TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > جمعة الزيني وتحالف البصرة أولاً

جمعة الزيني وتحالف البصرة أولاً

نشر في: 12 نوفمبر, 2016: 09:01 م

لا تُفهم التحالفاتُ السياسية التي تحدث قبل وبعد الانتخابات، إلا ضمن حدود المصلحة الحزبية أولا والوطنية ثانياً، ولأننا  شهود عيان مرحلة تشكيل كتلة البصرة أولاً عام 2014،  التي يرأسها المجلس الأعلى الإسلامي بقيادة عمار الحكيم، فقد كنا شهوداً على انضمام ممثل الحزب الشيوعي العراقي في البصرة، عضو المجلس اليوم، جمعة الزيني لهذا التحالف، الذي تشكل مع تيار الاحرار كتيارين رئيسيين التحقت بهما كتلة الوسط بالاضافة الى (جماعة الآحاد) ليصبح العدد 18 عضوا ضد 17 عضوا وهم كتلة الدعوة والمتحالفون معها، وبذلك خسر (الدعوة) منصب المحافظ في الصقفة السياسية المعلومة للجميع، التي أمّنت لكتلة البصرة أولاً الفوز بمقعد محافظ البصرة اليوم( د. ماجد النصراوي).
ولسنا في معرض الحديث عن ضياع أصوات مرشح الحزب الشيوعي في البصرة وذهابها لصالح ممثل الحزب الإسلامي، الثاني، الذي استُحدث بعد ساعات من مقتل مرشحهم الأول، ولا نريد الخوض طويلاً في انضمام جماعة الصرخي في تحالف أولي مع الحزب الشيوعي، في مرحلة ماقبل الانتخابات، فهي عثرات ما كان حريّاً بالحزب في البصرة الوقوع فيها، فقد تسببت في خسارته الكثير من سمعته كحزب عريق، له تاريخه النضالي الطويل، مثلما له موقف معلوم من التيارات الراديكالية، التي تتقاطع تماما مع فكره العلمي التقدمي. إنما سنخوض في المعنى الكامن وراء بقاء ممثل الحزب الشيوعي، عضو المجلس الحالي، جمعة الزيني ضمن تحالف البصرة أولاً، الذي يقوده الحكيم.
وللأمانة، فنحن،غالباً ما نشاهد الزيني، مساء كل يوم جمعة، في ساحة التظاهرات، التي خرجت ضد أداء مجلس المحافظة، قبل أكثر من عام، وهو يهتف معنا، ضد سياسة المحافظ والحكومة المحلية عموماً، لكنه، حين يجيء صباح يوم السبت أو الأحد يذهب لمكتبه في المجلس، مشاركاً الحكومة أداءها المعلوم. أمر غريب حقاً، ما يحدث، وهنا لا نريد أن نُحرج الزيني أكثر، لأننا نسمع في الكواليس كلاماً، ليس أغربه أنه يستأذن المحافظ في الخروج مع المتظاهرين، وبذلك يكون قد أوقع نفسه والحزب في حرج أكثر، من الذي لم نشأ ان نوقعه فيه. ترى، كيف يرتضي الحزب الشيوعي في البصرة لتاريخه هذا؟ أداء سيّئ معلوم وفشل يعلمه القاصي والداني لحكومة اقل ما يقال عنها إنها فاسدة، لكن بمشاركة من الحزب الشيوعي؟ والناس تتحدى الناس .
لم يبق على موعد الانتخابات البرلمانية القادمة سوى سنة او اكثر بقليل، وحديث الشارع في البصرة يؤكد فساد الحكومة المحلية، والمواطنون يتذمرون من أداء المحافظ والمجلس معاً، ترى ألم يفكر الحزب الشيوعي العراقي بوجوب إشهار موقفه من الحكومة هذه؟ وأي معنى يبتغيه من بقاء ممثل الحزب، الزيني ضمن تحالف لم يكن بصرياً يوماً ما، حيث سبق لعمار الحكيم ومن خلال النصراوي ان أجهز على بصريّة التحالف هذا، وواضح أن الأخير ظل يرجع للنجف في الصغيرة والكبيرة، فهو لا يخرج عن طاعة الحكيم بوصفه مرجعه الديني والدنيوي، ورأينا كيف ضرب النصراوي عرض الحائط مطالب المتظاهرين البصريين، الذين نادوا بأعلى أصواتهم رافضين سياسته،  ومؤكدين وجوب استبداله، لأن إدارته فشلت في مشاريعها، ولم يعد في جعبته سوى شارع الوفود، يشهره في كل مقابلة تلفزيونية .
إذا لم يتنبه الحزب الشيوعي العراقي مبكراً لقضية وجود الزيني ضمن التحالف الذي لم يقم ساعة ولم يجلب للبصرة شيئا ذا معنى، فضلا عن الضرر الذي ألحقه بسمعة الحزب نفسه، فسيكون الحزب قد وقع في المحذور والخطيرثانية ثالثة ، لأن الجماهير التي ظلت تعتقد بموقفه الصائب، ستكون في مواجهة صريحة معه، لذا عليه ان يعيد النظر في آلية تحالفاته القادمة، ويستعرض بشجاعة غير قابلة للتأخير، ما جناه وخسره جرّاء تحالفاته مع الاحزاب الدينية تحديداً، فقد يكون وقوفه خارج طاقم السلطة أفضل بكثير من وجوده في سلطة فاسدة، يرفضها شعب ثائر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. عبد الزهرة حسن حسب

    رد على مقال كتبه الأستاذ طالب عبدالعزيز عبدالزهرة حسن حسب 1- الصحافة مهنة أخلاقية : الصحافة ليست من المفردات التي يصعب تحديد معناها وأطر مهامها , كالديمقراطية ,

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram