خرج الاتحاد السعودي لكرة القدم من أزمة لقاء منتخبنا الوطني في ذهاب تصفيات كأس العالم 2018 الطرف المنتصر بعدما تمكّن من الدفاع عن حق أرضه والوقوف بوجه الاتحاد الدولي للعبة المؤسسسة الأكبر نفوذاً وسلطة لينقض قرارها من خلال محكمة (كاس) ويُلزم الأسود اللعب في ملعب ( الجوهرة المشعة ) بمدينة جدة ليعطي درساً لمن يتكاسل وينشغل بالتصريحات الفارغة التي لن تشيّد له عموداً واحداً يرفع به سقف مصداقيته لكسب قضايا بلده.
نام اتحادنا طوال فترة سير الدعوى في محكمة (كاس) مطمئناً على تعهدات وكيله في القضية د.نزار أحمد الذي سبق أن خصّ (المدى) بحديث يوم 19 تشرين الأول الماضي أكد فيه أن " نسبة كسب الاتحاد السعودي لشكواه في (كاس) صفرٌ وأن قرارات اللجنة المنظمة للمونديال لا تُستَأنف " حتى صُعق اتحادنا بخسارته القضية في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول الجمعة ببيان الحقيقة حيث أفتضح أمره بعدما تبيّن أنه قدّم دفوعات شكلية وحجج غير مقنعة سرعان ما رُدّتْ من خلال قضاة (كاس) الذين تفهّموا الاعتراض السعودي القائم على اساس أن كل ما بُني على حدث طارئ لا يُسقط حق الأصيل!
من المُعيب أن يرمي البعض الاتهامات يميناً ويساراً ويُحرّف قرار (كاس) باتجاه شبهات الفساد للتغطية على فشلنا المزمن في قضايا سابقة لم نحسن انتزاع حقوقنا فيها بدءاً من الحظر الدولي الجاثم على ملاعبنا منذ عام 1984 حتى الآن وتأخّر الاعتراض على مشاركة اللاعب البرازيلي القطري الجنسية إيمرسون في تصفيات كأس العالم عام 2008 ، ورد الاعتراض على تولد حارس كوريا الشمالية المخالف للوائح في تصفيات أولمبياد بكين العام نفسه وغيرها من الملفات التي تدمي القلب نتيجة الإهمال الإداري وعدم التصرّف الحكيم في التوقيت المناسب ما أدى الى ضياع حقوقنا وخسارة اللعبة فرصاً مهمة في مشاوير البطولات.
التساؤل المشروع الذي يتوجب على المعنيين التحقيق فيه ليكون درساً لهم في تجارب مقبلة: أن قرار إقامة مباراتي العراق والسعودية في أرضين محايدتين حسب اجتماع لجنة الطوارئ في الاتحاد الدولي صدر يوم 18 أيار الماضي وتقدم الاتحاد السعودي بشكواه الى (كاس) يوم 8 حزيران ، لماذا لم نلجأ الى مفاتحة (فيفا) بتأجيل مباراة الذهاب المحددة في 6 أيلول الى موعد آخر حتى تحسم المحكمة مباراة الإياب ؟ مع احترامنا لقرار القضاء الدولي فإنه انصف طرفاً واحداً كان جزءاً من قضية مشتركة، أي أننا نفذنا قرار اللعب في أرض محايدة في حين استفاد الطرف السعودي من الوقت المتاح له باعتبار أن جولة الإياب تقام في 28 آذار 2017!
تصرّف اتحاد الكرة لم يكن عملياً بتاتاً ووقع تحت الضغط وهذه ليست المرة الأولى التي يخضع فيها الى اصوات الجماهير بدلاً من الاستماع الى اصوات الخبراء وينتدب ذوي القرار الراجح للعمل معه خلال تصفيات كأس العالم التي كثرت فيها العثرات والخروج بأفكار ناضجة تحميه من الوقوع في الأخطاء.
إن أهتمام الاتحادات المحترفة في دور القانون الرياضي بلغ ذروته من خلال دورات تثقيفية مكثفة تُدعى لها شخصيات ضليعة بمواد القانون وكيفية التعامل مع مشكلات كثيرة لم تزل الكرة العراقية تعانيها على مستوى المنتخبات أو الأندية وتحمّلها مبالغ باهظة نتيجة خسارتها في المحاكم الدولية أمام المدربين أو اللاعبين المشتكين أو ما تواجهه من أخطاء إدارية أثناء مشاركاتها الخارجية ، فسمعة بلدنا أهم من كل مكاسب التنافس الكروي .
نعم خسرنا قضية (كاس) مع السعودية ولا يعني ذلك اننا خسرنا الجولة المقبلة معهم في لقاء جدة إذا ما تضافرت الجهود وتصاعدت همم الملاك التدريبي واللاعبين في سبيل تحقيق الفوز وردّ الاعتبار للكرة العراقية التي لا تستحق أن تتعرّض الى الخيبات المتوالية داخل الملعب وخارجه في ظرف يحتم المزيد من الشجاعة لاعضاء الاتحاد كي يقرّوا باخفاقهم الذريع ولا يخادعوا الجماهير ببيانات المكابرة.
العِبرَة في جــدّة
[post-views]
نشر في: 26 نوفمبر, 2016: 05:31 م
جميع التعليقات 1
أبو أثير
سيدي الكريم ... كيف تتوقع من أعضاء أتحاد كرة القدم أيصال الحق العراقي الى مراده الصحيح وكيف بنا الى ألأرتقاء الى مصاف الدول التي تحافظ على حقوقها الكروية ... وأتحادنا يزخر بحفنة من الشخصيات لا تليق بأدارة مقهى بسيط .... وكل أهتمامهم مناصبهم ورواتبهم ومخ