشرائع الوطنية والدولية الخاصة بحقوق الإنسان.
لكن، بعدما تتحرر الموصل وسائر المناطق المحتلة وتعود لتنعم بالسلام ويُردّ داعش الى من صدّروه إلينا، ثمة حاجة لكلام آخر يتعيّن على السيد العبادي وحكومته أن ينطقا به.. هو كلام الاعتذار باسم الدولة العراقية عمّا حلّ بأهل الموصل وسواهم وسائر العراقيين الذين كابدوا الويلات والنكبات في الثلاثين شهراً الماضية.
ما كان لداعش أن يحتلّ الموصل وسواها وصولاً الى مشارف العاصمة بغداد، وما كان له أن يرتكب جرائمه الجماعية الوحشية ويتسبّب في كل هذا الدمار، وما كان سيجرّ الدولة العراقية الى حرب مكلفة للغاية وهي في أسوأ أوقاتها وحالاتها، لو لم تكن هذه الدولة وحكوماتها السابقة قد انتهجت سياسات خرقاء وفّرت البيئة الملائمة لاجتياح داعش، من المعاملة السيئة لسكان المناطق الغربية إلى نشر الفساد داخل المؤسسة العسكرية والأمنية ما جعلها تفرّ من ساحة المعركة حتى قبل نشوب القتال.
اعتذار الدولة العراقية وحكومة العبادي استحقاق متوجّب، فمن الواجبات الأساس للدولة والحكومة توفير الأمن والسلام والاستقرار وشروط الحياة الإنسانية الأخرى لمواطنيهما. وبالطبع فإن الاعتذار استحقاق متوجب أيضاً على كل القوى والأشخاص الذين قدّموا أنفسهم، ويقدمونها إلى اليوم، بوصفهم الممثلين عن سُنّة العراق وجميع سكان المناطق الغربية، واختاروا أن يضللوا "جمهورهم" بالخطاب الطائفي المشحون بروح الكراهية والانتقام.
أما الاستحقاق الآخر المتوجب بعد إنجاز عملية التحرير من داعش، وهو فتح ملف المسؤولية عن الاحتلال الداعشي، المُغلق بحجّة "كلّ شيء من أجل المعركة" الآن أو "لا صوت يعلو على صوت المعركة"، فالكلام فيه يحين في وقت آخر.
جميع التعليقات 1
محمد سعيد
الاعتذار , يحصل فقط عندما يتم فتح ملف المسؤولين عن الاحتلال الداعشي وحسبما اشار له الكاتب في مقاله المحكم , ,أي بكلمات اخري واضحه لابد من تقديم المسؤول الاول عن الجيش والحكومة آنذاك وهو حزب الدعوة الاسلامي الحاكم, ويمثله في المقام الاول ال