اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > خارج نطاق التغطية الوطنيّة

خارج نطاق التغطية الوطنيّة

نشر في: 13 نوفمبر, 2016: 05:42 م

adnan.h@almadapaper.net

لابدّ أنه بدافع من الشعور بالمسؤولية الوطنية، ينشط الوزير السابق د. محمد توفيق علّاوي منذ فترة في تسليط الأضواء على جوانب سلبية في عمل الدولة، وبخاصة ظاهرة الفساد الإداري والمالي الذي زعزع أركان الدولة والمجتمع وأدى إلى سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على ثلث مساحة البلاد، بكلّ العواقب الكارثية المتفاقمة والمتواصلة حتى اليوم لهذه السيطرة، مثلما تسبّب – الفساد – في الإفلاس شبه التام لخزينة الدولة.
د. علّاوي يمارس نشاطه هذا عبر النشر في موقع إلكتروني خاص به وصفحة على موقع التواصل الإلكتروني، فيسبوك، وعن طريق البريد الإلكتروني الى أصدقائه ومعارفه.
الليلة قبل الماضية وصلتني منه رسالة إلكترونية يقارن فيها بين حالتين، الأولى لعالم شاب واعد تلقفته إحدى الشركات الكبرى قبل أن ينتهي من مرحلة الدكتوراه في إحدى الجامعات البريطانية، والثانية لعالم عراقي لم تأبه الدولة إلى اليوم به وبمنجزاته العلمية العظيمة المُقدّرة في العالم. يقول د. علاوي في رسالته:
"تقوم المؤسسات في الدول المتقدمة وبالذات أميركا في كل عام بإرسال وفود تمثل الحكومة والشركات الكبرى الأهلية،حيث يزورون الجامعات المهمة ويطّلعون على أطروحات الماجستير والدكتوراه لمختلف التخصصات. وحدث هذا الأمر معي، حيث كنا نمتلك مع مساهمين آخرين شركة (1st Call) لإخراج وإنتاج البرامج عالية التقنية المدمجة على أقراص الكومبيوتر عند أول اختراعها في أواسط التسعينيات من القرن الماضي في مدينة برايتون البريطانية التي فيها جامعة متميزة بعلوم الكومبيوتر، وكان لدينا مهندس على درجة عالية من الإبداع والتميّز كان علي رأس فريق في الشركة لإخراج فيلم موجّه لطلبة المدارس للتعريف بخطورة وآثار المخدرات، وبعد الانتهاء من إنتاج هذا البرنامج المتميز لصالح وزارة التعليم البريطانية (DfE) طلب هذا المهندس الاستقالة، فلّما سألتُه عن السبب قال بالنص: أنا أرغب بالعمل معكم ولكن عندما كنتُ في السنة المنتهية من دراستي في الجامعة جاءني فريق من شركة أمريكية كبرى، وبعد اطّلاعهم على أُطروحتي الجامعية قدموا لي عرضاً بمعاشٍ عالٍ جداً مع سكن متميز وسيارة وتأمين صحي لي ولعائلتي في حال زواجي ومدارس خاصة لأبنائي إنْ أصبح لي أبناء في المستقبل، وقالوا لي إنّ هذا العرض سيبقى سارياً لمدة سنتين بعد تخرجك، وقد أوشكت السنتان على الانتهاء ولا أريد أن أفقد هذه الفرصة.
يضيف د. علّاوي: هذا ما تفعله الدول والحكومات والمؤسسات التي تحترم نفسها وتحترم العلم وتقدّر العلماء؛ ونحن في العراق نُفرّط بعلمائنا وبالمتميّزين من أبنائنا. هل يُمكن أن يعي المسؤولون هذه الحقائق فيوفّروا اهتمامهم لهذه الفئة التي يُمكن أن تكون النواة الأساسية لتقدم وتطور البلد؟!!!!
يُنهي د. علّاوي كلامه بوضع رابط لتقرير أخباري تلفزيوني عن عالم الكيمياء العراقي – الحلي جليل كريم أحمد الخفاجي الذي أوجد علاجات مبهرة لمشاكل صناعية ولأنواع من مرض السرطان، فيما لم تتكرّم عليه دولتنا حتى بطبع 1000 نسخة من موسوعة علمية رائدة ألّفها بنفسه.
د. علّاوي الذي كان وزيراً للاتصالات ووُجهت إليه، بسبب نزاهته، اتهامات أثبت القضاء بطلانها، كما هي الحال مع زميله د. سنان الشبيبي، لابدّ يعرف كما نعرف أنّ الطبقة السياسية الحاكمة الآن في العراق لا تأبه بالعلم والعلماء.. إنها مشغولة بتعبئة الجامعات بالفاشلين والأغبياء الذين تزجّهم في الدراسات العليا لاعتبارات الكسب السياسي الحزبي، خارجاً عن القواعد والشروط العلمية... إنها تعمل خارج نطاق التغطية العلمية والتربوية.. والوطنية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. محمد سعيد

    كلام الاستاذ علاوي صحيح و يدلل علي ان العراق في ماضيه وحاضره لا يهتم بالعلم والعلماء ,وان هم طغمته الحاكمة وعبر التاريخ تركز في تطويع البشر الي ارادتها من ناحيه , والخوف الشديد من وجود شخص اخر لربما ينافسها بالمعرفة من ناحيه اخري ... فمطعم

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram