اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الجهد الاستخباري يطيح بخلية إرهابية عالمية بينهم عراقي

الجهد الاستخباري يطيح بخلية إرهابية عالمية بينهم عراقي

نشر في: 11 نوفمبر, 2016: 09:01 م

 (كارتلوس) يصطاد الطلبة العرب في الجامعات الجورجية ويجنّدهم
توالي الهزائم والاندحارات العسكرية لتنظيم داعش الارهابي ونجاح القوات الأمنية العراقية في استعادة العديد من المدن التي استولى عليها التنظيم، كشف عن حالة البؤس والواقع المزري الذي يمر به الت

 (كارتلوس) يصطاد الطلبة العرب في الجامعات الجورجية ويجنّدهم

توالي الهزائم والاندحارات العسكرية لتنظيم داعش الارهابي ونجاح القوات الأمنية العراقية في استعادة العديد من المدن التي استولى عليها التنظيم، كشف عن حالة البؤس والواقع المزري الذي يمر به التنظيم، الامر الذي دفع به الى تصدير جرائمه وعناصره الى دول اخرى بحجة (تطبيق شرع الله)، لكن الجهد الاستخباري وقف بالمرصاد لكل تلك التحركات، مثلما ساعد في التقدم الحاصل الان بمعارك تحرير الموصل. بطولات خلية الصقور لم تقف عند حدود جمع وتقديم المعلومات وتجنيد المصادر في خطوط العدو، بل تعدت كل ذلك ووصلت لمراحل متقدمة جدا في العمل والجهد الاستخباري تجاوزت الجانب المحلي لتصل الى دول الجوار، مثلما تبين التفاصيل اللاحقة وبطولات خلية الصقور الاستخبارية.

المساجد مخازن سلاح ومذاخر أعتدة
مصدر استخباري رفيع المستوى، ذكر في حديثه لـ(المدى برس) إن المتابعة والتدقيق أوصلانا إلى خلية إرهابية تُدار من تركيا أهدافها كانت أكثر بكثير من الأهداف الإرهابية المعروفة. متابعا: فالهدف كان ،وبحسب المصدر، هو خلق فتنة وبلبلة في دول عديدة تكون لروسيا والولايات المتحدة الأمريكية فيها مصالح لشغل هاتين الدولتين عن الحرب على الاٍرهاب. مضيفا: أن المعتقل هو أحد عناصر هذه المجموعة الإرهابية، وهو المدعو حميد ناصر، من مواليد ١٩٩١ يسكن إحدى مناطق غربي بغداد، والدهُ متوفى في نهاية التسعينات وكان برتبة عسكرية رفيعة وترتيبه الثاني بين اخت كبيرة وأخ اصغر.
الارهابي المعتقل حميد ناصر المنتمي لكتائب ثورة العشرين عام ٢٠٠٥ عبر مسؤول احدى المجاميع التي تضم سبعة اشخاص والمعروف بـ(حجّي ناطق) والتي كانت مهمتها حماية المساجد والمنطقة التي يسكنونها من هجوم (المليشيات) بحسب قول المعتقل، إلا أن الحقيقة عكس ذلك حيث كانوا يستغلون المساجد كمخابئ للأسلحة.

مبايعة القاعدة في سوريا
وبعد تشكيل الصحوات، اضطر حميد ناصر، والمجموعة التي ينتمي إليها للسفر خارج العراق، وتحديداً إلى سوريا بداية عام ٢٠٠٦، بسبب تضييق الخناق عليهم من قبل القوات الأمريكية آنذاك، وفي سوريا التقى المتهم من جديد مع حجّي ناطق، وآخرين حيث كان يجمعهم التطرّف والفكر الإرهابي واتفقوا على العودة إلى بغداد بعد ان تهدأ الأوضاع، وبالفعل بايع (ناصر) تنظيم القاعدة بعد أن توحدت ما تسمى "الرايات" وأعطى البيعة لـ(حجّي ناطق) وتحول عملهم إلى زرع العبوات ومراقبة المنتسبين وتهديدهم وعوائلهم إلا أن السمة الأبرز بعملهم كانت الاشتباك مع القوات الأمنية والعسكرية التي كانت تدخل لمناطق سكناهم.
هنا يتدخل المصدر الاستخباري قائلاً: في تلك المدة لم تكن هناك بيانات كافية عن هذه المجاميع بسبب الخيطية بالتنظيم، فضلاً عن أعمارهم الصغيرة التي توهم القوات الأمنية فيهم، لهذا كانت صعوبة عملية إلقاء القبض عليهم.

مضايقة الصحوات
واسترسل المعتقل بحديثه: في منتصف عام ٢٠٠٨ سافرت من جديد الى سوريا بحجة إكمال الدراسة وبالفعل قدمت للدراسة ولكن الطلب لم يُقبل ، وبقيت إلى بداية عام ٢٠١٠ وفي هذه المدة كانت لي لقاءات متقطعة مع (حجّي ناطق). مبينا: انه تلقى توجيها منه بضرورة الرجوع إلى بغداد والعمل بأسلوب آخر من خلال الارتباط مع (وليد خالد) مسؤول مفرزة عسكرية. متابعا: تحولت بالسكن من منطقتي القديمة إلى أخرى جديدة بالجانب نفسه أي غربي بغداد، بسبب مضايقة الصحوات آنذاك ، بحسب ادعائه.
اضطرابات سوريا والدراسة في أوروبا
 واوضح ناصر: كانت المجموعة الثانية تضم ستة عناصر، وكان اللقاء يتم في أحد المنازل المهجورة بالمنطقة حيث كان (وليد خالد) يتسلم الأسلحة الخفيفة والرمانات الهجومية والصواعق ونقوم بدفنها بالمنزل المهجور بغية استعمالها في الوقت المحدد. مردفا: إلا ان الجيش والقوات الامريكية داهمت المكان وعثرت على الأسلحة من جديد فقمت بإقناع عائلتي بالسفر مجدداً إلى سوريا، وذهبت إلى دمشق إلى حين بدأ التوتر فيها فاضطررنا للرجوع الى منطقتنا الأولى وهذه المرة بدون أن التقي بأحد من المجموعتين السابقتين. مضيفا: فأكملت دراستي الإعدادية ونجحت في البكلوريا بمعدل ٦٣٪‏ ولسوء المعدل اتخذت قرارا مع عائلتي للدراسة في إحدى جامعات جورجيا وبالفعل قدمت على جامعة ولاية تبليسي الطبية.

مشاجرات طائفية بالسكاكين في صالون حلاقة
بالعودة الى المصدر الاستخباري الذي بين: هناك بدأت مرحلة جديدة وخطرة بالنسبة للمتهم فالتنظيم لا يُفرط بسهولة بمثل هذا الصيد الثمين الذي يمكن أن يستفيد منه لأنه  طالب في (كلية الطب)، وغير مكشوف مسبقاً من قبل الأجهزة الأمنية، ومقتنع تماماً بأفكار التنظيم المتطرفة والأكثر من ذلك كله انه يمتلك ذاكرة ممتازة، وهذا ما سنكتشفه من سياق الاحداث اللاحقة.
بالفعل سافر (حميد ناصر) الى تبليسي وباشر في الكلية الطبية حيث بيّن في التحقيق: ازدادت عندي الأفكار ضد الدولة العراقية بسبب لقائي ببعض الطلبة العراقيين والعرب الذين أعادوا إلى ذهني فكرة الجهاد التي تناسيتها ولم أنسها في يوم. مبينا: من ضمن الأماكن التي كان الطلاب المسلمون العرب وغير العرب يرتادونها محل حلاقة لشخص يدعى كامل جيكر، وهو علوي من تركيا، كان ذا سمعة جيدة جداً في مجال عمله وكان محله مزدحماً دائماً. مستدركا: إلا أن محل الحلاقة هذا كان أشبه بحلبة صراع بين الطلبة لأسباب طائفية وقومية. لافتا: الى نشوب شجار ليس كغيره من الشجارات التي كانت شبه يومية حيث تكتل الطلبة كلاً حسب طائفته وحدثت معركة بالسكاكين والعواميد الخشبية (التواثي) ولم يُفض النزاع إلا بعد مجيء الشرطة فذهب كل طالب لحال سبيله خوفاً من الحبس.

