اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الأطعمة المكشوفة.. خطر متجدد يهدد صحة طلبة المدارس

الأطعمة المكشوفة.. خطر متجدد يهدد صحة طلبة المدارس

نشر في: 13 نوفمبر, 2016: 12:01 ص

شاءت الصدفة ان نقف أمام احدى المدارس الواقعة في منطقة المنصور، وتحديدا شارع النقابات ، حيث تجمهر عدد من التلاميذ حول عربة لبيع (اللبلبي) دون اية مبالاة منهم للنظافة سواء من حيث الصحون والأقداح التي يقدم بها وطريقة غسلها بماء غير صالح ، او من طريقة ال

شاءت الصدفة ان نقف أمام احدى المدارس الواقعة في منطقة المنصور، وتحديدا شارع النقابات ، حيث تجمهر عدد من التلاميذ حول عربة لبيع (اللبلبي) دون اية مبالاة منهم للنظافة سواء من حيث الصحون والأقداح التي يقدم بها وطريقة غسلها بماء غير صالح ، او من طريقة الطبخ والمواد المستخدمة في انضاج (اللبلبي) .على مقربة من هذا العربة ثمة اخرى تبيع بعض الحلويات والسندويجات (فلافل) اذ كان العامل يستخدم يديه بكل خطوة دون استخدام القفازات الصحية المعدة لذلك او عبر ما يعرف (بالكماشة).

مهنة من لاعمل له
البطالة أجبرت الكثير من الشباب لامتهان عمل البائع المتجول. علي محمد ،شاب عشريني، صاحب عربة لبيع الحلويات (الداطلي والبرمة) صناعة بيتية ذكر في حديثه لـ(المدى): لم اجد مكانا اقف فيه قرب الكراجات او الاسواق الرئيسية في منطقة كراج العلاوي او محيطها. متابعا: لذا لم يبق امامي سوى التجوال في المنطقة لمرات عدة. مضيفا: ان البطالة وقلة العمل هي من دفعت به لهذه المهنة، التي يساعده فيها خاله وهو اسطة صناعة الحلويات اذ يقوم بصناعتها في البيت.

النظافة شعارنا
بينما علق سامر فلاح  وشريكه كاظم احمد اللذان يملكان عربة مخصصة لبيع (الفلافل) اتخذا مكانا في احدى زوايا ساحة الطيران اذ يعلق سامر: بعد اكمال الدراسة الاعدادية عملنا في مسطر للعمال ، وبسبب تلكؤ سوق البناء انذاك اتجهنا الى بيع (الفلافل). مبينا: تمكنا من الحصول على مكان مقابل سرقفلية.
وبشأن النظافة وكيفية الاعتناء بما يقدم في العربة قال شريكه كاظم: من اولويات عملنا النظافة كما تشاهدين. موضحا انهما حريصان على تقديم الوجبات النظيفة لزبائنهم، لذا رفعا شعار (النظافة شعارنا الدائم). مستطردا: كما نحرص ان تكون المواد المستخدمة بالإعداد صالحة للاستهلاك البشري. مشددا: انهما يخضعان للفحص الطبي الدوري في المركز الصحي القريب من عملهما.

أفران ومساطب على أرصفة المنصور
الكثير من الباعة المتجولين يشغلون الأرصفة بشكل يكون من الصعب على المارة السير عليها وانما النزول الى الشارع، وهذه العربات والمطاعم الجوالة تجتاح المناطق الراقية ايضا وليست الشعبية فقط وهذا مايمكن ان نشاهده في منطقة المنصور وقرب تقاطع شارع الأميرات حيث الرصيف الذي يفصل بين شارعين قطع من قبل الباعة المتجولين بشكل كامل ونصبت افران غازيّة هنا وهناك ومساطب لبيع اللحم بالعجين، وبائع اخر نصب قلايات لبيع الهبركر والكص حتى اختفى الرصيف المخصص للسير.

ظاهرة غير حضارية
 المواطنون كانت لهم آراء متفاوتة بين الرفض والقبول. حيث قالت ام عبير التي كانت تتجول في المحال القريبة من المكان في حديثها لـ(المدى): انها ظاهرة غير حضارية ولابد من رفع هذه التجاوزات التي تمتد اذرعها مثل الاخطبوط  مبدية اسفها على تشجيع بعض المواطنين لهم من خلال شراء وتناول الاطعمة المكشوفة بسبب رخصها. مسترسلة: ان الكثير منهم لايعبأ للاوساخ والمكروبات التي تحتويها. منوهة الى :ان الجو ملوث بالغبار المتطاير ودخان السيارات وملوثات اخرى تترك اثرها على صحة من يتناول الاطعمة المكشوفة.

وزارة الصحة وأمانة العاصمة
فيما بيّن انمار سامي ،صاحب محل لبيع الملابس، ان الخلل الاكبر بانتشار هذه الظاهرة هو اولا بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به البلد، وثانيا لغياب الرقابة الصحية ومتابعة فرق الصحة الجوالة وكوادر امانة العاصمة. لافتا الى: ضرورة وضع حد لتفاقم هذه الظاهرة التي تسبب الكثير من الامراض ان كانت بانعدام النظافة او بالمواد المستخدمة بإعداد وتقديم المأكولات. مشيرا الى: ان بقاء هذه العربات دون رقابة ومتابعة سيفتح الباب لتزايدها وبالتالي تكاثر الأمراض والأوبئة وازدياد حالات التسمم.

مصادرة العربة وإتلاف الأطعمة
من جانبها، حذرت وزارة الصحة المواطنين من تناول الأطعمة المكشوفة من الباعة الجوالين. حيث اكد المتحدث الإعلامي لوزارة الصحة الدكتور احمد الرديني بحديثه لـ(المدى): ان محاسبة الباعة المتجولين مازالت قائمة وبشكل كبير من قبل الفرق الجوالة للوزارة. مبينا: ان اعدادهم كبيرة جدا. لافتا: الى مصادرة العربة واتلاف الأطعمة. منوها الى : ان هناك تعليمات تحذر المواطنين من تناول الاطعمة المكشوفة لوجود الحشرات الناقلة وانتشار الأمراض المعدية لعدم توفر شروط النظافة. مبديا اسفه على بعض المواطنين الذين لايبالون للخطر الذي يمكن ان يصيب حياتهم في حالة الاصابة بالأمراض الانتقالية او المعدية وحتى التسمم.

الفساد المالي والإداري
فيما بين  الخبير الاقتصادي فائز الموسوي في حديثه لـ(المدى): ان الوضع الاقتصادي متعب لأغلب الشرائح في المجتمع العراقي وخصوصا فئة الشباب التي اصبحت تمثل النسبة الاكبر من حيث العاطلين عن العمل. مردفا: انهم بحاجة الى موارد مالية لتلبية احتياجاتهم وطلبات عوائلهم وليست لديهم فرصة عمل يمكن ان تساعدهم في الابتعاد عن مشروع المطعم الجوال. متابعا: حقيقة هناك مطاعم جوالة تنافس المطاعم الكبيرة من حيث النظافة وحتى طريقة تقديم الأطعمة وان كانت بسيطة. واضاف الموسوي:  الا ان انتشار العربات بشكل عشوائي يشوه منظر العاصمة والاسواق بشكل كبير وهي ظاهرة مرفوضة بالطبع. مستدركا: لكنها تجد قبولا من المستهلك الذي يبحث عن الشيء الرخيص وان كان ذلك على حساب صحته. مشيرا الى: سكوت امانة العاصمة والدوائر التابعة لها وتغاضيها ان كان بسبب التهديدات العشائرية او الفساد.
الأمانة ترفض وترفع التجاوزات
امانه بغداد كان لها رأي مخالف حول الموضوع. حيث اكد المتحدث الإعلامي للأمانه حكيم عبد الزهرة في حديثه لـ(المدى): ان الامانه تحاسب كل من يقوم بالتجاوز على الأملاك العامة ومن ضمنها الأرصفة وهناك حملة مداهمات تقوم بها الكوادر التابعة للأمانة وبمساعدة القوات الأمنية. مستدركا: لكن حال ذهاب الموظفين يعود الباعة الجوالون الى اماكنهم ويساعدهم في ذلك اصحاب المحال التجارية . مشيرا الى ظاهرة بيع الأرصفة المقابلة للمحال لأصحاب البسطيات والعربات وهذه الأمور كلها بحاجة الى تعاون من قبل جهات عدة للقضاء على التجاوزات.

زوار الأربعينية والأطعمة المكشوفة
ولخطورتها على الصحة العامة وسلامة الزائرين، دعت المفارز الطبية في مدينة كربلاء والتابعة للعتبة الحسينية الزائرين الى عدم تناول الأطعمة من جهات غير معروفة والأطعمة المكشوفة. وذكر مسؤول المفرزة الطبية احمد جليل الشمري: ان أكثر من 300 متطوع من الأطباء والصيادلة والممرضين من جميع محافظات العراق سيشاركون في تأمين الخدمات الطبية الزائرين, بالإضافة الى الأطباء المتطوعين من خارج العراق. مشيرا الى: تخصيص فريق من المتطوعين لنقل الحالات الطارئة حال حدوثها ،لا قدر الله، الى مستشفى السفير أو أي مستشفى آخر بسيارات الإسعاف. داعيا: الزائرين الى عدم تناول الأطعمة المكشوفة،  وعدم تناول الأطعمة من الجهات غير المعروفة, والتبليغ عن الأجسام الغريبة والحالات المشبوهة, على حد وصفه. وعن الاخطار التي يمكن ان تسببها الأطعمة المشكوفة والأمراض، ينصح اخصائي الامراض الوبائية سعد ناجي بالابتعاد عن الأطعمة المكشوفة والوجبات السريعة في المناطق الشعبية خصوصاً كذلك عدم شرب المياه غير المعقمة، والتوجه من دون إبطاء إلى أقرب مستوصف صحي في حال الشعور بتغير مفاجئ في حرارة الجسم أو بإسهال غير طبيعي. مبينا: من اكبر اخطار تناول الاطعمة المكشوفة الاصابة بمرض الكوليرا والتسمم المعوي الذي غالبا ما يرافقه اسهال حد.

