بعد مرور اربعين يوماً على رحيل العاني، أقامت دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة والسياحة والآثار حفلا بهذه المناسبة صباح يوم أمس الاثنين على خشبة المسرح الوطني العراقي ، وقد شهد الحفل حضوراً مأسوفاً عليه لقلة الحاضرين. قدم الحفل الناقد ال

بعد مرور اربعين يوماً على رحيل العاني، أقامت دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة والسياحة والآثار حفلا بهذه المناسبة صباح يوم أمس الاثنين على خشبة المسرح الوطني العراقي ، وقد شهد الحفل حضوراً مأسوفاً عليه لقلة الحاضرين. قدم الحفل الناقد العراقي حسن عبد الحميد الذي أكد أن " الحياة لا يصنعها أؤلئك المؤمنون بالمألوف، بل يصنعها أؤلئك الذين يحفظون اسماءهم في التأريخ."
تهيب الكلمات لتتسامى بصدق معانيها للراحل الكبير والانسان العظيم يوسف العاني، هكذا يبكي عبد الحميد العاني متحدثاُ عن صدمته برحيله.
مدير دائرة السينما قحطان عبد الجليل يقرأ كلمة دائرة السينما والمسرح بالنيابة عن مديرها جابر الجابري، ويقول " يوسف العاني ظاهرة استطاعت أن تصنع محطات وتحقق ابداعات كبيرة في مجال المسرح، وهو ممن تخلوا عن مسؤوليته الادارية في سبيل ان يكون حراً في أدائه المسرحي."
وأكد عبد الجليل في الكلمة التي قرأها بالنيابة "أن ما ميز العاني عن الاخرين هو امتزاجه بالمشاهدين من الجمهور، فهو ليس كغيره ممن اعتلوا المسرح، كان سامياً فيما قدم واصبح مدرسة ستستمر ولن تموت بفضل محبيه."
أما كلمة المسرح فكانت قصيرة كثيفة مليئة بالحب قرأها مدير قسم المسارح في دائرة السينما والمسرح غانم حميد :"تنعى دائرة السينما والمسرح باسم منتسبيها فقيدها المدير العام الاول لمصلحة السينما والمسرح واحد مؤسسيها."
وأشار حميد الى "ان تاريخ العاني حافل بالانجازات وهو مؤسسة تاريخية وفنيةن ففي الفترة التي كان يوسف العاني يعتلي المسرح كان للمسرح العراقي قرار ، فلينم العاني قرير العين لأنه كفّى ووفّى."
بدوره، ذكر المدير العام للمركز العراقي للمسرح الفنان هيثم عبد الرزاق في كلمته: " رغم ادارة العاني لكثير من المؤسسات إلا انه ترك بصمة واضحة ومهمة في المسرح العراقي، ورغم اهميته الكبيرة إلا انه ظل طفلاً يتحدث بروح الطفولة."
وهنالك موقف مهم جمع العاني بهيثم عبد الرزاق وفاضل خليل في الاردن، حيث يذكر عبد الرزاق " كنا انا وفاضل خليل في الاردن ولم أكن ادري ان العاني ينتظرني فخرجت من الفندق لأنشغل بما تبقى من شبابي، وحين عدت وجدته وقد ترك لي رسالة حب." وقرأ عبد الرزاق الرسالة التي تلخصت بأن العاني يرى محبيه كأنهم الوطن الذي اسماه العاني "عراقي".
وختم عبد الرزاق كلمته قائلا "ايها الوليد الأبدي يوسف العاني ستبقى دائما بدايتنا وذاكرتنا فأنت عراقي، وكل عام وانت بخير لأنك دوما بيننا."
وخلال الكلمة التي القاها الناقد السينمائي علاء المفرجي والتي مثل خلالها مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون، قال " قبل اربعين يوماً من الآن خسر العراق قيمة فنية مهمة برحيل الفنان يوسف العاني، الذي قدم على مدى سبعين عاماً عصارة جهده وانجازاته التي مازالت ماثلة وتنهل منها أجيال من الفنانين العراقيين."
وعن علاقة العاني بمؤسسة "المدى" يذكر المفرجي أن " علاقة الراحل بالمؤسسة وبالكثير من العاملين فيها كانت مثالاً للعلاقة بين الفنان والمؤسسة الثقافية هدف من خلالها خدمة المدينة ثقافياً، لهذا ارتأت المؤسسة الاحتفاء بمنجز العاني عام 2007  اثناء الاسبوع الثقافي للمدى، وشهد يومها تكريماً يوازي سنوات عطائه وابداعة."
وختم المفرجي كلمة مؤسسة المدى بقوله "لقد مارس العاني خلال سنيّ حياته الحافلة أقصى ضروب الانتماء والولاء للوطن فهو لم يكن فقط فناناً ملتزماً بقضايا شعبه ووطنه، حيث قدم أعمالاً كثيرة حاكت هموم الناس ومشاكلهم، وستتذكر الأجيال اللاحقة العاني كونه الفنان الذي تعلّم وعلّم من خلال الفن حب الوطن والناس." مؤكداً " وبالتأكيد سوف نُحسد لأننا عشنا في زمنه."