وأنا أراقب مسابقات الرقص التي تقيمها احدى الفضائيات التلفزيونية الأميركية اضطر الى مقارنة ما يعرض من رقصات مثيرة مليئة بالحيوية والمرونة بما يعرض في مسارحنا من قبل مجموعات من الشباب تحت عناوين مثل (الرقص الدرامي) او (دراما الجسد) والتي بدأها (طلعت السماوي) المغترب في السويد وتدرب هناك وجاء الى بغداد ليعرض نوعاً من الرقصات التفسيرية او التعبيرية الحرة بعد ان التف حوله عدد من طلبة معهد الفنون الجميلة ممن استهوتهم الفكرة الجديدة التي لم يسبق لأحد من العراقيين طرحها . وعندما عاد (طلعت) الى السويد ، تولى (علي طالب) ممارسة تلك التجربة مع المجموعة نفسها وبمرور الوقت انشطرت تلك المجموعة الأولى الى مجموعات تولى قيادتها من اعضاء المجموعة الاولى.
عند المقارنة بين ما شاهدت على شاشة التلفزيون الاميركي وما رأيت على خشبة المسرح في العراق من عروض الرقص اخرج بالاستنتاجات الآتية:
اولاً- اغلب الراقصين الأميركان والعراقيين من الهواة ولكن الفرق هو ان الأميركان مروا بمرحلة طويلة من التدريب بعكس العراقيين.
ثانيا- المرونة الهائلة التي يتحلى بها الراقصون الاميركان في حركة اعضاء أجسادهم ما يفتقر اليها الراقصون العراقيون.
ثالثاً- تشتمل رقصات المتسابقين الاميركان على تقنيات من فنون الأداء المختلفة – الباليه والاكروباتيك والجمناستيك والرقص الحديث وكذلك الأمر بالنسبة لرقصات العراقيين.
رابعاً- رقصات الاميركان أما فردية أو ثنائية أما رقصات العراقيين فكلها جمعية .
خامساً- العروض الراقصة لدى الجهتين تعتمد على الموسيقى المرافقة وموسيقى العروض الاميركية أما مؤلفة خصيصاً او منتقاة من الالحان المتداولة وموسيقى العروض العراقية جميعها تقريباً مختارة من الموسيقى الغربية.
سادسا – عامل الاثارة والادهاش في العروض الراقصة الاميركية اقوى بكثير مما في العروض العراقية.
سابعا- العنصر الدرامي متوفر في العروض جميعا الاميركية والعراقية.
بعد هذا لا بد من الرجوع الى الاصول، ويمكن القول انها في رقصات الطقوس الدينية الاغريقية (الديثيرامب والفاليفوريا) تقرباً الى الالهة . وفي الرقصات الشعبية للقبائل البدائية احتفالاً بالقوى العليا والتي اعتقدت تلك القبائل انها هي التي تتحكم في طبيعة حياتهم ومصائرهم . وقد نتجت تلك الرقصات تلقائياً للتعبير عن افكار ومشاعر مؤديها ولم توضع لها ترقيمات او قواعد ثانية خاصة بأداء حركاتها وانتقلت شبيهاتها عبر الزمن مع عادات وتقاليد شعوبها .
ظهر أول ضوابط وانظمة واضحة للرقص في الزمن الحديث مع ظهور فن الباليه وهو رقص تعبيري منمّط للتعبير عن احداث يوديه في الغالب راقص وراقصة رئيسيين من اعضاء الفرقة حيث ينفرد كل منها برقصة احياناً او يجتمعان برقصة في احيان اخرى ثم يلتحقان بمجموعة الراقصين ويتم اداء الرقص الجمعي ، ومن شروط فن الباليه تأليف مقطوعات موسيقية خاصة تناسب الاحداث التي يؤديها الراقصون.
ومن الضوابط والقواعد التي تتبع في حركات الراقصين والتي ظهرت في الزمن الحديث ما يتعلق برقص الصالة (التانغو والرومبا والفولكستروث والفالز) والتي يؤديها راقصان ذكر وانثى وبحركات منضبطة حدثت عليها زخرفات عبر الزمن وهي مازالت سارية حتى اليوم لانها موسيقى خاصة.
الدراما الراقصة أصولها وتطوراتها
[post-views]
نشر في: 14 نوفمبر, 2016: 09:01 م
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...