الإرهابي (كارتلوس) وخليته الطلابية
واستطرد المتهم: بعد انتهاء هذا الشجار ،وهو الأعنف خلال أربع سنوات بحسب ما نقله له الطلبة، بدأت صداقة من نوع اخر جديد مع شخص اصطف إلى جانبي بالشجار بشكل مُلفت للنظر اسمه (كارتلوس)، وهو جورجي كان بيني وبينه سلام فقط دون أن أعرف حتى اسمه. منوها: ان (كارتلوس) كان ودوداً مبتسماً وكثيراً ما كان يقترب من العرب في جورجيا وكان مسالماً أيضاً واستغربت لما رأيت منه كل هذا الكم من العدوانية والعنف في الشجار. متطرقا الى: انه بدأ يكشف له عن أوراقه شيئاً فشيئاً إلى أن جاء يوم وفاتحه بضرورة تشكيل خلية تتضمن طلاباً آخرين، وعن سؤاله إلى من تتبع هذه الخلية اجابه (كارتلوس) على الفور وبدون تردد إلى (الدولة الإسلامية) وبنفس جرأة كارتلوس بالطرح أجبته بالموافقة على طلبه، وكانت اللقاءات تتم أسبوعياً في أحد مطاعم منطقة "مرجان أشفيلي".

داعشي في كلية الطب (التبليسية)
جراء التحقيق ذكر المعتقل (الداعشي) ان المهمة الأولى التي أسندت له هي مفاتحة الطلبة العرب في الجامعة التي كان يدرس فيها، (جامعة تبليسي الطبية) واقناعهم بضرورة الانتماء إلى (الدولة الإسلامية) وطبعاً الاختيار بالمفاتحة لم يكن عبثياً أو عفوياً إنما على وفق دراسة ومراقبة تستمر لأيام طويلة لسلوك الطالب. مبينا: انه بالفعل قبل بعضهم الانتماء وفيهم من رفض والذي يرفض عليه ان لا يتفوه بما عرفه والا فالقتل سيكون مصيره. موضحا: ان الذين يرفضون لم تكن أسبابهم تتعلق بعدم الاقتناع بالفكرة بل لأسباب أخرى.
واسترسل الداعشي: ضمت المجموعة التي كنت انتمي لها كلا من (كارتلوس) (وعبد القادر من أذربيجان) و(نايف عراقي الجنسية من الموصل) وتغير نمط العمل من مفاتحة الطلبة إلى شيء آخر. موضحا: ان الأوامر كانت تأتي من (كارتلوس) الذي أفصح عن مخططه فيما بعد بضرورة مراقبة واستطلاع بعض الأماكن المهمة في جورجيا. مؤكدا: ان المجموعة وافقت على ذلك وأول مكان تم استطلاعه موقع سياحي كبير وسط العاصمة (تبليسي) قيد انتهاء العمل منه يضم كازينوهات ومطاعم ومسابح وقاعات رياضية وترفيهية للأطفال.

السفارة الإيرانية ومترو المدينة .. أهداف المجموعة
وعن الأماكن الأخرى التي تمت مراقبتها ورصد تحركات من يدخلها او من يعمل بها يذكر (حميد ناصر): قمنا بالعمل خلال ثلاثة أيام وكان أول يوم من الاستطلاع فيه ارتباك لكن بعد ذلك انتهى الموضوع بشكل طبيعي وكتب كل واحد من المجموعة تقريره عن مشاهداته وملاحظاته وأعطاه إلى كارتلوس. مضيفا: بعد أسبوعين جاءت الأوامر لاستطلاع ومراقبة السفارة الإيرانية وكانت تقع بالشارع نفسه الذي فيه السفارة العراقية بمنطقة (مدي كل يونفيرستي). مشيرا الى ان:هذه المهمة اقتصرت عليه وعلى نايف كي لا تثار الشكوك والتساؤلات وإن اثيرت فإن الجواب بسيط وهو مراجعة السفارة العراقية.
وذكر ايضا: بعد استطلاع السفارات سلمنا تقريرنا إلى (كارتلوس) يشمل كل ما رصدناه من عدد الكاميرات وعدد الحراس ومداخل الشارع ومخارجه بشكل مفصل. مردفا: بعد أقل من شهر جاءت الأوامر بضرورة استطلاع مواقع المترو في العاصمة تبليسي وهي كل من :ستيشن سكوير / وسط المدينة، دي ليسي / غرب المدينة، مدي مل يونفيرستي / شرق المدينة، تكنكل يونفيرستي / شمال المدينة.

معبد اليهود يدخل خطة المراقبة وكاد ....
لم تقتصر تحركات المجموعة (الداعشية) على تلك الاماكن فقد كشفت اجراءات التحقيق واعترفات الارهابي حميد ناصر ان الأوامر وجهت لهم باستطلاع مجمع حكومي يقع في منطقة دي غومي الذي يضم مكاتب  لدوائر أمنية حساسة. مبينا: لَم نكن ننجح في هذه المهمة لولا وجود مكتب لاستئجار السيارات يقع بالقرب من هذه المكاتب اذ كان كل شخص من المجموعة يذهب في الصباح الباكر يستأجر سيارة. متابعا: وأثناء عملية الاستئجار يرصد ويدقق حركة الحراس وعدد الكاميرات ونقاط الضعف والمناطق الرخوة التي من الممكن أن ينفذ منها المهاجم وتمت هذه المهمة خلال أربعة أيام بعدد من أشخاص المجموعة، بعدها بعشرة أيام تم استطلاع المعبد اليهودي في شارع شارديني، وسط العاصمة تبليسي. واضاف المتهم: جلسنا بمحل لبيع المرطبات بالقرب من المعبد لتدقيق أماكن الكاميرات والمخارج والمداخل، مردفا: إلا ان بقاءنا لأكثر من ساعتين اثار شكوك أهل المحل بسبب وجهي ولون بشرتي التي تدل على انني عربي. لافتا: اعتقدنا ان الحرس أحسوا بوجودنا خاصةً مع تواجد شخصيات يهودية بالمعبد الظاهر أنها كانت مهمة فانسحبنا بهدوء بعدة اتجاهات، وأعطى (كارتلوس) الأوامر بعدم اللقاء بيننا لمدة شهر خوفاً من اكتشافنا بعد التحركات التي قمنا بها.

التوجه صوب جمهورية (ابخازيا) المستقلة
وبحسب اعترفات المتهم بسير التحقيق انه بمجرد انتهاء الشهر اتصل بهم كارتلوس وأبلغهم بضرورة اللقاء في محل لبيع البيتزا في منطقة إيڤانو جانما. اذ ابلغهم  كارتلوس أن المسؤول عنه  يرسل تحياته عما قاموا به من عمل متقن خلال الأسابيع السابقة كما ابلغهم ان العمل سيتحول إلى ابخازيا، وهي مدينة متنازع عليها تقع على الساحل الشرقي للبحر الأسود، أعلنت استقلالها عن جورجيا عام 1991 مما تبعه الصراع الجورجي الأبخازي. تحكم من قبل جمهورية أبخازيا وهي جمهورية مستقلة عن جورجيا واقعياً، إلا أنها لا تحظى باعتراف دولي سوى من روسيا ونيكاراغوا وفنزويلا وناورو. في عام 1993 أجبرت الجيوش الجورجية على الانسحاب من المنطقة بعد حرب دامت لمدة عام مع الثوار الانفصاليين. تبلغ مساحتها 8432 كم2، عاصمتها سوخومي، ومن مدنها الأخرى المهمة بيتسوندا، غالي، غاغرا ويعتمد اقتصادها على السياحة حيث تهيمن أبخازيا على نصف سواحل جورجيا القديمة (جورجيا ما قبل 1989) ويعتمد اقتصاد الدولة الأبخازية على الفلاحة وإنتاج السجائر حيث تملك أبخازيا حقول تبغ شاسعة وبما أن 37.4% من مساحتها مياه ازدهر مجال الزراعات الكبرى وإنتاج الغلال، وبكونها تتميز بمناخ بارد شتاءً ومعتدل صيفاً ازدهر إنتاج الشاي ولا يمنع هذا ضعف الاقتصاد الأبخازي ، وبالتالي يكون اعتمادهم على روسيا. وابخازيا علاقتها متوترة نوعاً ما مع الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا بسبب قرب وجهات النظر بينها وبين روسيا.

عمليات انتحارية لخلق توتر عالمي
وبيّن المتهم حميد ناصر: في هذه الجلسة أعلن كارتلوس، عن الهدف الحقيقي الذي تكونت من أجله هذه المجموعة وهو استطلاع اهم المواقع السياحية والأمنية والنفطية في جورجيا وابخازيا المعترف بها من قبل روسيا وغير معترف بها من قبل الولايات المتحدة الامريكية. عازيا ذلك كي يتسنى لمجاميع التنظيم اختراق هذه المواقع وضربها بواسطة الإنتحاريين لخلق توتر عالمي بين روسيا وأمريكا لإشغالهم عن الحرب في العراق وسوريا. متابعا: بالفعل استطاعت المجموعة الوصول إلى ابخازيا واستطلاع بعض المواقع المهمة على الرغم من صعوبة التنقل كونها تبعد ٦٠٠ كم عن العاصمة تبليسي. واضاف ناصر: كنا نصل اليها فرادى وليس مجتمعين خوفاً من اكتشافنا من قبل نقاط التفتيش الرئيسية بين جورجيا وابخازيا وكانت تحركاتنا عن طريق ركوب سيارات اجرة تدعى (مار شوتكا) وهي سيارات أشبه بسيارات (الكوستر) بالعراق وكراج هذه السيارات يقع في أطراف العاصمة تبليسي في منطقة اسمها (مصخيتة). مشددا: كانت عملية الاستطلاع تتم بدون تصوير بالاعتماد على المشاهدات والملاحظات التي نسجلها مع ذكر التفاصيل الدقيقة عبر رسم تفصيلي لكل موقع.

اكتشاف خيوط عديدة
نعود للمصدر الاستخباري الذي ذكر: شاء القدر في هذه الأثناء وقبيل منتصف العام 2016 الحالي، أن تلقي خلية الصقور الاستخبارية القبض على (وليد خالد)، وهو أحد عناصر التنظيم في أحد الواجبات وبكمين محكم شمالي بغداد. متابعا: حيث كان مسؤولاً عن مفرزة عسكرية عامي ٢٠٠٧ و ٢٠٠٨ وأثناء التحقيق معه اعترف صراحةً بانتمائه لتنظيم القاعدة آنذاك ومع ما يسمى تنظيم (داعش) بالوقت الحالي. مؤكدا: انه اعترف على الكثير من الاسماء المنتمية للتنظيم ومن ضمن الذين اعترف عليهم كان المتهم حميد ناصر. واوضح المصدر: فقامت الخلية بمتابعة كل من ذُكر اسمه اثناء التحقيق مع (وليد خالد)، فمنهم من قُتِل على يد القوات الأمنية وبعضهم القي القبض عليه مسبقا، وجراء عمليات التدقيق والمراقبة والمتابعة اتضح أن المتهم حميد ناصر،  كان دائم السفر والتنقل بين سوريا وجورجيا. مشددا: ان الخلية ركزت على متابعته اذ وصل ضباط التحقيق إلى حقيقة أنه لا بد من إلقاء القبض عليه لأن اعتقاله سيكشف خيوطا عديدة.
 ولم يذكر المصدر كيفية الوصول إلى حميد ناصر، لدواعٍ أمنية استخبارية، ووصلت إلى الخلية إشعارات أن الهدف متواجد في تركيا فتم أخذ الإجراءات القانونية القضائية وتم توزيع أوصافه واسمه على السيطرات الرئيسة والثانوية وعلى المطارات.

العودة الى العراق عبر تركيا
ويكمل المتهم حميد ناصر اعترافاته: بعد انتهاء الفصل الثاني من الدراسة قررت الرجوع إلى بغداد لكن (كارتلوس)، قال لي أذهب إلى تركيا أولاً ومن ثم اذهب للعراق وسألته لماذا هذه المطاولة فقال لسببين الأول حتى نعرف إذا كان هناك من يراقبك والسبب الثاني لوجود شخص في تركيا لا بد أن تراه. مضيفا: بالفعل ذهبت للسفارة التركية وأخذت سمة الدخول ثم سافرت براً إلى تركيا وبحسب العنوان الذي أعطاني إياه (كارتلوس)، في منطقة (اقصراي) ذهبت وسألت عن شخص يدعى (أبو عبد الله). متابعا: لم التق به في اليوم نفسه فاضطررت إلى استئجار غرفة بفندق بسيط وباليوم الثاني ذهبت وكان يوم ثلاثاء ووجدت (أبو عبد الله). وهو عراقي الجنسية استطاعت خلية الصقور الاستخبارية الإيقاع به بعملية نوعية استمرت لستة أشهر  تقريباً سنكتب تفاصيلها لاحقاً.
واستطرد المتهم: اتضح لي ان (ابو عبد الله)  هو المسؤول عن بعض الخلايا في أوربا الشرقية ويدير عملها من تركيا أعطاني موعدا لاحقا للقاء في يوم الجمعة وتحديداً بعد صلاة الجمعة وكان مكان اللقاء بالقرب من مسجد السلطان أحمد.  وبالفعل انتظرت الى يوم الجمعة والتقيت به بالمكان نفسه والموعد المحدد مسبقاً لكنه لم يأت وحده بل كان معه شخص تركي يدعى (ابو عمر)، عمره في بداية الخمسينات. ذاكرا انهم جلسوا لمدة ساعة تقريباً دون ان يحكي (ابو عمر) أي كلمة وكانت التوجيهات من (ابو عبد الله)  تتركز بنقطتين الاولى ضرورة مفاتحة اكثر عدد من الطلبة للانتماء لتنظيم (الدولة الاسلامية) بحسب قوله والنقطة الثانية إعادة استطلاع ابخازيا بشكل اكثر دقة. مسترسلا: فعلى الرغم من إخباري له ان الاستطلاع في ابخازيا صعب بسبب الوجود الأمني وصعوبة الدخول كونهم يدققون بهوية الأتي من جورجيا باتجاه ابخازيا فقال سنعالج تدريجياً هذه المشكلة وأعطاني ٢٠٠ دولار وقال بعد انتهاء الإجازة الدورية لك والرجوع لجورجيا سنتواصل معك لتحديد الأهداف المراد استطلاعها. وانتهى اللقاء وحجزت براً باليوم الثاني من اسطنبول إلى بغداد عبر اقليم كردستان ، ولم أكن اعرف إنني مرصود من قبل الاستخبارات حيث أوقفتنا سيطرة تفتيش بين طريق ديالى - بغداد وطلبو جوازات المسافرين،  ثم طلبوا مني الترجل ولم أكن اعرف ايضاً أنني رهن الاعتقال إلا بعد مواجهتي بالأدلة فاعترفت صراحةً بكل ما ورد ذكره انفا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بسبب الحروب.. الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية

اعتقال "داعشي" في العامرية

التخطيط تبين أنواع المسافرين العراقيين وتؤكد: من الصعب شمول "الدائميين" منهم بتعداد 2024

هروب امرأة من سجن الاصلاح في السليمانية

وفاة نائب عراقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram