اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تشكيل وعمارة > معارض عالمية: الكاريكاتير.. فن لا يُنصف ضحاياه!

معارض عالمية: الكاريكاتير.. فن لا يُنصف ضحاياه!

نشر في: 12 نوفمبر, 2016: 12:01 ص

 
بالرغم من أن الرسالة التي يتضمنها الرسم الساخر أو الهزلي هي السبب المزعوم للأفعال المتخَذة ضده، فإن الرسالة غالباً ما تكون غامضة أو غير مفهومة، كما يقول كاتب المقال فكتور نافاسكي. وهو ما يمكّن القرّاء من استنباط استنتاجاتهم من الرسم. وبالتالي

 

بالرغم من أن الرسالة التي يتضمنها الرسم الساخر أو الهزلي هي السبب المزعوم للأفعال المتخَذة ضده، فإن الرسالة غالباً ما تكون غامضة أو غير مفهومة، كما يقول كاتب المقال فكتور نافاسكي. وهو ما يمكّن القرّاء من استنباط استنتاجاتهم من الرسم. وبالتالي، فحين عملت النيويوركر، خلال حملة السناتور آنذاك باراك أوباما الانتخابية الرئاسية عام 2008، غلافاً يُظهر أوباما وزوجته ميشيل في زيٍ إرهابي، قام آلاف القراء بإلغاء اشتراكاتهم في الصحيفة بل واقتطع المرشح الديمقراطي وقتاً من حملته ليشير إلى أن الغلاف " تهجمي ". وفي الحقيقة كان المقصود من الغلاف، كما أوضح ديفيد ريمنيك، رئيس تحرير النيويوركر، ليس هجاء أوباما وإنما هجاء " التشويهات والتحيزات المتعلقة بأوباما ".
وهناك من النظريات المتعلقة بالسبب الكامن وراء الإساءة التي تتسبب بها الرسوم الهزلية بقدر ما توجد  رسوم هزلية سياسية. وهناك أسباب دينية، وأخرى أنثروبولوجية، وسايكولوجية ( حتى أن هناك مجالاً جديداً كاملاً يدعى بعلم الجمال العصبي neuro-aesthetics يفيد بأنه يعرض كيف ولماذا تؤدي مثل هذه الصور إلى تنشيط مشاعر قوية ).
ونظريتي هنا: أن رسوم الكاريكاتير غير مُنصفة على وجه التحديد، فغالباً ما تبالغ على نحوٍ مضحك بصفات الأشخاص الذين تُصورهم، ومع هذا فإن ضحايا الرسوم الهزلية والكاريكاتيرات لا يمتلكون أية وسيلة للرد المباشر السريع. فأنت إذا كنتَ لا تحب افتتاحية في صحيفة، يمكنك دائماً أن تكتب " رسالة إلى رئيس التحرير ". لكن ليس هناك شيء كهذا بالنسبة للرسوم الهزلية، وهو أمر مُحبط. ويمكن لذلك الإحباط أن يعقّده الخوف ( لدى المرسوم ) من أن رسام الكاريكاتير يمكن أن يكون قد حصل على شيءٍ ما حقيقي. وكما يعبّر مؤرخ الفن الاسترالي أيرنست غومبرتش عن ذلك، " فإن رسام الكاريكاتير لا يلتمس الشكل التام، وإنما التشويه التام، لينفذ عبر المظهر الخارجي إلى الكينونة الداخلية بكل قبحها ".
وبموجب هذا كله، هل ينبغي تحريم رسوم هزلية معيّنة، مثل الكلام البغيض؟
إذا شئنا السبيل الأسهل إلى ذلك، فإن منافذ مثل صحيفة النيويورك تايمس و CNN رفضتا أن تنشرا كاريكاتيرات مجلة شارلي أيبدو على أساس أنها تهجمية بالنسبة للمسلمين. وموقفي : أن الرقابة الحكومية من أي نوع ينبغي ألاّ يكون فيها تسامح أبداً. وينبغي أن يكون المحررون، من ناحية أخرى، أحراراً في نشر أو رفض نشر أي شيء يريدون، سواء لأسباب تتعلق بالذوق، أو السياسة، أو الأيديولوجيا، أو أي شيء آخر. أما في حالة صحيفة الرأي العام المخولة رسمياً، كما تحب التايمس أن تعتبر نفسها، فقد كان هناك ارتباك في الأصناف. فإذا ما قُدمت رسوم الكاريكاتير إلى صفحة الرأي المغاير لاتجاه هيئة التحرير كبيانات تحريرية بصرية أصلية، فإن التايمس ستكون عندئذٍ معذورة في عدم نشرها. وعلى كل حال، ففي حالة شارلي أيبدو، لم تكن أغلفة الرسوم الكاريكاتيرية فقط في الخبر، وإنما كانت هي الخبر . ولأن الرسوم الهزلية ــ وأعمال الفن عموماً ــ لا تستسلم لإعادة الصياغة أكثر مما يفعل الشعر، فليس من الحسن تماماً مجرد وصف ما فيها. إنها تحشد ضربة عنيفة انفعالية لأنها على وجه الدقة تتكلم بلغة بصرية، ولأنها يجب تجربتها كي تُفهم حقاً، فإن من الإساءة للقاريء عدم نشرها، كما يبدو لي.
 عن: F0rien Affairs

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

شباب كثر يمرون بتجارب حب وعشق فاشلة، لكن هذا الإندونيسي لم يكن حبه فاشلاً فقط بل زواجه أيضاً، حيث طلبت زوجته الأولى الطلاق بعد عامين فقط من الارتباط به. ولذلك قرر الانتقام بطريقته الخاصة....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram