انتبهت السينما العالمية من خلال مفكريها وفنانيها ، الى ضرورة تقديم أفلام تقول "لا" و "تحتج" و"ترفض". وهذا الامر تسلسل تدريجيا حتى وصل الى الاحتجاج : إحتجاج الفرد، وهناك خطر أكبر كان يهدّد أصحاب رؤوس الاموال والمنتجين والموزعين ونفوذهم.والسينما
انتبهت السينما العالمية من خلال مفكريها وفنانيها ، الى ضرورة تقديم أفلام تقول "لا" و "تحتج" و"ترفض". وهذا الامر تسلسل تدريجيا حتى وصل الى الاحتجاج : إحتجاج الفرد، وهناك خطر أكبر كان يهدّد أصحاب رؤوس الاموال والمنتجين والموزعين ونفوذهم.
والسينما أوسع الفنون انتشاراً ، إن فيلما سياسيا يستطيع ان يهز المجتمع وخاصة الشباب، ان كان محتواه ضد الفرد .
ان السينما السياسية، هي تلك التي تتخذ موقفاً ثورياً وفكرياً ، وتمجد الانسان ولا تقف ضده ، او التسليط عليه . وفيلم "زد" كان نقطة مضيئة في مسيرة وتطور الافلام!
وهناك ايضاً فيلم "المدرعة بوتومكين" كما يقال، أول حركة تمرد مسلح ضد الجيش القيصري . إذ تمرد بحارة المدرعة الذين فاض بهم الجوع والاهانات . وقدمت موهبة ايزنشتاين عملا فنياً كاملاً وقد مرّ أكثر من أربعين عاماً على ظهور ذلك الفيلم ، الذي أصبح يدرس في معاهد السينما.
وهناك شخص آخر وهو فنان السينما شارلي شابلن وبوعي اجتماعي، ليقول "لا" في فيلم "العصر الحديث" عام 1925 ، ثم قدم " الديكتاتور العظيم" سنة 1940 وبروح ساخرة. وكانت وجهة نظر شابلن ساخرة في افلامه، وفي إطار مرح. وضد نازية هتلر.
وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية، ظهرت الواقعية الجديدة في السينما الايطالية، ثم تبعتها الموجة الفرنسية في عام 1955، ثم السينماا لحرة في إنكلترا عام 1956 ، ثم سينما نيويورك مع بداية الستينات. وقال المخرج الشهير آنذاك "روسليني" على المخرج الانطلاق في الشوارع مع الكاميرا ويدخل البيوت. كانت الدعوة هي الخروج الى الحياة الحقيقة دون تصّنع. وقدم روسليني فيلم "روما مدينة مفتوحة" 1948 وبتلك الافلام تغير كل مقاييس السينما في العالم.
ويقول الناقد رؤوف توفيق، اصدر المخرج الفرنسي استروك البيان الاول عن حركة الموجة الجديدة في السينما الفرنسية، وكان البيان يحمل عنوان ، "ميلاد حركة طليعة جديدة" وظلت المحاولات تتواصل بين الشباب الفرنسي حتى اتخذت إتجاهاً ملموساً عرف باسم "الموجة الجديدة" تم إعلانه في عام 1945، وضم المخرجين "فرانسوا تريفو" "جاك لوك غودواد" و "كلود شابرول" و"لوي مال" و"روجيه فاديم" . وقال آنذاك جان لوك غوداد ، عندما أقوم باخراج فيلم ، فاني أتصور انني اكتب مقالا نقديا بالصور.
وهكذا ازدهر الفن في باريس .
مقتطفات من كتاب رؤوف توفيق