يقف نادي الطلبة الرياضي اليوم في مفترق طرق نترقب أن تؤدي الى إنهاء محنته المالية وغلق ملفه القضائي المعروض في لجنة شؤون اللاعبين للاتحاد الدولي لكرة القدم من دون أن يدفع النادي ثمن إفلاسه ويجد نفسه خارج أندية الدرجة الممتازة لأول مرة في تاريخه وتلحقه كرتنا بتجميد أنشطتها إذا ما تعثّرت محاولات تسديد مستحقات المحترفين.
ولم يكن النداء اليائس الذي أطلقه رئيس نادي الطلبة علاء كاظم قبل أيام بسعيه الجاد الى غلق أبوابه وإيقاف أنشطته الرياضية كافة حديث ساعة الأزمة المالية، بل منذ سنوات خلت ظلّت سياسة التعاون بين وزارة التعليم العالي الراعية للنادي وإدارة الأخير مشوبة بالتوتر على خلفية عدم كفاية الأموال المخصصة للاعبين والمدربين وبقية مستلزمات النادي الضرورية بحسب تصريحات كاظم لوسائل الإعلام، ولم تجد آلية واضحة يلتزم بها الطرف الثاني في تنظيم شؤون التعاقدات الخارجية ليكون مُلزماً بحقوقها عند وقت السداد، فأمر طبيعي أن تنفجر الأزمة في مستهل الموسم الحالي لعدم استدراك تبعات تأخر الدفع وهي مسؤولية تتحملها بالدرجة الأولى الهيئة الادارية للنادي مهما علا صوت حقها في إبرام الصفقات مع المحترفين لتدعيم صفوف الفريق.
130ألف دولار يمثل مجموع مبالغ حقوق اللاعبين أيمن عزمي (مصر) وحبيب ملا محمد (غانا) وسيد عرفات (الكاميرون) كما تنص عليها وثيقة التعاقد المصدّقة في اتحاد الكرة العراقي، لكن ليس كل مرة تسلم الجرّة ، فإذا كانت هناك حالات تأخير مشابهة للاعبين محترفين في مواسم سابقة فمن دون شك لعبت سياسة رئيس النادي التوفيقية في تعامله مع جميع اللاعبين دوراً مهماً في وأد أية شكوى دولية، وفي الوقت نفسه كان عليه أن يحتاط لمسألة الحقوق الجديدة للمحترفين المذكورين ويؤمّن مبالغهم بأية وسيلة قبل أن تصل الى قضاء (فيفا) ففي ذلك سمعة سيئة لتاريخ نادي الطلبة ولكرتنا أيضاً وتدلل على عدم احترام مواثيق التعاقدات والتنصّل من مواعيد الدفع وتوصم بيئة اللعبة بأنها غير أمينة على مصالح اللاعبين لاسيما أن الأمر يتكرر مع اندية أخرى مثل قضية نادي نفط ميسان مع إدارة نادي الصفا اللبناني التي كسبت قضيتها وأوجبت المحكمة ذاتها إدارة النادي الأول دفع مبلغ 312 ألف دولار.
المعلومات المتحصّلة من مصدر وثيق الصلة بإدارة نادي الطلبة أن رئيسها علاء كاظم قادر على تأمين مبلغ 130 الف دولار مثلما دأب على توفير مرتبات اللاعبين والمدربين والإداريين من مكاتب الصيرفة كديون واجبة التسديد في مواعيد محددة، لكن ما الضمانات الرسمية المتوفرة ليُقدِم الرئيس على استدانة المبلغ؟ ثم كيف تمضي سبع جولات من منافسات دوري الكرة الممتاز ولم يتقاضَ المدرب أيوب أوديشو وملاكه المساعد نسبة من عقده وهكذا بالنسبة لبقية العناصر العاملة في الفريق واسرة النادي عامة، وكيف نريد لفريق عريق بماضيه وحاضره ونجومه المتوالين على مختلف الحقب أن يستقرّ في المراكز اللائقة ويسعى للقب جديد والعوز المادي يدمّر جهاز المناعة (الاستقرار النفسي) كون كل عنصر في الفريق مسؤولاً عن أسرة والتزامات اجتماعية لا يمكن أن ينفصل أو يتخلى عنها في ظرف غدا المال عصب التوازن بين سلوك الانسان وضغوط الحياة.
لابدَّ أن يكون دور وزارة الشباب والرياضة أكبر من حدود الوساطة بين إدارة الطلبة ووزارة التعليم العالي لإنقاذ النادي من مأزقه وما يتبعه من ضرر على مستوى تجميد انشطة اتحاد اللعبة بحسب توجيهات (فيفا) التي هدّدت بتجميد الاتحادات المحلية في حال عدم حسمها قرارات لجنة شؤون اللاعبين الصادرة بحق الاندية، فوزارة الشباب معنية بالدرجة الأولى في بحث مستقبل الأندية وما تواجهه من مصاعب مالية، فإذا كان الطلبة يتبع وزارة فاعلة ضمن مؤسسات الحكومة وتؤمّن له ميزانية تقارب مليار و350 مليون دينار سنوياً تمنح على شكل دفعات ، فكيف الحال مع إدارات اندية كربلاء والسماوة والحسين التي لا تمتلك جهات راعية وتواجه معاناة كبيرة من أجل ديمومة انشطتها؟ نتمنى أن تحل أزمات جميع الاندية كونها حاضنة الموهوبين ورافدة المنتخبات في جميع الرياضات.
محنة الطلبة
[post-views]
نشر في: 8 نوفمبر, 2016: 04:27 م