ما إن تمرق الطائرة نحو تخوم العراق ، حتى يشاهد الرائي من خلال النافذة ، الخراب الذي حاق بزراعة بلاد ما بين النهرين ، والتي كانت لفرط كثافة نخيلها وأشجارها تكنى بـ.. أرض السواد … الأراضي الآن جرداء ، قفراء ، إلا من أعجاز نخلٍ خاوية ، وبقايا شجر .
السؤال الذي يداهم ذهن كل مخلص : ما الحل ؟ وكيف ؟ وحتى متى ؟ وأين هم الغيارى يتنادون لدرء الكارثة قبل تمامها .
………..
تراوحت الأرقام الرسمية المعلنة لعدد زوار الحسين (رض) بمناسبة الأربعينية ما بين ١٧ مليون ، و٢٢ مليون زائر . ومن شتى بقاع الأرض .. الرقم الرسمي المعلن هائل ، هائل بكل المقاييس ، نسبة لمساحة محافظتي كربلاء والنجف الأشرف ،، فالرقم المعلن يتفوق على عدد سكان سويسرا ( ثمانية ملايين ونصف المليون نسمة ) ويبزّ عدد سكان دولة الفاتيكان (لا يتعدى الرقم المعلن المليون نسمة ).
السؤال الكبير الذي يتبادر لأذهان المخلصين ، ماذا لو أقدمت حكومتنا ( الرشيدة ) على استثمار هذي المناسبة الدينية ، وبهذي الكثافة الهائلة من الزوار وتجييرها لرفد خزينة الدولة التي تشكو الضيق والعوز ، وتستقطع من رواتب الموظفين — الشحيحة أصلا — بحجة التقشف ، و،،و،
……….
زوار سيدنا الحسين (رض) يجيئون ويغادرون ، ولا تترسخ قي أذهانهم سوى مشاهد عابرة وذكريات الزيارة وطقوسها ،، والاقتراح الذي لا يبارح الذهن ::ماذا لو هيأت وزارة الزراعة ، ودوائرها المختصة ، فسائل نخل ، وشتلات حمضيات وغرسات عرائش عنب وزيتون وكمثرى ، و،، و،، وزيّنت لكل زائر شراء شتلة ، يحفر على ساقها او جذعها ، اسم شاريها وتاريخ الغرس ..لو طبق هذا الاقتراح بعد إغنائه ، وتشذيبه من شوائبه المحتملة ، لكسونا الإرض العارية ، بالخضرة والثمر . بدءاً من بادية النجف ، نزولاً جنوباً ووصعوداً نحو روابي الشمال .
الدعوة مفتوحة للمخلصين في الوزارات والمؤسسات المعنية ،، للمبادرة والعمل النزيه الجاد ، وإغناء المقترح بالآراء السديدة البناءة …..
عسى ان يحظى هذا الاقتراح بمداه الإنساني ، البيئي ، الخدمي، الحضاري الرحب ،، فنشهد في موسم زيارة العام القادم ، تظافر جهود المخلصين لإعادة الرواء للأرض ، والامتنان لكل من يساهم بغرس أو إرواء . أو ترويج لشعار: إزرع لا تقطع.
أحلام يقظة
[post-views]
نشر في: 23 نوفمبر, 2016: 09:01 م