التسمم والمغص المعوي
الكثير من المحال تقوم بعرض منتجاتها الغذائية في أكشاك على الشوارع العامة والفرعية، ما يعرضها للتلوث. إلى ذلك أكد أخصائي الباطنية د. وحيد العزواي: تردنا يوميا العديد من حالات الاسهال والمغص المعوي التي تعد من انواع التسمم الخفيفية. مشيرا الى: ان الاصابات ناتجة عن تناول أغذية ملوثة بالميكروبات المرضية والجراثيم نتيجة غياب الرقابة الصحية. مبينا: أن الوقاية من الأمراض تتمثل في الاعتناء بالنظافة الشخصية، والالتزام بغسل اليدين بعد انقضاء الحاجة، وقبل وبعد تناول الطعام، وتجنب تناول الأغذية المكشوفة التي يبيعها الباعة الجوالون خاصة قرب المدارس والاسواق الشعبية.

الحانوت المدرسي والأطعمة الملوثة
مشاكل الأهل كثيرة مع ابنائهم خاصة الطلاب ممن يرفضون عدم تناول الاطعمة المكشوفة ان كانت في حانوت المدرسة او العربات القربية من مدارسهم. سلوى حسن ،والدة لثلاثة طلاب، تجد صعوبة كبيرة بمنعهم من تناول (الفلافل) وما يعرض في العربات الجوالة قرب مدارسهم. مبينة: رغم حرصي على تزويدهم بالاطعمة والفواكه عند ذهابهم الى المدرسة، لكنهم غالبا ما يتناولون الاطعمة المكشوفة التي سبتت لهم مشاكل صحية. داعية ادارت المدارس الى ضرورة وضع حد لهذا الظاهرة خاصة ونحن في بداية العام الدراسي الجديد.
اما ام سلوان فقد بينت ان ولدها اصيب قبل ايام بمغص معوي شديد وبعد الفحص الطبي تبين انه تناول اطعمة مكشوفة تباع في عربة قرب مدرسته. لافتة الى: غياب اي نوع من الرقابة على هذه العربات التي يفتقد اكثرها شروط النظافة والصحة. مشددة على: اهمية منع الطلبة من الخروج اثناء الفرص بين الدروس ومتابعة العربات والاهتمام بما يقدم في الحانوت المدرسي من اطعمة.

أهمية الفواكه والخضراوات
طبيب التغذية معاذ سلمان بيّن لـ(المدى) ان شيوع ظاهرة تناول الأطعمة المكشوفة الجاهزة عند الشباب وطلاب المدارس واحدة من أبرز الممارسات الحياتية أو الظواهر المجتمعية المؤثرة سلباً على صحة الإنسان وحياته وبالتالي التقليل من نشاطه العقلي والجسماني. عازيا ذلك الى انها تلعب دوراً كبيراً في حدوث بعض المشكلات الصحية خاصة للجهاز الهضمي ، مشيرا الى: انها تسبب انتشار الأمراض المعدية / كالديدان والإسهالات، كونها عرضة لكل الميكروبات والملوثات.
واضاف سلمان: للاسف يبتعد اغلب هؤلاء عن تناول الاطعمة الصحية مثل الفواكه والخضراوات بسبب التخمة التي تسببها الاطعمة الجاهزة او المكشوفة. مبينا: ان الكثير من هؤلاء الشباب تجدهم يعانون من امراض المعدة وزيادة الوزن بشكل مضطرب جدا. مؤكدا: ان الجسم السليم يحتاج الى غذاء نوعي ونظيف يحوي مجموعة الفيتامنيات الكفيلة بتنشيط جسم الشخص وليس المسببة للمتاعب الصحية. مشددا على: ضرورة اعادة التغذية المدرسة لطلبة المدارس.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بسبب الحروب.. الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية

اعتقال "داعشي" في العامرية

التخطيط تبين أنواع المسافرين العراقيين وتؤكد: من الصعب شمول "الدائميين" منهم بتعداد 2024

هروب امرأة من سجن الاصلاح في السليمانية

وفاة نائب عراقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram