TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أحلام يقظة

أحلام يقظة

نشر في: 23 نوفمبر, 2016: 09:01 م

ما إن تمرق الطائرة  نحو تخوم العراق ، حتى يشاهد الرائي  من خلال النافذة ، الخراب الذي حاق بزراعة  بلاد ما بين النهرين ، والتي كانت لفرط كثافة نخيلها وأشجارها تكنى بـ.. أرض  السواد … الأراضي الآن جرداء ، قفراء ، إلا من أعجاز نخلٍ خاوية ، وبقايا شجر .
السؤال الذي يداهم ذهن كل مخلص : ما الحل ؟ وكيف ؟ وحتى  متى ؟ وأين هم  الغيارى يتنادون لدرء الكارثة قبل تمامها .
………..
تراوحت الأرقام الرسمية المعلنة لعدد زوار الحسين (رض) بمناسبة الأربعينية  ما بين ١٧ مليون ، و٢٢ مليون زائر . ومن شتى بقاع  الأرض .. الرقم الرسمي المعلن هائل ، هائل بكل المقاييس ، نسبة لمساحة محافظتي كربلاء والنجف الأشرف ،، فالرقم المعلن يتفوق على عدد سكان سويسرا ( ثمانية ملايين ونصف المليون نسمة ) ويبزّ عدد سكان دولة الفاتيكان (لا يتعدى  الرقم المعلن المليون نسمة ).
السؤال الكبير الذي يتبادر لأذهان  المخلصين ، ماذا لو أقدمت حكومتنا ( الرشيدة ) على استثمار هذي المناسبة الدينية ، وبهذي الكثافة  الهائلة  من الزوار وتجييرها لرفد خزينة الدولة التي تشكو الضيق والعوز ، وتستقطع من رواتب الموظفين — الشحيحة  أصلا — بحجة التقشف ، و،،و،
……….
زوار سيدنا الحسين (رض)  يجيئون ويغادرون ، ولا تترسخ قي أذهانهم سوى مشاهد عابرة وذكريات الزيارة وطقوسها ،، والاقتراح الذي لا يبارح  الذهن ::ماذا لو هيأت وزارة الزراعة ، ودوائرها المختصة  ، فسائل نخل ، وشتلات حمضيات وغرسات عرائش عنب وزيتون وكمثرى ، و،، و،، وزيّنت لكل زائر شراء  شتلة ، يحفر على ساقها او جذعها ، اسم شاريها وتاريخ الغرس ..لو طبق هذا الاقتراح بعد إغنائه ، وتشذيبه من شوائبه المحتملة ، لكسونا الإرض العارية  ، بالخضرة والثمر . بدءاً من بادية النجف ، نزولاً جنوباً ووصعوداً نحو روابي الشمال .
الدعوة مفتوحة للمخلصين في الوزارات والمؤسسات  المعنية ،، للمبادرة والعمل النزيه  الجاد ، وإغناء المقترح بالآراء  السديدة البناءة …..
عسى ان يحظى هذا الاقتراح بمداه الإنساني ، البيئي ، الخدمي، الحضاري الرحب ،، فنشهد في موسم زيارة  العام القادم ، تظافر جهود المخلصين لإعادة الرواء للأرض ، والامتنان  لكل من  يساهم  بغرس أو إرواء .  أو ترويج  لشعار: إزرع  لا تقطع.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram